التسميد بالطحالب أحد المجالات التي تم اقتحامها مؤخرًا في مصر، في محاولة لاستغلال طاقات هذه الكائنات المُذهلة، لتحسين إنتاجية النشاط الزراعي ببعض المحاصيل الاستراتيجية، ما يساعد على تقليل الفجوة الغذائية فيها من ناحية، بالإضافة للتغلب على إشكالية زيادة أسعار الأسمدة التقليدية، والتي أثقلت كاهل صغار المُزارعين، بشكل يفوق طاقتهم ويقلل من عوائدهم الاقتصادية في نهاية الموسم.
وفي محاولة جادة لإلقاء الضوء على هذا المجال بشكل علمي من ذوي التخصص، انتقل الإعلامي أحمد عبد الحميد وكاميرا برنامج مراكز وأبحاث، إلى المركز القومي للبحوث، ليلتقي بالأستاذة هناء عبدالباقي أستاذ الكيمياء الحيوية النباتية، للتعريف بكيفية التسميد بالطحالب، وعوائدها الاقتصادية والبيئية والصحية على النشاط الزراعي والإنسان.
موضوعات قد تهمك:
بدائل الأسمدة الكيميائية.. إليك أبرز الحلول غير التقليدية
المخلفات العضوية.. بوابتك الذهبية لسماد طبيعي آمن ومكاسب اقتصادية
شاهد أيضًا.. استراتيجية التغذية السليمة للنهوض بالثروة الحيوانية
التسميد بالطحالب وأثره على زراعة محصول القمح
في البداية أكدت الدكتورة هناء عبد الباقي أن اللجوء إلى التسميد بالطحالب ليس بدعة جديدة، وأنه استخدام هذه الكائنات الحية بدأ منذ عدة سنوات، مُشيرةً إلى أن بداية أبحاثها كانت على محصول القمح، لبحث كيفية تحقيق أقصى استفادة بشكل علمي مدروس.
وكشفت أن نتيجة أبحاثها وتجاربها، جاءت بنتائج مُذهلة بشكل يفوق أفضل توقعاتها، موضحة أن استخدام طرق التسميد بالطحالب مكنتهم من استخدام مياه البحر المُخففة، وهي خطوة جيدة في طريق الاستفادة بكافة مواردنا المائية.
وأوضحت أن هذه التقنية رفعت من إنتاجية الفدان بنسب مقبولة جدًا، علاوة على رفع قيمته الغذائية، بما ينعكس بشكل مُباشر على الدقيق الناتج عنه، وزيادة نسب تواجد بعض العناصر الغذائية فيه، مثل الحديد وبعض أنواع الفيتامينات والبروتينات.
صناعة المكرونة
وأفادت الباحثة هناء عبد الباقي، أن فوائد استخدام التسميد بالطحالب امتدت إلى صناعة المكرونة، نظرًا لما أضفته من صلابة على نواتج القمح ومخرجاته، المستخدمة في هذه الصناعة الغذائية العملاقة.
البلح البارحي.. نتائج مُذهلة للمُزارعين
وأوضحت أستاذ الكيمياء الحيوية النباتية بالمركز القومي للبحوث، أن استخدام طرق التسميد بالطحالب، أتت بنتائج مُذهلة على لبعض الزراعات مثل الزيتون والرمان، فيما كانت أفضلها مع النخيل البارحي، مُشيرة إلى أن أغلب المُزارعين أشادوا بهذه التقنية، التي رفعت من إنتاجية أراضيهم، علاوة على تسريع وتيرة نمو الأشجار، وتحسين جودة المحصول بشكل لم يصادفهم قبلها.
إقرأ أيضًا:
زيادة البرسيم في عليقة التسمين.. بين الإضرار بالحيوان وخسائر المُربين بـ”الأرقام”
زراعة التمور.. منجم غذائي ومكاسب تصل لـ240 ألف جنيه للفدان
علاج النيماتودا.. باحث يؤكد إمكانية القضاء عليها خلال 150 دقيقة