برامج التسميد النيتروجيني وعلاقتها بالإصابات المرضية، ومعدلات انتشار الفطريات، واستراتيجيات التعامل معها على النحو الأمثل، كانت واحدة من أهم المحاور التي تناولها الدكتور علاء شحاتة الديبة – المدرس بكلية الزراعة جامعة القاهرة – بالشرح والتحليل، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
الإجراءات الحاكمة لنجاح برامج التسميد
في البداية تحدث الدكتور علاء شحاتة الديبة عن العلاقة بين عدم وجود التوازن المطلوب في العناصر الغذائية التي يتم إضافتها للتربة، عبر برامج التسميد، موضحًا أن نجاح الزراعة قائم بالأساس على وجود توازن منطقي وعلمي بين التربة والنبات وكافة المعاملات الزراعية.
وأوضح أن أولى الخطوات المتبعة قبل بدء زراعة أي محصول، تحتم ضرورة القيام ببعض الإجراءات التمهيدية، وفي مقدمتها تحليل التربة، وقياس معدلات الحموضة والقلوية ودرجة الملوحة، والتي تعطي مؤشرًا واضحًا، يتم البناء عليه لوضع برنامج التسميد والري المناسب، بالإضافة لبعض الإجراءات التي يمكن من خلالها تحسين خواص التربة وبيئة الزراعة بشكل عام.
ولفت “الديبة” إلى مزايا اتباع الخطوات والإجراءات العلمية الصحيحة، قبل زراعة أي محصول، للكشف عن جوانب الضعف والقصور ونقص العناصر، والتي تظهر بشكل جلي في نتائج تحليل التربة، ما يسهل عملية اختيار البرامج وإجراءات التطبيق الصحيحة، مع إيجاد الحلول المناسبة لأي إشكالية طارئة، ومنها عدم قدرة التربة على امتصاص بعض العناصر، بسبب وجود خلل ما في درجة الحموضة والقلوية.
برامج التسميد ودورها في ظهور الإصابات المرضية
تطرق الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة إلى بعض النماذج الدالة على الأدوار التي تلعبها بعض العناصر الأساسية ببرامج التسميد، في زيادة معدلات الإصابة ببعض الآفات والأمراض، ضاربًا المثل بعنصر النيتروجين.
وأشار “الديبة” إلى الدور الفاعل الذي يقوم به عنصر النيتروجين في مضاعفة إفراز “الكريمونات”، ما يؤدي لاستدعاء الحشرات الثاقبة الماصة، وزيادة معدلات الإصابات والخسائر الناجمة عنها، وهي المسألة التي تستدعي إلمام المزارعين بقواعد وأساسيات استخدام وتطبيق البرامج التسميدية، لتحقيق النتائج المرجوة منها على النحو المطلوب، دون الإضرار بالنبات.
برنامج التسميد النيتروجيني وعلاقته بنشاط الفطريات
في المقابل كشف الأستاذ بكلية زراعة جامعة القاهرة عن بعض الجوانب الإيجابية التي يمكن الارتكان إليها، والاستفادة منها عند تطبيق برنامج التسميد النيتروجيني، للهروب من الإصابة ببعض الفطريات المترممة.
مخاطر الإفراط في برنامج التسميد النيتروجيني
قسم “الديبة” الفطريات المترممة إلى نوعين، الأول إجباري “Obligate” وأشهرها “البياض الدقيقي”، الذي يتغذى على النبات الحي، محذرًا من زيادة معدلات التسميد بعنصر النيتروجين، في مثل هذه الحالة، لأنها تضاعف من المادة الغذائية الموجودة في الأوراق، وتزيد من معدلات اخضرارها، وهي المسألة التي تزيد من شراهة هذه الكائنات، وتهيئ البيئة المناسبة للإصابة، ما يستدعي الإسراع بإضافة عنصر البوتاسيوم لتعزيز قوة الخلايا ومضاعفة درجة المقاومة.
وتناول الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة إلى النوع الثاني من الفطريات المترممة “Saprophytic”، والتي تتغذى على المواد العضوية الميتة، وأشهرها البيثيوم والفيوزاريوم والرايزوكتونيا، موضحًا أن هذا النوع يمكن الحد من فرص إصابة النبات به بواسطة برنامج التسميد النيتروجيني.
وقدم “الديبة” شرحًا مبسطًا لتلك القاعدة، مؤكدًا أن برنامج التسميد النيتروجيني المتوازن، يعزز تسارع وتيرة نمو النبات، في فترة زمنية قصيرة، ما يساعد على تجاوز مرحلة الضعف التي تتسم بها مراحل النمو الأولى “البادرات”، بما يفوت الفرصة على تلك الكائنات الدقيقة الرمية لتنفيذ هجماتها.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
الأسمدة الحيوية.. اشتراطات نجاحها وفوائد رش “الطحالب الخضراء” و”سيليكات البوتاسيوم”
محصول القمح.. هل يجوز رش “الكالسيوم والبوتاسيوم” بعد طور النضج؟ “المنشاوي” يجيب