التغيرات المناخية لا زالت مؤشرًا سلبيًا وعاملًا محوريًا، له تداعياته الخطيرة على كافة مناحي الحياة، وبخاصة في الملفات التي تتداخل بشكل مُباشر في الأنشطة الزراعية ومشروعات الإنتاج الحيواني، علاوة على مآلاتها التي تؤدي لتدهور الصحة العامة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية مها سميح، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور مصطفى الشربيني – سفير ميثاق المناخ الأوروبي – عن ملف التغيرات المناخية وأثرها على الاقتصاد الأخضر والنشاط الزراعي ومشروعات الإنتاج الحيواني بشكل عام، موضحًا تداعياتها السلبية على هذه المجالات الاستراتيجية.
التغيرات المناخية وعلاقتها بموقع مصر الجغرافي
في البداية أكد الدكتور مصطفى الشربيني أن التغيرات المناخية الحادة والمُتطرفة، التي تفاقمت وتسارعت وتيرتها بشكل ملحوظ خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ألقت بظلالها القاتمة على القطاع الزراعي بوصفه “قاطرة التنمية” لأي دولة أو مجتمع إنساني.
موضحًا أن طبيعة الموقع الجغرافي لمصر، وضعتها ضمن المنطقة الجافة وشبه الجافة، ما أدى لتأثرها بشكل مُباشر بموجات الاحترار والصقيع، التي تناوبت على أغلب دول العالم، لينال كلٍ منها قسطه المُختلف من آثارها وتداعياتها السلبية.
التغيرات المناخية وأثرها السلبي على الاقتصاد
ولفت “الشربيني” إلى أنه برغم كون مصر واحدة من أقل دول العالم إنتاجًا للغازات المُسببه لظاهرة لاحتباس الحراري بنسبة لا تتجاوز الـ0.6%، إلا أننا نُعاني بشدة من الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المُناخية، ما وضعنا في الترتيب الـ20 ضمن قائمة الدول الأكثر تضررًا، والتي أثرت على إنتاجية القطاع الزراعي، ونقص الغذاء، والدخل القومي، ومعدل البطالة، وغيرها من الملفات التي توضح خطورة التهاون مع هذا الأمر.
موضوعات قد تهمك:
فول الصويا.. بالأرقام “راغب” يكشف متوسط الإنتاجية والعائد الاقتصادي المُتوقع
التغيرات المناخية ومشكلة الدلتا
وأشار إلى التحذير الثالث الذي تلقته وزارة البيئة، والذي يتحدث عن الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية والذي يُهدد منطقة الدلتا، بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر عن مُعدلاته الطبيعية المسموحة، ما أدى لارتفاع نسبة الملوحة، وغرق بعض الآراضي، وما يترتب على هذا الأمر من مشاكل التصحر وتدهور حالة التربة في مناطق مُتفرقة من أنحائها.
إقرأ أيضًا:
الطب الوقائي.. شروط وقواعد استيراد الماشية والأغنام من الخارج
الدلتا تخسر 20% من أراضيها بسبب التغيرات المناخية
وحذر “الشربيني” من استمرار التغيرات المناخية على وتيرتها المُتسارعة، والتي تُهدد بفقدان ما يقرب من 20% من أراضي الدلتا، بسبب اختلاط مياه البحر بالمياه الجوفية، وارتفاع نسبة الملوحة عن مُعدلاتها المسموحة، ما يعني انخفاض الإنتاجية، وظهور العديد من المشاكل التي تؤثر بشكل مباشر على المزارعين، وأبرزها ظهور سلالات جديدة من الآفات، بعدما تهيأت كافة الظروف لوجودها داخل الأراضي المصرية.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: