التطبيقات الصناعية للطحالب هي البوابة الحقيقية للمُستقبل، في سبيل استغلال كافة الموارد الطبيعية، لسد الفجوة الغذائية الموجودة، وتطبيق استراتيجيات التنمية المُستدامة، بما يخدم البيئة والإنسان على حد سواء.
وفي محاولة جادة لإلقاء الضوء على هذا المجال بشكل علمي من ذوي التخصص، انتقل الإعلامي أحمد عبد الحميد وكاميرا برنامج مراكز وأبحاث، إلى المركز القومي للبحوث، ليلتقي بالدكتورة إيمان إبراهيم، أستاذ الكيمياء الحيوية النباتية، بالمركز القومي للبحوث، للتعريف بأبرز التطبيقات الصناعية للطحالب، وكيف يمكن التمييز بينها، وعوائدها الاقتصادية والبيئية والصحية.
أنواع الطحالب وأبرز الفوارق بينها
أكدت الدكتورة إيمان إبراهيم، أن التطبيقات الصناعية للطحالب، ترتكز على نوعين أساسيين، هما المايكرو ألجي و الماكرو ألجي، لافتةً إلى أن الأولى يتم تنميتها في المعامل الكبرى، فيما ينمو النوع الثاني “الماكرو ألجي” تلقائيًا في درجات ملوحة عالية، ويمكن رؤيته بالعين المجردة، في البحرين الأحمر والمتوسط.
وأوضحت أن إلى أن الفارق الأساسي بين كلا النوعين، يتجلى بشكل واضح في أن الماكرو ألجي تنتجها الطبيعة بكثافة، دون الحاجة لأي تدخل بشري أو معملي.
لا يفوتك.. أمراض البطاطس وكيفية الوقاية منها
ثلاثة ألوان واستخدامات متعددة
وأشارت إلى أن أشهر التطبيقات الصناعية للطحالب، يمكن استغلالها كمصدر أساسي لإنتاج الصبغات الطبيعية، وتظهر بثلاث ألوان هي الأحمر والأخضر والبني.
الطحالب الخضراء تنتج ألوانها عن طريق مادة الكلوروفيل، ويمكن استخدامها في إنتاج ألوان طبيعية تُضاف للطعام وحلوى الأطفال، علاوة على كونها مضادات للأكسدة ما يعني أنها آمنة وغير ضارة على الصحة، ولها عوائد اقتصادية ضخمة، إذا ما تم استغلالها بشكل علمي صحيح.
بخلاف الطحالب التي تحتوي على الصبغات الحمراء “الأستازانسين”، والفيكو زانسين والتي تتراوح ما بين اللون البرتقالي والبني، وجميعها تُعد مصادر لإنتاج الألوان الطبيعية، ولها عوائد اقتصادية كبيرة، وتنتجها الطبيعة دون الحاجة لتدخل بشري.
أبرز التطبيقات الصناعية للطحالب
أكدت الدكتورة إيمان إبراهيم أن التطبيقات الصناعية للطحالب متعددة، وتم اعتمادها معمليًا بالفعل في بعض الصناعات الغذائية، وأبرزها منتجات الألبان، موضحةً أنهم تمكنوا من استخراج الفيكو زانسين من الطحالب البنية “الجلاكسيويورا”، لإضفاء اللون البني الداكن، الذي يقترب من شكل الشيكولاته إلى حد بعيد، على بعض منتجات مثل الزبادو والزبادي.
وأوضحت أن التجربة حققت نجاحًا مُنقطع النظير، وتخطت حاجز فترة الصلاحية المُفترضة قبل بدء التجارب المعملية، لتصل إلى شهر كامل، حيث أنها تُعد “أنتي ميكروبيال” وتمنع نمو أي بكتيريا في الممتجات التي تُستخدم فيها.
إقرأ أيضًا:
عيش الغراب.. قيمة غذائية عالية ومشروع اقتصادي مُربح للشباب
تسميد قصب السكر.. أفضل النصائح والإجراءات الوقائية المستخدمة على مدار الموسم
زراعة الأنسجة.. أدلة نجاحه وكيفية استغلاله لتحقيق الاكتفاء الغذائي