التغيرات المناخية واحدة من الملفات التي لعبت دورًا بارزًا في زيادة الأعباء المفروضة على الجنس البشري، بما يفرض عليهم المزيد من الضغوط تجاه طرق واستراتيجيات مواجهتها، للحفاظ على سلة الغذاء العالمي، وتقنين استخدام الموارد المائية على النحو الأمثل.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مُقدم برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور شاكر أبو المعاطي – أستاذ المناخ بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي – عن ملف التغيرات المناخية بوصفه واحد من أخطر العوامل التي تُهدد منظومة الأمن الغذائي، وسُبل التغلب عليه.
التغيرات المناخية.. الخطر الذي يهدد منظومة الزراعة
في البداية أكد الدكتور شاكر أبو المعاطي على مدى أهمية التعامل العلمي مع ملف التغيرات المناخية التي تُعد بمثابة الخطر الأول الذي يُهدد منظومة الزراعة بكاملها، علاوة على الآثار المُترتبة عليها بالنسبة للأمن الغذائي القومي.
وكشف “أبو المعاطي” أن مصر وبرغم كونها لا تمثل أي خطر كأحد مصادر الانبعاثات المُسببة للاحتباس الحراري – 0.6% – إلا أنها تُعاني من توابعها والآثار المُترتبة عليها، والتي تضر بالكيان والنشاط الزراعي بوجه عام.
التغيرات المناخية وحجم التحديات المفروضة على المُزارعين
لفت “أبو المعاطي” إلى أن التغيرات المناخية مثلت عامل ضغط إضافي على المُزارعين والعاملين بالنشاط الحقلي، علاوة على تحميلهم المزيد من النفقات الإضافية لمُكافحة الآثار السلبية المُترتبة عليها، والتي أثرت بشكل مُباشر على الكثافة الإنتاجية لأغلب المحاصيل.
وأوضح أن المُزارع بات مُحملًا بأعباء مواجهة التغيرات المناخية والآفات والإصابات الحشرية الناجمة عنها، بالإضافة لمكافحة التغيرات الفسيولوجية التي تُهدد حياة النبات، بسبب الارتفاع المُطرد في درجات الحرارة، والخلل الملحوظ فيها صعودًا وهبوطًا.
وأشار “أبو المعاطي” إلى أن تعدد المنافذ التي يواجهها المُزارع بمعاملات وقائية وعلاجية، ساهمت في ارتفاع كلفة مُدخلات النشاط بوجه عام، ما أدى لزيادة هامش الخسائر الاقتصادية على حساب نسب الربح المُتوقعة، وهو الأمر الذي عبر عن نفسه بشكل جلي في انخفاض انتاجية بعض المحاصيل التي تأثرت سلبًا بالعوامل المذكورة آنفًا.
موضوعات قد تهمك:
المخلفات الزراعية.. ضوابط استخدامها كـ”علف” و(10) شروط تمنع تحولها إلى “سموم”
التفلة ومخلفات المصانع والأسواق.. أبرز (13) مصدر للعلف والعلائق البديلة
التغيرات المناخية.. وسر “المنحة الربانية” التي حازها المصريين
ثمن الدكتور شاكر أبو المعاطي جهود الدولة والجهات المعنية في سبيل دحر كافة الآثار السلبية الناتجة عن التغيرات المناخية، وأبرزها إنتاج أصناف ذات مقاومة وكثافة إنتاجية أعلى، بالإضافة لتوفير المُركبات التي تُساعد النبات على تجاوز التطرف الحاد في أحوال الطقس ودرجات الحرارة.
وأوضح أن بعض التغيرات المُناخية جاءت في صالح المحاصيل الزراعية والمُزارعين، ضاربًا المثل بما حدث مع محصول القمح الموسم الحالي، والذي شهد زيادة امتداد الموسم الشتوي، والتي وفرت البيئة المُناسبة للوصول لأفضل مُعدلات الإنتاجية على مدار السنوات السابقة، واصفًا إياها بالمنحة الربانية التي وهبها الله لمصر والمصريين.
إقرأ أيضًا:
اليوريا.. فوائدها وشروط استخدامها في علائق المجترات والحيوانات وحيدة المعدة
بنجر السكر.. تخطيط الأرض وعلاقة وزن الثمار بنجاح تسويق المحصول
دور الدولة في مواجهة ملف التغيرات المناخية
دلل “أبو المعاطي” على جهود الدولة لمعالجة الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، بحزمة المشروعات القومية التي تم إطلاقها تباعًا، وعلى رأسها إنتاج الهُجن الزراعية فائقة المُقاومة وعالية الإنتاجية، ومشروع تبطين الترع، وتغيير منظومة الري.
ونوه إلى أن أغلب النتائج المُترتبة على التغيرات المناخية، تنعكس في النهاية على زيادة مُعدلات استهلاك الموارد المائية، والتي يتم الاعتماد عليها بشكل متزايد للتغلب على انحرافات الطقس المُختلفة “ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة”.
شاهد:
قائمة الهجن الجديدة للخضر.. وأبرز مزاياها الاقتصادية والإنتاجية
ركائز خطة مقاومة التغيرات المناخية
لخص الدكتور شاكر أبو المعاطي الركائز الأساسية لخطة مواجهة التغيرات المناخية في النقاط التالية:
1. زيادة وعي المواطن بحجم التحديات
أكد “أبو المعاطي” على ضرورة رفع وعي المواطنين بشكل عام وشريحة المُزارعين بوجه خاص، بحجم التحديات التي نواجهها، وتسليط الضوء الإعلامي على السُبل الرشيدة لمواجههتها، وتلافي الممارسات الخاطئة التي تؤدي لتفاقمها، وفي مقدمتها ترشيد استهلاك المياه، والاستغلال الأمثل للمُقننات المائية، المُقررة لكافة الأنشطة الحياتية ومنها المجال الزراعي، والتعريف بحجم الأضرار الناجمة عن عدم الالتزام بتنفيذ التوصيات والإرشادات الواردة في هذا الشأن.
2. البحث العلمي
أوضح الدكتور شاكر أبو المعاطي أن البحث العلمي يُعد ثاني أهم الركائز التي يجب العمل عليها، لمواكبة حجم التعقيدات والتحديات الخاصة بملف التغيرات المناخية، والذي يترتب عليه العديد من التبعات، التي تؤثر جميعها في النبات وحجم الإنتاجية المُتوقع، ومخاطر التحولات الفسيولوجية المُطردة، بالإضافة لزيادة الأعداء الطبيعية وسُبل مُكافحتها.
3. تطوير أساليب الري
4. تغيير الأنماط الغذائية بما يتماشى مع التحولات العالمية فيما يخص ملف الحبوب