التغيرات المناخية واحدة من الملفات الساخنة، التي وجدت حكومات العالم أجمع نفسها مضطرة على التعامل معها باستراتيجيات ومفاهيم جديدة، لم تكن تألف على استخدامها من قبل، وهي المسألة التي استدعت تغييرًا مماثلًا، يتواكب مع حجم الأضرار المتوقع حدوثها خلال السنوات المقبلة، والذي قد يهدد بفناء البشرية كلها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناول الدكتور إيهاب سرحان – أستاذ أمراض النبات بمعهد أمراض النبات، مركز البحوث الزراعية – ملف التغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية على القطاع الزراعي بالشرح والتحليل.
التغيرات المناخية
ثالوث المرض
في البداية تحدث الدكتور إيهاب سرحان عن التغيرات المناخية وأثرها المباشر على فرصة انتشار الأمراض، وحجم الضرر الناجم عنها على المحاصيل الزراعية والغطاء النباتي، والذي ينعكس على الأمن الغذائي بشكل أو بآخر، ويؤثر بالتبعية على أسلوب معيشة الأفراد.
وأوضح أن معادلة الأمراض تتكون من ثلاثة أضلاع هي “العائل النباتي” و”المسبب المرضي” و”الظروف الجوية المحيطة”، لافتًا إلى زيادة فرص حدوث الإصابة، حال توافر الثلاثة اشتراطات السابقة.
ولفت إلى أثر التغيرات المناخية في مضاعفة حجم الضرر الواقع على النباتات والمحاصيل الزراعية، موضحًا أن حجم الاختلافات التي طرأت على حالة الطقس ودرجات الحرارة والرطوبة، خلق البيئة الملائمة لانتشار الأمراض والآفات بشكل أكبر، وضاعف من حجم نشاطها وقدرتها على إحداث الإصابة.
وأشار إلى أن هذا الواقع الجديد، أتاح للآفات والمسببات المرضية مجالًا أوسع للانتشار والتكاثر، والتأثير بشكل أكثر شراسة وضراوة على الغطاء الأخضر، ومنحها الفرصة لنشر المزيد من الجراثيم، لتوقع ضررًا أكبر على المحاصيل الزراعية والعوائل النباتية.
أخطاء شائعة
تطرق “سرحان” لواحد من أبرز الأخطاء التي يرتكبها قطاع عريض من مزارعينا، وهي الخاصة بتجاوز الكثافة النباتية الموصى بها، ضاربًا المثل بما يحدث خلال موسم زراعة محصول الفول البلدي، والذي من المفترض استخدام 30 كجم فقط من التقاوي لكل فدان، طبقًا للتوصيات الفنية المنظمة لهذا الشأن.
وكشف أن الغالبية العظمى من مزارعي محصول الفول البلدي لا يلتزمون بهذه التوصية، فيما يتجاوزون كمية التقاوي المفترض زراعتها في الفدان من 30 إلى 45 كجم، وهي المسألة التي تعزز فرص زيادة نسبة الرطوبة والحرارة، وتفرض ضغطًا أكبر على النباتات بما يعزز فرص الإصابة بالأمراض.
التوصيات الفنية
قدم “سرحان” مجموعة من التوصيات الفنية والإرشادية لجموع المزارعين، للتعامل بشكل أكثر ملائمة للمعطيات الجديدة، التي طرأت بسبب التغيرات المناخية، مشددًا على ضرورة تقليل معدلات الري، ومعدلات التسميد النيتروجينية مثل اليوريا والنترات، وبخاصة في فترات النمو الأولى، التي يؤدي أي تجاوز فيها، لمضاعفة نسبة النموات الخضرية.
وأكد أن هذه التجاوزات والأخطاء التي يقع فيها المزارع، تؤدي لانعكاسات سلبية خطيرة، تضاعف من معدلات الرطوبة، وحجم الضرر الواقع على النبات، موضحًا أن يلمس نتائجها وتبعاتها في نهاية الموسم.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
التغيرات المناخية.. “فهيم” يقدم حزمة من التوصيات لتجاوز تداعيات “القبة الحرارية”
“الإجهاد الحراري”.. علاج مشاكل ارتفاع “الرطوبة” وفوائد استخدام “مركبات البوتاسيوم”