التغيرات المناخية واحدة من أخطر المُشكلات التي تُهدد النشاط الزراعي والمُزارعين، والتي لا تتوقف حدود خسائرها عند حدود الإضرار بالنبات فقط، وإنما تمتد آثارها السلبية للمُساهمة في تسارع وتيرة الإصابة بالآفات الحشرية والأمراض، ما يُحتم ضرورة إيجاد حلول علمية والبحث عن بدائل أكثر حزمًا.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية مها سميح، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد محمد علي كردي – أستاذ كيمياء وسمية المُبيدات – ملف التغيرات المناخية وأثرها المباشر على برامج مُكافحة الآفات بالشرح والتحليل.
التغيرات المناخية
تعزيز قدرات الآفات الحشرية
في البداية أكد الدكتور أحمد كردي على الآثار السلبية الخطيرة الناجمة عن التغيرات المناخية، والتي زادت من الضغوط المفروضة على المُزارعين، بسبب عدم مُلائمة البيئة المُحيطة للزراعة وفقًا للشروط القياسية الخاصة بكل نبات، علاوة على التباينات الحادة والمُفاجئة، والتي تؤدي للإضرار بكثير من المحاصيل، مُخلفةً خسائر اقتصادية ضخمة.
ولفت أستاذ كيمياء سمية النبات أن التغيرات المناخية ساهمت في تعزيز قدرة الحشرات والآفات، بما يؤدي لحدوث طفرات جينية جديدة، تساعد على تكاثرها وزيادة أعدادها، ضاربًا المثل بآفتي التوتا أبسيلوتا ودودة الحشد الخريفية.
طفرات جينية
تغيرات المناخ وتعدد الأجيال
أوضح أن الظروف البيئية الحالية، والتباينات الحرارية الكبيرة، الحادثة بفعل التغيرات المناخية، أدت لتهيئة الأجواء المثالية للآفات والحشرات، لمضاعفة عدد أجيالها، وأبرزها دودة ورق القطن، التي ارتقت من 7 إلى 9 أجيال، والأمر عينه بالنسبة لـ”التوتا أبسيلوتا”.
وسلط “كردي” الضوء على عاملي الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة، مؤكدًا أنهما يُمثلان سببًا أصيلًا لانتشار الإصابات الفطرية والبكتيرية، والتي تؤدي بدورها لزيادة فُرص الإصابة بالأعفان، ما يوضح حجم الضرر الناجم عن التغيرات المناخية.
استراتيجيات المكافحة
المحاكاة والأقمار الصناعية
طالب أستاذ كيمياء سمية النبات، كليات الزراعة والجهات المُتخصصة، بتربية الحشرات معمليًا، وإجراء ما يُعرف بـ”المحاكاة”، للتعرف على الاحتياجات الحرارية ومعدلات الرطوبة والأجواء البيئية المطلوبة لتكاثر تلك الآفات، ما يُساهم في التعريف بطُرق الاستعداد لها، واتخاذ الخطوات الاستباقية اللازمة لمُكافحتها بالشكل الصحيح.
وكشف أن بعض الشركات لجأت للاستعانة بالتكنولوجيا والأقمار الصناعية، للتعرف على المناطق المُتضررة ورصد الأماكن الموبوءة، وتوجيه مواد ووسائل المُكافحة لها على هذا الأساس.
موضوعات قد تعجبك
الجهد الحراري.. أضراره على إنتاجية “الماشية والمجترات” و3 توصيات للتغلب عليه
اللقاحات المحلية والمستوردة.. “الطب الوقائي” يكشف أفضل الخيارات لـ”تحصين الماشية”
إقرأ أيضًا
تبن القمح وقش الأرز.. أيهما أفضل لعليقة الماشية الحلابة؟ (3) نصائح هامة
قش الأرز وعروش البنجر والدريس.. هل يجوز خلطها وتصنيع السيلاج منها؟ “باحث يُجيب”
السيلفر كارب.. سلاح طبيعي للتخلص من “البوص” ومزايا استخدام البرسيم الحجازي
لا يفوتك
المحاصيل الشتوية.. أبرز المشاكل والحلول التي يمكن اللجوء إليها