التغيرات المناخية واحدة من أخطر التحديات التي تواجه مظاهر الحياة الإنسانية بشكل عام، والنشاط الزراعي بشكل خاص، ما يُحتم إيجاد حلول واقعية وسريعة، للحيلولة دون الانعكاسات والنتائج السلبية الناجمة عنها، وهو الأمر الذي يستدعي مزيدًا من الإنصات لرأي الخبراء والمُتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور ياسر عبد الحكيم – الأستاذ المُساعد بمركز بحوث الصحراء، المُستشار العلمي لمشروع مُستقبل مصر – ملف الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية بالشرح والتحليل.
تعريف “التغيرات المناخية” وظاهرة الاحتباس الحراري
في البداية عرف الدكتور ياسر عبد الحكيم مُصطلح التغيرات المُناخية، موضحًا أنه يُقصد به زيادة نسبة الانبعاثات الكربونية – أول وثاني أكسيد الكربون – الناجمة عن مشروعات وأنشطة الدول الصناعية الكُبرى، ما يترتب عليها تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأوضح أن التغيرات المُناخية وظاهرة الاحتباس الحراري، تؤدي لزيادة وتسارع نسبي في وتيرة مُعدل ذوبان القُطبين “الشمالي والجنوبي”.
مخاطر وتداعيات التغيرات المناخية
لفت “عبد الحكيم” إلى المخاطر المُحدقة الناجمة عن التغيرات المناخية، على كافة أوجه الحياه على سطح الأرض، بدايةً من ارتفاع مستوى مياه البحر، ونتائجها السلبية المُتمثلة في مُضاعفة نسبة تآكل التربة والمُدن الساحلية، وانتهاءًا بارتفاع نسبة ملوحة التُربة وما يُمثله من إشكاليات بالنسبة للنشاط الزراعي.
انحفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية
سلط “عبد الحكيم” الضوء على واحد من أخطر الانعكاسات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، والتي تؤدي لارتفاع درجات الحرارة بشكل مُتسارع وغير مُسبوق، موضحًا أن زيادة الحرارة بمُعدل 1.5 درجة تؤدي لخفض إنتاجية بعض المحاصيل كـ”الطماطم” بنسبة 20%، فيما تؤدي 3 درجات إضافية لانخفاض الإنتاجية بنسبة 50%، وهي أرقام مُقلقة وتوضح حجم التحديات التي تواجهها أغلب دول العالم.
موضوعات قد تهمك
زراعة الطماطم.. مزايا الأنفاق البلاستيكية وطُرق إعداد التربة والتسميد
محصول القمح.. مخاطر التسميد بعد “السدة الشتوية”
ارتفاع مُعدل استهلاك المياه
انتقل المُستشار العلمي لمشروع مُستقبل مصر إلى نقطة أخرى بالغة الخطورة فيما يتعلق بالآثار السلبية المُترتبة على التغيرات المُناخية وظاهرة الاحتباس الحراري، مؤكدًا أن الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة، يترتب عليه زيادة مُعدلات استهلاك الكائنات الحية ومنها النباتات والمحاصيل الزراعية للمياه.
ولفت “عبد الحكيم” إلى أن الإشكالية الأكبر، تتمثل في أن غالبية دول العالم، تُعاني بالفعل من شُح واضح في مواردها المائية، ما دعا لضرورة اتخاذ موقف حازم، وتبني خُطط إصلاحية حقيقة، من شأنها تخفيف حجم الضرر الناجم عن التغيرات المُناخية، وإنقاذ الحياة الإنسانية.
إقرأ أيضًا
محصول الطماطم.. مخاطر ارتفاع نسبة الحموضة وأجود الأراضي الصالحة للزراعة
عيش الغراب.. 19 خطوة من الزراعة إلى الحصاد
لا يفوتك