تهدف التغذية السليمة للحيوانات إلى تحقيق أقصى إنتاجية بأقل تكلفة ممكنة، مما يعزز ربحية مشروعات الإنتاج الحيواني ويسهم في النهوض بالثروة الحيوانية كركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي. ويستلزم تحقيق هذه المعادلة معرفة دقيقة باحتياجات الحيوان الغذائية والبحث عن بدائل علفية فعالة، مع تجنب الممارسات الخاطئة والمواد الضارة.
أهمية التغذية السليمة ودورها في الاقتصاد القومي
أكد الدكتور أحمد سليمان، أستاذ ورئيس قسم تغذية الحيوان السابق بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن التغذية السليمة للحيوان تمثل جزءًا محوريًا وأهم مدخلات تربية الحيوان، موضحًا أن جودة التغذية تنعكس مباشرة على الإنتاجية التي تصبح أعلى منطقيًا، مشيرًا إلى أن الهدف يتمثل في تحقيق تغذية سليمة بأقل تكلفة ممكنة لزيادة الأرباح إلى أقصى حد، جاء ذلك خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج «المرشد الزراعي»، المذاع عبر شاشة قناة «مصر المستقبل».
وأضاف، لافتًا إلى أن الإنتاج الحيواني يمثل حوالي 38% من الناتج القومي لدخل الدولة، وهو رقم كبير جدًا بالنظر إلى أن مصر بلد زراعي، مشددًا على أن التغذية وحدها تمثل 75% من تكاليف العملية الإنتاجية الحيوانية، سواء كانت لإنتاج اللحم أو اللبن، لذا فإن خفض هذا الرقم يزيد من الأرباح المحققة من المشروع.
العجز في الاحتياجات الغذائية وضرورة البحث عن البدائل
أشار الدكتور أحمد سليمان إلى وجود عجز في تلبية كامل الاحتياجات الغذائية للحيوانات، موضحًا أن الأرقام المتاحة تشير إلى أننا نوفر حاليًا حوالي 48 إلى 49% فقط من المطلوب للتغذية ككل، بينما تبلغ الاحتياجات الفعلية 51%، مؤكدًا أن هذا العجز يمكن سده بطرق سهلة وبسيطة من خلال عدم الالتزام بالطرق التقليدية في التغذية.
استخدام النواتج الثانوية كمصدر علفي لخفض التكلفة
أوضح الدكتور أحمد سليمان أن نواتج المحاصيل الثانوية أو المخلفات الزراعية الموجودة في الحقل يمكن أن تكون بدائل فعالة لتقليل تكاليف التغذية، مدللًا على ذلك بخلط مفروم الاتبان المختلفة (تبنين أو ثلاثة)، أو مفروم حطب الذرة، أو مفروم عيدان قصب السكر الجافة (المصاصة) مع العليقة المركزة.
وأشار إلى أن هذه المخلفات يمكن أن تُفرم وتُخلط مع العليقة المركزة وتقدم في صورة مصبعات أو تؤكل كما هي مخلوطة، مؤكدًا أن هذه الطريقة يمكن أن تقلل من تكاليف التغذية بنسبة تصل إلى النصف أو 40% أو حتى 25%، دون إحداث خلل في القيمة الغذائية المطلوبة للحيوان.
وأضاف، لافتًا إلى أن عيدان قصب السكر تحتوي على نسبة طاقة وألياف عالية، وهي مفيدة بشكل خاص لحيوانات اللبن التي تحتاج إلى ضبط دقيق للعليقة لتكون متوازنة في الطاقة والبروتين والعناصر المعدنية والفيتامينات.
التغذية السليمة وقائمة الممنوعات والمخلفات التي يجب تجنبها
نصح الدكتور أحمد سليمان بالابتعاد تمامًا عن استخدام بعض المخلفات الزراعية التي قد تشكل خطرًا على صحة الحيوان، مثل عروش البطاطس، أو عروش الطماطم، أو عروش البطيخ، معللًا ذلك باحتمالية احتوائها على متبقيات مبيدات قد تظل موجودة بكميات كبيرة وتؤثر سلبًا على الحيوان.
وأوضح، أن الحل في حال الرغبة في استخدامها هو نشرها في الحقل لتعريضها لأشعة الشمس لتكسير المبيدات، أو تجنبها إذا لم يكن المربي واثقًا من سلامتها، مشيرًا إلى أن متبقيات الدرنات نفسها مثل البطاطس أو البطاطا التي تتكسر في التربة يمكن استخدامها كمصدر للطاقة يحل محل جزء من الذرة الغالية، موضحًا أن نصيبها من المبيدات يكون قليلًا، وأنه لا مانع من استخدامها بعد التأكد من غسلها جيدًا من الأتربة.
التغذية السليمة للحيوان ومخاطر البرسيم الأخضر الغض
فسر الدكتور أحمد سليمان سبب خطورة الاعتماد الكلي على البرسيم الأخضر أو الطري في تغذية الحيوانات، موضحًا أن البرسيم يحتوي على نسبة ماء عالية جدًا، تفوق 85%، مما يدفع الحيوان لتناول كميات كبيرة منه دون أن يستفيد بشكل كامل من الاحتياجات الغذائية من الطاقة والبروتين.
وأضاف بأن وقوع المربي في مثل هذا الخطأ يؤدي إلى إصابة الحيوان بالإسهال، وعدم استفادة جهازه الهضمي من الكمية الكبيرة التي استهلكها، مشيرًا إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في احتوائه على مادة الصابونين، وهي مادة تعمل كرغوة في الكرش، وكلما زادت حركة الكرش والتخمر، تضاعفت الرغوة وسدت جدار الكرش، مما يحبس الغازات ويسبب الانتفاخ الذي قد يضغط على الحجاب الحاجز والرئتين ويؤدي إلى مشاكل كبيرة قد تصل إلى اختناق الحيوان.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
تربية الأغنام.. الأهمية الاقتصادية ونصائح خاصة للمربي الجديد
قواعد شراء وتربية الأضحية.. الوزن والعمر المثالي وبرامج التغذية للتسمين