التغيرات المناخية ليست مُجرد ارتفاع عابر في درجات الحرارة يستشعره البشر، وإنما هي “ردة فعل” كونية عنيفة، على التدمير المُتعمد للبيئة والطبيعة على يد الإنسان، منذ الثورة الصناعية التي بدأها مطلع القرن الثامن عشر، والتي بدأ يحصد نتاجها ويلمس مخاطر الجسيمة على موارده الطبيعية ومصادر غذائه وعوامل بقائه.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد إسماعيل نور الدين – أستاذ الأحياء المائية بالمركز القومي للبحوث – ملف التغيرات المناخية وتأثيرها على الثروة السمكية بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على علاقتها بارتفاع أسعار الأسماك والمُنتج المعروض أمام جمهور المُستهلكين.
التغيرات المناخية.. ردة فعل الطبيعة على الإنسان
في البداية أكد الدكتور أحمد إسماعيل نور الدين على وجود علاقة وثيقة الصلة بين التغيرات المناخية والثروة السمكية، موضحًا أن هذه العلاقة تؤثر سلبًا على ملف الأمن الغذائي القومي، وهي التأثيرات التي تنعكس بالتبعية على مجمل الإنتاج المحلي وحجم المعروض بالأسواق، ما يؤدي في النهاية لحدوث قفزات كبيرة على صعيد الأسعار.
أسباب اختفاء الأسماك من الشواطىء والسواحل البحرية
أوضح أستاذ الأحياء المائية بالمركز القومي للبحوث أن التغيرات المناخية وانعكاساتها الملموسة المُتمثلة في الارتفاع المُطرد بدرجات الحرارة، أدى لقلة المخزون الغذائي المُتاح أمام الأسماك على شواطىء البحار والمحيطات، ما أدى لنزوحها وهروبها إلى المناطق العميقة بحثًا عن غذائها، وهو الأمر الذي أدى لقلة حصيلة الصيد والمُنتج المعروض أمام جمهور المُستهلكين بالأسواق المحلية.
وواصل “نور الدين” شرحه لتبعات التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية المُباشرة على الثروة السمكية، مؤكدًا أن تداعيات الارتفاع المُتزايد في درجات الحرارة، أدى لتأثير أشد قسوة على قطاع الاستزراع السمكي، الذي يُمثل أحد أهم مصادر توفير وتلبية الجانب الأكبر من احتياجاتنا للأسماك.
ارتفاع أسعار إنتاج المزارع السمكية
فسر أستاذ الأحياء المائية بالمركز القومي للبحوث هذه العلاقة بين التغيرات المناخية وتقلص حجم إنتاجية المزارع السمكية، مؤكدًا أن الارتفاع الكبير والملحوظ في درجات الحرارة والرطوبة، أثر بالسلب على إنتاج العلف المُستخدم في تغذية المُستزرع من الأسماك، ما ترتب عليه لجوء المُربين إلى خيار تقليص حجم الإنتاجية، وهو الأمر الذي أدى للمعادلة الاقتصادية المعروفة، الناجمة عن قلة حجم المعروض أمام زيادة الطلب، ومحصلتها النهائية المُتمثلة في حدوث قفزات كبيرة ومُتتابعة على صعيد الأسعار.
أسباب ضمور حبوب الذرة وعلاقاته بـ”التغيرات المناخية”
أشار الدكتور أحمد إسماعيل نور الدين إلى أن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة أدت جميعها لضعف وضمور حبوب الذرة التي تُمثل العلف الرئيسي لمشروعات الإنتاج الداجني والاستزراع السمكي، لافتًا إلى أن هذه المُعضلة شكلت واحدًا من الأسباب الرئيسية لضعف إنتاج الأسماك وقلة المعروض منها، وبالتبعية ساهمت إلى حد بعيد في شعور جمهور المُستهلكين بالارتفاع الكبير في الأسعار.
موضوعات قد تهمك
محصول القمح.. جدول حساب الاحتياجات الآزوتية وأبرز توصيات وأخطاء “الري والتسميد”
التسميد النيتروجيني.. أضراره على المحاصيل الزراعية ومزايا تقنيات التسميد بـ”الرش”
إقرأ أيضًا
أشجار الزيتون.. مخاطر زراعة الخضراوات بينها وأضراره على حجم الإنتاجية المُتوقعة
محصول القمح.. محاذير زراعة الخضر قبل “الغلة” وخسائر “الديورم” في وجه بحري
محصول القمح.. أبرز التوصيات الفنية للأراضي التي سبق زراعتها بالأرز
لا يفوتك
محصول القمح.. أبرز المُعاملات الزراعية لزيادة مُعدلات الإنتاجية