التغيرات المناخية والاحتباس الحراري وجهان لعملة واحدة، تؤشر لضرورة التحرك الجاد تجاه إيجاد بدائل حقيقية للوقود الأحفوري، والاعتماد بشكل أكبر على مصادر الطاقة النظيفة والخضراء، للحد من تسارع سخونة الأرض وذوبان القطبين، مع ما يشكله هذا الأمر من تهديد مُباشر لاستمرار الحياة الإنسانية.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي مصطفى عبد الفتاح، مُقدم برنامج “مصر كل يوم”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد فهيم – مستشار وزير الزراعة، رئيس مركز تغير المناخ – ملف التغيرات المناخية بالشرح والتحليل.
التغيرات المناخية وتأثيرها باقتصاديات الدول النامية
في البداية تحدث الدكتور محمد فهيم عن الأثر السلبي للتغيرات المناخية في اقتصاديات الدول، والذي تبدأ انعكاساته الملموسة على أنشطة الأفراد، وفي مُقدمتها الزراعة، وانتهاءًا بتأثيرها المباشر على مفهوم الأمن الغذائي، وتوفير احتياجات الأفراد الأساسية من الماء والغذاء.
وضرب مستشار وزير الزراعة المثل بتدهور إنتاجية بعض المحاصيل الزراعية، نتيجة التغيرات المناخية وانحرافات الطقس الحادة، ما أدى لخسائر فادحة لمُزارعي المانجو والزيتون خلال الموسم الماضي، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، للتدليل على مدى خطورة هذه الظاهرة، والتأكيد على حتمية التحرك السريع تجاه إيجاد بدائل وآليات حقيقية للحد من أضرارها.
نبذة تاريخية عن مؤتمر الأطراف لـ”التغيرات المناخية”
أعطى “فهيم” نبذة تاريخية عن مؤتمر المُناخ، مؤكدًا أن اللبنات الأولى لهذا التجمع الدولي بدأت عام 1995، عندما وقع رؤساء 170 دولة على اتفاقية “الأطراف”، للبحث عن حلول فاعلة لقضية التأثير السلبي لظاهرة الاحتباس الحراري وانحرافات الطقس، والتي تُشكل ضررًا بالغًا على كافة المحاصيل الزراعية، وتُمثل تهديدًا حقيقيًا لمنظومة الأمن الغذائي والمائي.
“COP27” يضع الدول الصناعية أمام مسؤولياتها الأخلاقية
كشف مدير مركز التغيرات المناخية أن مصر تستضيف مؤتمر “COP27” بالنيابة عن قارة إفريقيا، ممثلة لكل الدول التي تتكبد فاتورة الخسائر الباهظة، بسبب أنشطة الدول الصناعية الكبرى، والتي عليها تحمل جانب من مسؤوليتها الأخلاقية، تجاه تعويض المُتضررين والعمل على التوجه بشكل أسرع نحو استخدام الطاقة النظيفة، بالإضافة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، لتقليل الانبعاثات الكربونية والحد من أضرارها.
وأكد “فهيم” أن الدول الصناعية الكبرى عليها التزام تاريخي تجاه تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والأدبية، لحل الأزمة العالمية التي تسببت فيها، والأضرار الجسيمة التي تضغط على اقتصاديات كافة الدول النامية، وتهدد خططها التنموية وأمنها الغذائي والمائي، نتيجة التغيرات المناخية، وتجاوز الانبعاثات الكربونية لحدودها المسموحة.
موضوعات قد تهمك
البرامج التسميدية.. “باحث” يكشف أفضل “تركيبة” للتغلب على التغيرات المناخية
التغيرات المناخية.. تأثيرها على حجم إنتاجية المحاصيل ونشاط التربة والآفات
تفسير مبسط لظاهرة الاحتباس الحراري
قدم الدكتور محمد فهيم تفسيرًا مُبسطًا لظاهرة الاحتباس الحراري وما يترتب عليها من “التغيرات المناخية”، مؤكدًا أن كافة الغازات والأبخرة وأدخنة المصانع وعوادم السيارات تتصاعد للطبقات الجوية العليا، لتتجمع وتتكثف في طبقة “ستراتوسفير”، لتشكل حاجزًا يحول دون تصريف الحرارة الزائدة، ليحبسها داخل الغلاف الجوي، ويُعيدها مرة أخرى إلى الأرض، ما يؤدي لزيادة مُعدل “السخونة”.
حقائق علمية صادمة
لفت “فهيم” إلى أن الأبخرة والعوادم وكافة الانبعاثات الضارة لا تفنى، موضحًا أنها تظل عالقة في الغلاف الجوي لفترة تمتد لـ100 عام، ما يعني أن الانبعاثات الكربونية التي بدأت مع الثورة الصناعية الأولى في أوروبا، لازالت آثارها باقية حتى هذه اللحظة، ما يوضح مدى خطورة هذه القضية، وحتمية اتخاذ خطوات جادة تجاه إيجاد حلول لها.
إقرأ أيضًا
تسميد القمح.. أفضل برنامج لمُضاعفة الإنتاجية بنسبة 30% وأهم العناصر لكل مرحلة
محصول القمح.. مخاطر التسميد بعد “السدة الشتوية”
لا يفوتك