التعامل مع الجاموسة العشر يتطلب وعيًا وإدراكا وإلمامًا كبيرًا، بكافة الإجراءات والشروط الواجب توافرها، لتأمين حياة الأم والمولود، والحيلولة دون الوقوع في أي خطأ، قد يترتب عليه إهدار هذا الاستثمار، والتعرض لخسائر اقتصادية قد تعوق الاستمرار فيه.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “مصر كل يوم”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور كميل متياس، وكيل مركز البحوث الزراعية الأسبق، تناول ملف التعامل مع الجاموسة العُشر بالشرح والتحليل، لتبيان الاشتراطات الواجب توافرها قبل وأثناء وبعد عملية الولادة، ليُلقي الضوء على أبرز العلامات الواجب تتبعها وملاحظتها، في سبيل تحقيق النتائج المأمولة، وتعظيم العوائد الاقتصادية لهذا المشروع، كأحد أضلاع منظومة الإنتاج الحيواني، وتأمين سلة الغذاء البروتيني للمواطنين.
التعامل مع الجاموسة العشر.. مرحلة ما قبل الولادة
في البداية تحدث الدكتور كميل متياس عن أهمية توفير الظروف الملائمة في التعامل مع الجاموسة العشر خلال مرحلة ما قبل الولادة، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بالقيام ببعض الإجراءات، لتأمين سلامة الأم والجنين الصغير قبل الدخول في المراحل التالية.
وأوضح أن أولى الخطوات اللازم اتخاذها هي تجفيف منابع اللبن بالنسبة للماشية الحلابة، وخلال هذه الفترة تقل كمية العليقة بطبيعة الحال، لتجهيز الضرع لاستعادة كامل نشاطه وحيويته قبل الوصول لموعد الولادة، بما يعزز قدرتها على إرضاع الجنين، وتوفير كافة العناصر الغذائية اللازمة له، لنمو سليم وخالي من النقائص والأمراض.
موضوعات ذات صلة:
تزاوج الجاموس.. كيف تختار الوقت المناسب لتلقيح ماشيتك؟
لفت الدكتور كميل متياس إلى استمرار الجاموسة العشر في إدرار الحليب طوال فترة حملها، إلى أن تتوقف هذه العملية قبل وقت مُعين من موعد الولادة، والتي تطلق عليها فترة الـ”CLOSE UP”، وأوضح أن على المُربي زيادة كمية العليقة المُقدمة إلى الأم في تلك الفترة، والتي تأتي ضمن التجهيز للولادة، حتى يمهد الضرع للموسم الجديد.
وأوضح أن أنسب الخطوات الواجب اتباعها خلال هذه الفترة تتمثل في منحه دفعه غذائية كبيرة، عبر تحويل العليقة من النوع الجاف إلى النوع الحلاب، في سبيل إعداده وتجهيزه للموسم الجديد، وهي مرحلة وسط بالنسبة لصغار المُربين.
إقرأ أيضًا:
تأثير الصقيع على القمح.. كيف تنجو بمحصولك من هذه الظاهرة؟
قدم الدكتور كميل متياس مجموعة من النصائح الخاصة بكيفية التعامل مع الجاموسة العشر، عند الوصول لمرحلة الولادة، مُشيرًا لوقوع المُزارعين البسطاء – بغير قصد – في خطأ جسيم، قد يترتب عليه تعريض حياة الجنين للخطر.
وأوضح أن هذه المخلوقات فطرها الله على الولادة بمفردها، ما يعني أن يتوقف دور الإنسان في تلك المرحلة على المُتابعة فقط، والتأكد من اكتمال علامات الولادة مثل ضم الحافر وتدلي لسان الجاموسة العشر إلى خارج الفم.
ولفت إلى أن التعامل مع الجاموسة العشر في مرحلة الولادة لا يستدعي القيام بأي أفعال تتعارض مع تلك الطبيعة الربانية التي وضعها الله، والتي تجعل الحيوان يدفع جنينه بنفسه إلى الخارج أثناء انقباض الرحم، مُشددا على عدم التدخل بأي حال من الأحوال حال ظهور العلامات المُشار إليها.
شاهد.. الحديد ” عنصر لاغنى عنه ” فى تغذية النبات
مخاطر التعامل مع الجاموسة العشر أثناء الولادة
أكد الدكتور كميل متياس أن بعض المُزارعين يحاولون سحب الجنين إلى خارج رحم الأم، وهو خطأ شائع يرتكبه البسطاء عن جهل ودون دراية بمآلاته على صحة المولود، مُشيرًا إلى أن هذه المحاولة تُؤدي لمُقاومة الجنين لعملية الدفع التي تبذلها الأم أثناء الولادة.
وأوضح أن محاولات التدخل البشري في عملية الولادة، تؤدي لقيام المولود بعملية شهيق بدلًا من الزفير، ما يترتب عليه استنشاقه لسوائل الولادة والرحم، ما ينتج عنه إصابته بـ”الشرقة”، بسبب نزول السوائل في فتحة التنفس.
وأوصى بعدم القيام بسحب الجنين إلا وفق اشتراطات محددة، أبرزها الكشف عن وجه الجنين وإزالة الغشاء الذي يغطي الأنف والفم، لافتًا إلى أن هذا التدخل في مُعظم الحالات، يُعد أمرًا غير مرغوب وفق ما استقرت عليه أغلب الدراسات العلمية.