التغيرات المناخية أصبحت محور اهتمام جموع المُزارعين والمُربين، بسبب آثارها السلبية المُباشرة الواقعة على النشاط الزراعي ومشروعات الإنتاج الحيواني، والتي تنعكس بالتبعية على المُستهلك ومدى توافر السلع والمحاصيل الأساسية، وهو الأمر الذي يستدعي تسليط المزيد من الضوء عليها، والتوعية بسُبل التعامل معها بشكل صحيح.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد سليمان – أستاذ تغذية الحيوان بمعهد الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية – هذا الملف بالشرح والتحليل.
التغيرات المناخية.. عامل ضاغط على صناعة الإنتاج الحيواني
في البداية تحدث الدكتور أحمد سليمان عن التأثير السلبي الذي تُحدثه التغيرات المناخية في القطاع الزراعي بشكل عام، لافتًا إلى أن الثروة الحيوانية ليست بمنأى عن تقلبات الطقس والارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة.
وأوضح أن هذه التغيرات تشكل عامل ضاغط على الثروة الحيوانية ومشروعات الإنتاج التي تقوم عليها، ما يؤدي للإضرار بالحيوانات إلى حد كبير، بسبب تعرضها لظاهرة الإجهاد الحراري، وبخاصة السلالات المُستوردة منها، لافتًا إلى أن الأصناف المحلية تتمتع بميزات معقولة، فيما يخص قدرتها على مُقاومة هذه التقلبات الحادة في الطقس ودرجات الحرارة.
الإجهاد الحراري
سلط “سليمان” الضوء على تبعات تعرض الحيوانات ظاهرة الإجهاد الحراري، والتي تؤدي لإحجامها عن تناول وشرب المياه، نظرًا للتغير الذي يطرأ على درجة حرارة المياه، نتيجة تقلبات الطقس والتغيرات المناخية، ما يُحتم على الُمربيين تغيير المياه المُقدمة للحيوانات كل فترة.
ارتفاع الحرارة وتأثيره على عمليات الهضم والتمثيل الغذائي
تحدث أستاذ تغذية الحيوان الضوء عن التداعيات السلبية الناجمة عن إصابة الحيوانات بظاهرة الإجهاد الحراري، والتي ينتج عنها عزوفها عن شرب المياه المُتأثرة بـ”التغيرات المناخية” مُمثلة في درجة حرارة الجو والبيئة المُحيطة، وهو الأمر الذي يؤثر بالتبعية على عمليات الهضم والامتصاص والتمثيل الغذائي.
أضرار ارتفاع الحرارة على الحيوانات الحلابة
أكد “سليمان” أن الأثر السلبي الأكبر الناجم عن التغيرات المناخية وتقلبات الطقس والحرارة، يقع على الحيوانات الحلابة نظرًا لتركيبة اللبن الخاصة، والتي يُمثل الماء فيها قُرابة الـ86% من تركيبة اللبن الأساسية وهو الأمر الذي يفرص مزيدًا من الاهتمام بها، للحيلولة دون حدوث خسائر اقتصادية وإنتاجية لا يُمكن تعويضها.
الاحتياجات المائية للحيوانات ومشكلة “التعرق”
حدد الدكتور أحمد سليمان حجم احتياجات البقر والماشية المائية في الظروف الطبيعية بقرابة الـ30 لتر يوميًا، فيما لا تتجاوز احتياجات المُجترات الصغيرة كالماعز والأغنام حدود اللتر الواحد من المياه خلال الشتاء، وتزيد هذه الكمية قليلًا في فصل الصيف، بما يُعادل مقدار “نصف العليقة التي تتغذى عليها” يوميًا.
وكشف عن أبرز المشاكل التي تواجه الحيوانات، تكمن في عدم قدرتها على “التعرق” – الفسيولوجية التي يتخلص بها الجسم من الأملاح الزائدة عن حاجته – ما يؤدي لزيادة درجة الجهد الحراري الذي يُعاني من الحيوان، علاوة على أضراره الجسيمة على مشروعات الإنتاج الحيواني ومُخرجاتها.
موضوعات قد تهمك
نحل العسل.. 4 مخاطر تهدد اقتصادياتها بسبب التغيرات المناخية
التغيرات المناخية.. انعكاساتها السلبية على الثروة السمكية وعلاقتها بارتفاع الأسعار
إقرأ أيضًا
البرامج التسميدية.. “باحث” يكشف أفضل “تركيبة” للتغلب على التغيرات المناخية
التغيرات المناخية.. تأثيرها على حجم إنتاجية المحاصيل ونشاط التربة والآفات
لا يفوتك