التغذية الصحية لها العديد من القواعد والشروط الواجب توافرها، كي تؤدي الغرض منها لبناء جسد صحيح ومُعافى، علاوة على أهميتها بالنسبة لتحسين عملية التمثيل الغذائي والهضم، والتي تُشكل عبئًا ثقيلًا على جسم الإنسان، في الأعم الأغلب من الحالات المرضية، والتي تُشكل أمراض المعدة والجهاز الهضمي قاسمًا مُشتركًا فيها.
وخلال حلولها ضيفًا على برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدثت الدكتورة دينا مصطفى –الباحث بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومي للبحوث – عن مفهوم التغذية الصحية، وأهم شروطها وبخاصة خلال شهر رمضان، وكيفية تنظيم الوجبات بالشكل الأمثل.
التغذية الصحية.. تعريفها وأهم ضوابطها
في البداية عرفت الدكتورة دينا مصطفى مفهوم التغذية الصحية بوصفها مصطلحًا عامًا وشاملًا يختص بمكونات الوجبة الغذائية المُتكاملة، والتي تضم كافة العناصر الغذائية الهامة لجسم الإنسان، واللازمة لقيامه بجميع عمليات البناء والنمو والتمثيل والإخراج بالشكل الأمثل، علاوة على مده بجميع الاحتياجات اللازمة له على مدار اليوم.
وأوضحت الدكتورة دينا مصطفى أن شروط التغذية الصحية تستلزم توافر عدد من العناصر في وجباتنا الرئيسية، مثل الكربوهيدرات والدهون والبروتينات والماء والفيتامينات والمعادن، بالشكل المناسب والأمثل لمد الجسم بكافة احتياجاته الغذائية، دون إفراط أو تقصير.
الثقافة والنوع والوضع الاجتماعي.. أهم أسباب اختلاف الأنماط الغذائية
لفتت أستاذة قسم التغذية إلى أن مكونات الوجبة الغذائية والتغذية الصحية في الظروف العادية تختلف من شخص لآخر تبعًا لعدد من العوامل والشروط على رأسها السن والجنس والمستوى الاجتماعي والثقافة، واختلاف المواسم والتي ينتج عنها غياب أو ظهور بعض العناصر ما يجعل الخيارات مُتباينة ومُتعددة، لافتةً إلى أن هذه الاختلافات لا تُغير من ثبات فكرة ووضعية الوجبة الصحية المُتكاملة من وجهة نظر المُتخصصين.
فوائد الصيام
أكدت الدكتورة دينا مصطفى أن التعامل مع شهر رمضان يتطلب الالتزام ببعض الشروط والقواعد، نظرًا لخصوصية هذه الفترة، علاوة على مُميزاتها بالنسبة لطول ساعات الراحة التي يحظى بها الجهاز الهضمي والجسم بشكل عام، والتي تُوفر العديد من الفوائد الصحية للإنسان.
موضوعات ذات صلة:
التغذية الصحيحة في رمضان.. الإفطار المثالي وفوائد تأخير السحور
ولخصت الدكتورة دينا مصطفى فوائد الصيام في عدة نقاط أبرزها:
– تعزيز صحة القلب والشرايين
– تقليل معدلات الكوليسترول في الدم
– إزالة والتخلص من كافة السموم المُتراكمة بالجسم
– يُهيء الظروف المُلائمة لإنقاص الوزن واتباع حمية غذائية سليمة
– تحسين وظائف الجهاز الهضمي
– مقاومة بعض الأمراض
– التوقف عن بعض العادات الخاطئة والضارة مثل التدخين
– التوقف عن تناول الوجبات السريعة على مدار اليوم
– تقليل مُعدل السكريات في الجسم
التغذية الصحية.. التأهيل النفسي وتصحيح المفاهيم الخاطئة
أشارت أستاذة التغذية إلى أن تغيير الأنماط الغذائية والالتزام بقواعد وشروط التغذية الصحية يتطلب تأهيلًا نفسيًا، وتصحيحًا لأفكار الشخص ومعتقداته الخاطئة تجاه ماهية ومفهوم هذا النظام، والذي لا يعني بالضرورة الحرمان مما يحبه، بقدر ما هو مجرد سلوك تنظيمي لعدد وكميات الوجبات التي يتم تناولها على مدار اليوم.
وعززت الدكتورة دينا مصطفى من أهمية اجراء بعض الاختبارات الضرورية، لمعرفة العناصر الغذائية التي يحتاج الجسم لزيادة مُعدلاتها، والأمر عينه بالنسبة للمواد التي تحتاج لشيئَا من الضبط، بالإضافة لتنظيم عدد ساعات النوم، على ألا تقل عن 8 ساعات مُتصلة، وممارسة الرياضة والتي يمكن الاستعاضة عنها بالمشي لمدة 30 دقيقة متواصلة.
إقرأ أيضًا:
الوجبة المتوازنة.. طريقك لحياة خالية من الأمراض
“المشروبات والعصائر”.. محاذير وعناصر لا يمكن الاستغناء عنها في رمضان
حذرت الدكتورة دينا مصطفى من اللجوء إلى المشروبات المصنوعة من “الباودر”، مُشيرةً إلى أنها تُمثل أحد العادات الخاطئة الضارة بالصحة، ما يفتح المجال أمام “العصائر الطبيعية” كأحد أفضل البدائل لمد الجسم بالسوائل والعناصر الغذائية التي افتقدها على مدار اليوم.
مزايا المشروبات والعصائر الطبيعية
أبرزت خبيرة التغذية مزايا توافر المشروبات والعصائر الطبيعية في تركيبة الوجبة الصحية، والتي لا تتوقف عند حدود مد الجسم بالسوائل، وإنما تمتد إلى العديد من المزايا الصحية المُفيدة، وأبرزها:
– مد الجسم بمضادات الأكسدة لحماية الجسم من الأمراض وبالأخص السرطان.
– مد الجسم بالفيتامينات والمعادن اللازمة للجسم.
– توفير السكريات الطبيعية الآمنة لمد الجسم بالطاقة على مدار ساعات الصيام.
– تحسين وظائف الجهاز الهضمي والتخلص من السموم.
أفضل البدائل الطبيعية الصحية على مائدة الإفطار والسحور
قدمت الدكتورة دينا مصطفى عددًا من المشروبات الطبيعية الصحية التي تُسهم في مد الصائم باحتياجاته الغذائية وعلى رأسها التمر باللبن، السوبيا، التمر هندي، الكركدية، الخروب، بالإضافة لعصائر البرتقال، الجزر، الرمان، شريطة عدم تحليتها بالسكر الأبيض للحفاظ على المناعة.
ونصحت الدكتورة دينا مصطفى بالابتعاد قدر الإمكان عن تناول العصائر ومشروبات الفواكة الطبيعية التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الأملاح، خلال ساعات الإفطار، مع الاستعاضة عنها بعناصر تحتوي على نسبة كبيرة من المياه والسوائل.
لا يفوتك.. التغذية والصيام في رمضان.. نصائح وارشادات