التسميد النيتروجيني “الآزوتي” واحد من أهم الخيارات التي يتم اللجوء إليها، لمد النباتات والمحاصيل الزراعية بالعناصر الغذائية اللازمة، التي تعزز قدرتها على استكمال مراحل النمو بشكل صحيح ومنضبط، بما يضمن مضاعفة حجم إنتاجيتها، والوصول للنتائج الاقتصادية المرجوة منها بحلول نهاية الموسم.
وفي ظل التذبذبات الحرارية الحادة، الناجمة عن التغيرات المناخية، بات نجاح هذا الإجراء – التسميد النيتروجيني- مرهونًا بإجراء عدة تعديلات جوهرية، لتحاشي زيادة حجم الضغوط الواقعة على النبات، والإجهاد البيئي الذي يعانيه، وهي المسألة التي تناولها الدكتور هاني سرور – أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة بجامعة عين شمس – خلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
التسميد النيتروجيني والإجهاد البيئي
في البداية تحدث الدكتور هاني سرور عن الضرورة والحاجة الملحة لإجراء حزمة من التعديلات على الممارسات الزراعية، بما يتماشى مع تداعيات التغيرات المناخية، لتقليل حد الضرر الناجم الناجم عنها على أغلب المحاصيل.
وأوضح أن اتباع ذات الاستراتيجيات التقليدية، التي يتم تطبيقها في الظروف الطبيعية المعتادة، لا يجوز في ظل التغيرات المناخية الملحوظة، مؤكدًا أن الوقوع في مثل هذا الخطأ، يضاعف من حجم الضغوط المفروضة على النبات، ويعرضها للإصابة بـ”الإجهاد البيئي”.
وشدد على أن المعاملات التسميدية، تأتي في مقدمة الإجراءات والمعاملات التي يتوجب تعديلها، وبالأخص عند التعامل مع المركبات الآزوتية أو النيتروجينية.
التسميد النيتروجيني في حالة الإصابة بـ”البياض الدقيقي”
قدم أستاذ الكيمياء الحيوية شرحًا مبسطًا لأهم الإجراءات الواجب اتباعها، حال إصابة المحصول بـ”الإجهاد البيئي الحيوي”، الناجم عن الإصابة بأحد الآفات مثل “البياض الدقيقي”.
وأكد “سرور” أن هذه الإصابة تفرض على المزارعين، ضرورة إجراء تعديل إجراءات التسميد النيتروجيني، وتخفيض 25% من إجمالي الكمية المستخدمة، موضحًا أن المركبات النيتروجينية تعزز وتضاعف درجة نشاط الفطريات.
وشدد على أن عدم تقليل معدلات التسميد النيتروجيني، سيؤدي لتداعيات سلبية وخيمة على المحصول، ويعزز فرص تفاقم الإصابة الناجمة عن هذه الفطريات الممرضة، وهي المسألة التي تترجم على أرض الواقع لخسائر اقتصادية فادحة، يتحمل فاتورتها المزارع وحده، دون وجود أي فرصة لتعويضها بأي حال من الأحوال.
التسميد “النتراتي” وأثره على فطر الفيوزاريوم
تابع “سرور” شرحه لأبرز التعديلات الواجبة على معدلات التسميد النيتروجيني، حال إصابة محصول الطماطم بفطر الفيوزاريوم، مؤكدًا أن هذه الحالة تستوجب تعديلًا مغايرًا، وفيها تتم مضاعفة نسبة النيتروجين المقدمة للنبات، شريطة أن تكون في صورة التسميد النتراتي فقط، كـ”نترات البوتاسيوم، أو الكالسيوم، أو حمض النيتريك”.
وبرر أستاذ الكيمياء الحيوية هذا الإجراء، موضحًا أن التسميد النتراتي هو الخيار الأمثل في هذه الحالة، موضحًا أنه يثبت نشاط فطر الفيوزاريوم، ويقلل من فرص انتشار وتفاقم درجة الإصابة، على أن تتم مضاعفة المقنن التسميدي بنسبة 20%.
لا تفوتك مشاهدة هذا الفيديو..
موضوعات قد تهمك..
تحسين السبلة في زراعات الأرز.. توقيتات الرش وعلاقتها بطرد الحبوب
أسباب العفن الهبابي في المانجو و4 فوائد لرش “هيدوكسيد الكالسيوم”