التغذية السليمة هي أحد الأهداف التي يسعى إليها قطاع عريض من جمهور المُربين والمُزارعين، نظرًا لأهميتها في الوصول إلى نتائج ومكاسب اقتصادية مُرضية في نهاية الموسم، بالإضافة للهدف الأسمى، وهو الحفاظ على صحة الحيوان وزيادة إنتاجيته بالشكل الأمثل.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أحمد سليمان، أستاذ تغذية الحيوان، ورئيس قسم تغذية الحيوان الأسبق، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية، عن قواعد ومبادىء التغذية السليمة بالشرح والتفصيل، لشرح أبعادها وأهميتها لنجاح هذه الصناعة الاستراتيجية الهامة.
التغذية السليمة.. أساس نجاح مشروعات الإنتاج الحيواني
في البداية أكد الدكتور أحمد سليمان، أن التغذية السليمة تُمثل 80% من ركائز وأسباب نجاح مشروعات الإنتاج الحيواني سواء الخاصة بالتسمين أو الألبان، مُشددًا على ضرورة اهتمام المُربي بتركيبة العليقة ومكوناتها، والتي توازن ما بين البروتين وعناصر الطاقة، بالإضافة لبعض الإضافات الضرورية، لتحقيق النتائج المأمولة، وعائد اقتصادي مُرضي للمُربين والمُزارعين.
وأوضح أن إعداد وتجهيز العليقة يحتاج لإحداث التوازن والتناغم المطلوب، كيما تعود عملية التغذية بنتائج إيجابية على صحة الحيوان وجودة الإنتاج المُتوقع منه، بالإضافة لتوفير البدائل الصحية السليمة، فيما يخص العناصر البروتينية والأحماض الأمينية ومصادر الطاقة الضرورية.
ولفت إلى أن توافر عناصر التغذية السليمة في عليقة الحيوان، تُساعد في تحسين نوعية المُنتج، وبالأخص بالنسبة للماشية الحلابة، نظرًا لأهميتها في تكوين عنصر الكازين، علاوة على رفع مستوى جودة الدهون وكمية السمن التي سيتم استخلاصها على مدار الموسم.
موضوعات ذات صلة:
تغذية البقر الحلاب.. طريقة تحضير العليقة الصحية بـ”الورقة والقلم”
وانتقل الدكتور أحمد سليمان إلى نقطة بالغة الأهمية، وهي الخاصة بإعداد البدائل الغذائية السليمة، للتغلب على أزمة ارتفاع أسعار العلف، كواحدة من الأزمات التي تواجه جموع المُربين والمُزارعين، والتي تُستخدم فيها المخلفات الحقلية ضمن سياسة إعادة التدوير، وخلق قيمة مُضافة من أصول عملية الإنتاج الزراعي.
حطب الذرة.. البديل السحري
قدم سليمان مجموعة من أبرز البدائل التي يُمكن للمُربي استخدامها، في وضع وإعداد برامج التغذية السليمة، وعلى رأسها “الكسب، حطب الذرة”، لافتًا إلى أن الحيوان يُشبه الطفل الصغير في المُشهيات التي تجذب انتباهه وتحوز رضاه، مثل الأطعمة المقرمشة وذات المذاق الحلو مثل مُصاصة القصب.
مُصاصة القصب.. 3 فوائد
أوضح أن نجاح المُزارع أو المُربي في الاستعانة بمصاصة القصب بنسبة 30% في إعداد وتحضير غذاء الحيوان، يوفر ثلث العليقة بشكل مجاني، ما يعود بالإيجاب على توفير النفقات وفي الوقت عينه زيادة إجمالي الأرباح المُتوقعة، علاوة على تقليل مُعدل التلوث الناجم عن السياسات الخاطئة التي يمارسها البعض للتخلص من هذه المُخلفات.
عليقة الجاموس الحلاب.. بـ”الأرقام” طريقة تحضير أول طن
نصح الدكتور أحمد سليمان باستخدام بعض مُخرجات مصانع الحبوب، والتي تُعد من أفضل بدائل “الكسب”، وأبرزها “كسر” العدس والأرز، بما يمثلاه من مصدر هائل للتغذية، علاوة على كونها من العناصر النشوية التي تُساعد في تحسين جودة المُنتج النهائي، ورفع قيمته الغذائية إلى حد بعيد.
قشرة فول الصويا.. أفضل بديل للنخالة
دعا سليمان إلى الاستعانة ببعض البدائل الأخرى، ضمن مُقررات التغذية السليمة، التي يلجأ إليها بعض المُزارعين، كبديل عن “النخالة”، والتي قفز سعرها إلى 6 آلاف جنيه للطن، مُشيرًا إلى إمكانية الاستفادة من القشرة الخارجية لمحصول “فول الصويا”، لاحتوائها على نسبة عالية من البروتين تصل إلى 13%، وهو رقم قريب جدًا من النخالة التي تحوي ما بين 14 إلى 15% من البروتين.
فوائد استخدام الفيناس والمولاس
أوصى الدكتور أحمد سليمان المُزراعين بتحسين جودة المُخلفات، التي يتم الاستعاضة بها عن بعض عناصر التغذية السليمة للحيوانات، مُشيرًا إلى أن “كبس” هذه العناصر، وإضافة النسب المُقررة من المولاس أو الفيناس إليها، يُعد أفضل السُبل لتحقيق هذا الغرض، ورفع القيمة الغذائية لها، علاوة على إكسابها المذاق الحلو، الذي يعمل على زيادة شهية الحيوان، بما يصب في ارتفاع معدلات تسمينه وإنتاجه.
لا يفوتك هذا الفيديو:
الفول البلدي.. المعاملات الزراعية والأهمية الاقتصادية