التغيرات المناخية واحدة من أبرز التحديات التي تواجه العاملين بالقطاع الزراعي، نظرًا لتداعياتها السلبية على كافة المحاصيل، علاوة على ارتباطها الوثيق بتسارع وتيرة انتشار الآفات والحشرات، ومضاعفة احتمالات الإصابة بالأمراض، والتي تترجم على أرض الواقع لخسائر اقتصادية ضخمة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عبد الفتاح مصطفى، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد فهيم – مستشار وزير الزراعة ورئيس مركز معلومات تغير المناخ – ملف تأثير ارتفاع درجات الحرارة على المحاصيل الزراعية.
تعريف مفهوم التغيرات المناخية
في البداية عرف الدكتور محمد فهيم مصطلح ومفهوم التغيرات المناخية موضحًا أنها عبارة عن تغير ملحوظ في الأنماط البيئية ودرجات الحرارة والطقس، التي كانت سائدة لعشرات السنين، وهي الإشكالية التي استدعت تعديلًا مماثلًا في كافة المعاملات الزراعية، لمواكبتها وتفادي الأضرار والمخاطر الناجمة عنها.
وأكد “فهيم” أن لب القضية والمشاكل التي طرأت على السطح بسبب التغيرات المناخية، يعود أغلبها لعدم قدرة المزارعين على إحداث نقلة نوعية، فيما يخص تعديل الاستراتيجيات والطرائق التي اعتادوا على تطبيقها وتوارثوها عن آبائهم وأجدادهم.
تداعيات التغيرات المناخية
“الإشعاع الشمسي” و”القبة الحرارية”
سلط مستشار وزير الزراعة الضوء على أبرز التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية، موضحًا أنها أدت لتغيير كبير في توقيت بداية وانتهاء الفصول، علاوة على الارتفاع والانخفاض الكبير، الذي يشعر به الجميع، مع هبوب الموجات الساخنة والباردة، بالإضافة لعدم وجود توقيتات محددة أو متوقعة للعواصف الترابية المتعارف عليها مثل “الخماسين”.
وقدم “فهيم” شرحًا مبسطًا لمفهوم التغيرات المناخية وعواقبها السلبية على المزارع والمحاصيل، موضحًا أن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة أدى لتكون ما يعرف بـ”الطاقة الحرارية” أو “الإشعاع الشمسي”.
ولفت مستشار وزير الزراعة إلى تبعات تغير المناخ، والتي أدت بدورها إلى حدوث ارتباك كبير لـ”المنخفضات الجوية”، وهي المسألة التي بات من الممكن معها ظهور عدة موجات حرارية في الوقت ذاته.
وضرب “فهيم” المثل بما شهدناه خلال الفترة الماضية، والتي تجمعت فيها منخفضات “الهند الموسمي” و”السودان الموسمي” و”شرق ليبيا”، موضحًا أن تجمع مثل هذه المنخفضات أدى بدوره إلى إيجاد ونشوء مرتفع جوي في طبقات الجو العليا فوق البحر المتوسط أو ما يعرف بـ”القبة الحرارية”.
وتابع “فهيم” شرحه لتداعيات تجمع المنخفضات الجوية، وظهور ما يعرف بـ”القبة الحرارية”، موضحًا أنها تقوم بدور يشبه الصوب الزراعية، ما أدى لحبس الحرارة داخل الأرض خلال ساعات الليل، وبالتبعية سطوع شمس اليوم على درجات حرارة أكثر سخونة.
أبرز التوصيات الفنية الواجب اتباعها
شدد مستشار وزير الزراعة على ضرورة اتباع التوصيات الفنية الواجبة في مثل هذه الأجواء الصعبة على النباتات والمحاصيل الزراعية، لتجاوز الضرر الناجم عنها، موضحًا أنه من المتوقع أن يشهد انكسار هذه الموجة، انتشارًا كبيرًا للحشرات وخاصة “دودة الحشد”.
وكشف “فهيم” أن الحشرات كأي كان حي تلجأ لتسريع وتيرة دورة حياتها، مؤكدًا أن إناثها تضاعف من معدلات وضعها للبيض، ضاربًا المثل بسلوكيات “دودة الحشد الخريفية” على محاصيل الذرة “الرفيعة والشامية” والقصب الغرس.
وأوصى مزارعي الزراعات المتأخرة لمحاصيل الذرة الشامية والرفيعة، بضرورة اللجوء لمعاملات الرش بالمبيدات والمركبات الكيميائية المعتمدة والموصى بها، بمجرد رصد العلامات الدالة على الإصابة بدودة الحشد الخريفية، للحيلولة دون قدرة تلك الآفة على تخليق جيل جديد.
ونبه مستشار وزير الزراعة إلى مخاطر وتداعيات إهمال تنفيذ معاملات المكافحة فور ظهور ورصد علامات الإصابة، مؤكدًا أن عدم عرقلة مساعي “دودة الحشد الخريفية” لإعادة دورة حياتها وإنتاج جيل جديد، يؤدي لخسائر اقتصادية لا يمكن تعويضها، مع فقدان نسبة كبيرة من حجم الإنتاجية المتوقعة.
فوائد تقريب فترات الري
نصح “فهيم” جموع المزارعين بتقريب فترات الري، بوصفها الحل الأمثل للتغلب على المشاكل والتداعيات السلبية الناجمة عن موجات ارتفاع درجات الحرارة، مشددًا على ضرورة ري محاصيل الخضر والذرة، على 9 أيام بدلًا من 13 يومًا كما هو متبع في الظروف العادية.
محاذير الزراعة في “أبيب”
حذر مستشار وزير الزراعة من تداعيات شتل محاصيل الفاكهة والخضر كـ”الطماطم، الفلفل، الباذنجان” أو “عروة الذرة المتأخرة”، قبل 7 أغسطس المقبل، أو نهاية شهر “أبيب” الذي يعرفه المزارعين اصطلاحًا بوصف “طياب الزبيب” من شدة سخونته وارتفاع درجات الحرارة فيه.
لا يفوتك مشاهدة الفيديو..
موضوعات قد تهمك..
الذرة الشامية.. التوصيات الفنية للزراعة والري والتسميد “من الألف إلى الياء”
دودة الحشد الخريفية.. مخاطر خلط المبيدات المعتمدة للمكافحة بـ”مياه المصارف”