التغيرات المناخية باتت واقعًا ملموسًا فرض نفسه على كافة دول العالم بشكل عام، وعلى القطاع الزراعي والنباتات بشكل خاص، ما استدعى ضرورة التحرك بشكل عاجل وسريع، لتقليل كلفة وحدة الأضرار الناجمة عنه، والتي تؤثر بشكل مباشر على شكل الحياة على كوكب الأرض.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد حسن – أستاذ أمراض النبات بكلية الزراعة جامعة الفيوم – ملف التداعيات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، وتأثيرها على تعزيز فرص الإصابة بالعديد من أمراض النبات بالشرح والتحليل.
التغيرات المناخية
التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على النبات
في البداية تحدث الدكتور محمد حسن عن التأثيرات السلبية الحادثة بسبب التغيرات المناخية، مؤكدًا أنها تلقي بتبعاتها على النبات بطريقتين إحداهما مباشرة، والأخرى “غير مباشرة”.
وأوضح “حسن” أن أبرز التداعيات السلبية الواقعة على النبات بشكل مباشر تتمثل في زيادة معدلات النتح والتنفس، ما ينعكس بالتبعية على تسارع وتيرة الهدم بشكل يفوق معدلات البناء، وهي المسألة التي تتجلى بشكل واضح في توقف النمو، لتنتهي بموت النبات حال استمرار الظروف غير المواتية لفترات طويلة.
وأشار إلى التأثيرات غير المباشرة الناجمة عن التغيرات المناخية، وفي مقدمتها زيادة المسببات المرضية، نتيجة توافر الظروف البيئية الملائمة للإصابة، بالإضافة لتقليل مناعة النبات وقدرته على مقاومة.
الأمراض الفيروسية
سلط “حسن” الضوء على الأمراض الناجمة عن التغيرات المناخية، موضحًا أن الأمراض الفيروسية تأتي في مقدمتها، وغالبًا ما تنتقل إلى النبات بواسطة الحشرات الثاقبة الماصة.
تغير استراتيجيات الذبابة البيضاء
ضرب أستاذ أمراض النبات المثل بالذبابة البيضاء، التي كانت تختفي ويقل نشاطها خلال فترة الشتاء في الظروف العادية، موضحًا أن التغيرات المناخية التي نعاني منها حاليًا، وفرت البيئة الملائمة لنشاط تلك الآفة.
وأكد “حسن” أن تقلص الفترات الزمنية التي تتسم بالبرودة، أدى لتسارع وتيرة تكاثر الذبابة البيضاء، وتزايد أعدادها لفترات طويلة متصلة، وهي المسألة التي تضاعف من حجم الأمراض الوبائية التي قد تتعرض لها المحاصيل الزراعية التي تمثل عوائل أساسية لهذه الآفة.
ولفت “حسن” إلى أن خريطة الأمراض النباتية، شهدت تعديلًا كبيرًا بسبب التغيرات المناخية، نتيجة توافر الظروف البيئية الملائمة لانتشار الكثير من الحشرات، التي تمثل أحد وسائل انتقال العدوى، علاوة على ظهور الكثير من الأمراض التي لم تكن معروفة أو شائعة من قبل.
الأمراض الفيروسية السامة
نوه “حسن” لخطورة الأمراض الفيروسية التي تنقلها بعض الحشرات، والتي تحدث “لحظيًا” وفي وقت سريع جدًا، بمجرد انتقال “الحشرة” من العائل المصاب إلى النبات السليم، مؤكدًا أن المكافحة في مثل هذه الأحوال لا تجدي نفعًا، بسبب بطء تأثير المبيد، مقارنة بسرعة انتقال العدوى.
وفرق “حسن” بين الأمراض الفيروسية التي تنتقل إلى الحشرات أولًا، ثم تستغرق فترة طويلة للتكاثر وتضاعف أعدادها، قبل انتقالها من الحشرة إلى النبات، والتي يطلق عليها اصطلاحًا اسم “الفيروسات السامة”، مؤكدًا أن هذه الفئة تستجيب لطرق المكافحة التقليدية بالمبيدات، والتي تؤتي بنتائج ملحوظة في مقاومة “الناقل الحشري” للمرض والقضاء عليه.
لا تفوتك مشاهدة الفيديو..
موضوعات ذات صلة..
الذرة الشامية.. تداعيات “الزراعة المتأخرة” ومزايا الاعتماد على “الهجن الفردية”
محصول الليمون.. تداعيات التغيرات المناخية واختيار التوقيت الأمثل لعملية “التصويم”