التغيرات المناخية واحدة من الملفات الساخنة، التي وجدت حكومات العالم أجمع نفسها مضطرة على التعامل معها باستراتيجيات ومفاهيم جديدة، لم تكن تألف على استخدامها من قبل، وهي المسألة التي استدعت تغييرًا مماثلًا، يتواكب مع حجم الأضرار المتوقع حدوثها خلال السنوات المقبلة، والذي قد يهدد بفناء البشرية كلها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناول الدكتور إيهاب سرحان – أستاذ أمراض النبات بمعهد أمراض النبات، مركز البحوث الزراعية – ملف التغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية على القطاع الزراعي بالشرح والتحليل.
التغيرات المناخية
انعكاساتها على سلوكيات المزارعين والدول
في البداية أكد الدكتور إيهاب سرحان أن التغيرات المناخية باتت أمرًا واقعًا ينبغي التعامل معه بكل حسم، لتقليل حدود الضرر الناجمة عنه، موضحًا أن هذه الظاهرة تؤثر على الاقتصاديات الزراعية في دول العالم بأسرها.
ولفت أستاذ أمراض النبات إلى تداعيات التغيرات المناخية غير المباشرة، موضحًا أنها تؤثر بالتبعية على سلوكيات الأفراد والمزارعين، صوب التوسع في زراعة صنف على حساب آخر، بالقياس إلى مدى الربحية الاقتصادية المتوقعة منه، ما قد يؤدي لانعكاسات أكثر خطورة، على خطط الدولة التنموية وخريطتها الزراعية التي تسعى لتنفيذها.
الاقتصاديات الزراعية
فسر “سرحان” هذه النقطة بالقول إن تأثر أحد المحاصيل الاستراتيجية في إحدى الدول التي تستحوذ على نسبة كبيرة من الإنتاج العالمي، يؤدي لارتفاع أسعار التداول، وهي المسألة التي ينظر إليها مزارعي مناطق أخرى من العالم بعين الاعتبار – من وجهة النظر الاقتصادية البحتة – ما يدفعهم لتغيير أجندتهم وخريطتهم الخاصة، وهي المسألة التي تحدث فارقًَا كبيرًا، يهدد اقتصاديات بلدانهم وخططها التنموية المبنية على زراعة وتصدير محاصيل بعينها.
ولفت إلى أن التحديات التي تواجهنا كنتاج مباشر لـ”التغيرات المناخية”، لم تصل لحدة السيول والأعاصير التي تضرب العديد من الدول والبلدان بالنصف الثاني من العالم، موضحًا أننا نواجه تداعيات من نوع آخر، تتمثل في إفساد البيئة الملائمة لنمو النبات، والتي اعتاد عليها مزارعينا طوال عقود مضت.
مراجعة دورية لمواعيد الزراعة والتقاوي
أضاف “سرحان” أن التغيرات المناخية فرضت حتمية إجراء مراجعة دورية لمواعيد الزراعة الخاصة بكافة المحاصيل، علاوة على متابعة الأصناف التي تم إنتاجها وفقًا للظروف وحالة الطقس الخاصة بنا، للتأكد من مدى ملائمتها وتأقلمها مع ما يطرأ من مستجدات.
وواصل أستاذ أمراض النبات شرحه لتداعيات ظاهرة التغيرات المناخية، موضحًا أنها استدعت التدخل لإجراء تعديلات جذرية، في الصفات الحقلية للعديد من حاصلاتنا الزراعية، كتقليل فترة مكوثها في التربة، للحد من مستوى الضرر الواقع عليها.
وأوضح أن من ضمن أبرز تداعيات التغيرات المناخية، دخول بعض الأصناف ضمن حيز الإصابة ببعض الأمراض، التي لم تكن تهددها من قبل، بسبب ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة والرطوبة، مستشهدًا بـ”أصداء القمح”.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
الصوب الزراعية.. أسباب “التراكم الحراري” وقواعد تغطية البيوت المحمية
التغيرات المناخية.. “فهيم” يقدم حزمة من التوصيات لتجاوز تداعيات “القبة الحرارية”
“نبتة سحرية” تقاوم ارتفاع درجات الحرارة وتعادل “الضغط الإسموزي”