التغيرات المناخية وتطوير البنية التحتية للمسطحات الزراعية والتحول النوعي لتقنيات الري الحالية، والاتجاه صوب الأنماط الحديثة، واحد من الملفات التي تلقى رعاية واهتمام القيادة السياسية، لإيجاد حلول جذرية لمشكلة الاحتباس الحراري والتلوث البيئي وزيادة الانبعاثات، علاوة على حماية الأمن الغذائي القومي، وإيجاد متنفس بيئي جديد للمواطنين.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور شاكر أبو المعاطي – أستاذ المناخ الزراعي ورئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزي للمناخ – ملف التغيرات المناخية بالشرح والتحليل، لبيان مدى تأثيرها على نمو وإنتاجية المحاصيل الزراعية، والطُرق والتوصيات المُثلى للحد من آثارها السلبية، بالإضافة لشرح مزايا التحول لتقنيات الحديث وآثارها البيئية الإيجابية.
أثر المشروعات القومية على التغيرات المناخية
في البداية تحدث الدكتور شاكر أبو المعاطي عن الآثار السلبية التي سببتها التغيرات المناخية، والتي ألقت بظلالها القاتمة على انخفاض مُعدلات إنتاجية المحاصيل الزراعية، مُسلطًا الضوء على حجم الإنجاز الذي حققته القيادة السياسية المصرية، والتي تبنت إطلاق حزمة من المشروعات القومية، وأبرزها “مشروع الـ1.5 مليون فدان، توشكى، الدلتا الجديدة”، والمرحلة الأولى “مستقبل مصر للإنتاج الزراعي” التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أيام.
أهداف بيئية واقتصادية
أوضح أن القيادة السياسية كانت تضع نُصب أعينها هدف واحد فقط، أثناء إطلاق وتنفيذ مثل هذه المشروعات القومية العملاقة، ألا وهو تحقيق درجة مُطمئنة من الاكتفاء الذاتي بالنسبة للمحاصيل الاستراتيجية، وتأمين سلة الغذاء القومي، ضد تبعات الآزمات والكوارث الطارئة التي تُعرقل حركة التجارة ونقل السلع على مستوى العالم، ضاربًا المثل بـ”جائحة كورونا” والحرب “الروسية-الأوكرانية.
ولفت إلى النتائج والأهداف البيئية الأخرى، التي تُسهم مثل هذه المشروعات في تحقيقها، وأبرزها التغلب على ارتفاع نسبة الملوثات في الغلاف الجوي، والتي ترفع مُعدلات الاحتباس الحراري، عبر خلق نافذة ورئة خضراء، تمتص النسبة الأكبر منها، مُقابل تنقية الهواء وإطلاق نسبة أكبر من الأكسجين.
ووصف “أبو المعاطي” هذه المشروعات القومية الأخيرة، الطفرة الزراعية التي تحققت خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة بالإعجاز، موضحًا أن المُخططات الزمنية الموضوعية لمثل هذه البنية التحتية التي تم إنشائها، كانت تحتاج لعشر سنوات على الأقل.
التغيرات المناخية ونتائجها الإيجابية على إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية
وألقى أستاذ المناخ الزراعي الضوء على الآثار الإيجابية التي خلفتها التغيرات المناخية هذا الموسم على بعض المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، وفي مقدمتها القمح، موضحًا أن طول فترة الموسم الشتوي، والذي جاء كمنحة وهبة ربانية ساهم في زيادة الإنتاجية وتخطيها لكافة المتوسطات المُتوقعة، بالقياس إلى المواسم والسنوات السابقة، والأمر عينه بالنسبة للبطاطس والفول البلدي.
وأشار إلى أن التغيرات المناخية والموجات الحرارية الساخنة التي كان يشهدها الموسم الزراعي في هذا التوقيت، كان يؤدي لارتفاع نسبة الفقد والهالك من محصول القمح لتتجاوز – في بعض الأحيان – حدود الـ20%، مع ما يمثله هذا الرقم من خسائر اقتصادية وغذائية ضخمة.
موضوعات قد تهمك:
البكتيريا العقدية.. بـ”20 جنيه” طريقك للاستغناء عن الأسمدة الآزوتية
الانتقال لتقنيات الري الحديث.. فوائد صحية وبيئية
كشف “أبو المعاطي” عن فوائد تحديث تقنيات الري المُستخدمة، والتي يتم العمل بها في المشروعات الزراعية الأخيرة، وأبرزها تعظيم الاستفادة من وحدة المساحة، مع إيجاد فائض مائي يُمكن استغلاله في التوسع الإفقي واستصلاح المزيد من المساحات غير المُستغلة، بالإضافة لتقليل مُعدلات “البخر والنتح” الناتجة عن طُرق الري القديمة بالغمر، ما يُلطف الأجواء ويُرشد مُعدلات الاستهلاك اليومي.
إقرأ أيضًا:
التسمم بالزرنيخ.. علامات ودرجات الإصابة والعلاج والصفات التشريحية
مزايا تقنيات الري الحقلي الحديث وأثرها على البيئة والتغيرات المناخية
عدد الدكتور شاكر أبو المعاطي مزايا الانتقال إلى تقنيات الري الحديث وإحلالها بدلًا من أساليب الري القديمة “بالغمر”، وحصرها في النقاط التالية:
1. تقليل نسبة استخدام المبيدات الكيميائية الناتجة عن الإسراف في الأسمدة الزراعية
2. تقليل نسبىة تصاعد أكاسيد النيتروز إلى الغلاف الجوي
3. تقليل الهدر في كمية الأسمدة المُستخدمة نتيجة الالتزام بالمُقننات الموصى بها
4. خفيض هامش وقيمة مُدخلات النشاط على المُزارعين
5. إعادة توزيع فائض الأسمدة وتوجيهها إلى الأراضي الفقيرة
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: