التسمم الغذائي في الحيوانات يمثل أحد المُعضلات، التي تشغل بال قطاع عريض من المُربين والمُزارعين، نظرًا لآثارها السلبية المُباشرة على استثماراتهم وأنشطتهم الاقتصادية بهذا القطاع الحيوي، ما يستدعي إلقاء الضوء على هذا الملف، للتعريف بكافة جوانبه ومُسبباته، وكيفية تلافيها والتعامل معها بشكل علمي صحيح.
وفي برنامجه “العيادة البيطرية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور حامد موسى الأقنص ملف التسمم الغذائي في الحيوانات بالشرح والتحليل، لبيان أسباب الإصابة وطرق تلافيها، وأبرز الأخطاء الشائعة التي تؤدي إليها، علاوة على التعريف بالطريقة المُثلى للعلاج.
التسمم الغذائي في الحيوانات.. تعريفه وأبرز الأعراض الداله
في البداية عرف الدكتور حامد موسى الأقنص التسمم الغذائي في الحيوانات بأنه يأتي نتيجة تناول بعض المواد السامة بشكل مُباشر، والذي ينتج في بعض الأحيان عن خطأ بشري غير مقصود، أو بسبب بعض المُمارسات الخاطئة، فيما تكون نسبة من هذه الإصابات لها أبعاد جنائية، موضحًا أن اكتشاف وتحديد حدوث الإصابة، يكون برصد بعض الأعراض الجانبية الظاهرة.
وأوضح الأقنص أن أبسط الدلالات والإشارات التي يمكن الاستناد عليها للتأكد من حدوث التسمم الغذائي في الحيوانات، هو ظهور أعراض مرضية مُفاجئة على جزء من القطيع، خلال فترة زمنية قصيرة جدًا، عقب تناولها لوجبة غذائية مُعينة.
أنواع التسمم الغذائي في الحيوانات ومُسبباته
فرق الدكتور حامد موسى الأقنص بين أنواع التسمم الغذائي في الحيوانات وفقًا لمُسبباتها، مُقدمًا توصيفًا دقيقا للنمط الثاني من الإصابات “التسمم بالمبيدات”، مُشيرًا إلى أنه ناتج عن تناول الحيوانات لمواد غذائية مرشوشة أو تم تعفيرها بمواد كيميائية “سامة”، بهدف مقاومة الآفات والحشرات والأوبئة، فيما عرف “التسمم الدوائي” بأنه ينجم عن التعامل الخاطىء مع بعض الأدوية.
ولفت الأقنص إلى وجود العديد من المُسببات الأخرى التي قد يترتب عليها إصابة الماشية والحيوانات بـ”التسمم”، وأبرزها الأفاعي والثعابين، أول أكسيد الكربون، العناصر الثقيلة، موضحًا أن تأثير “السم” يتوقف على عدة عوامل أبرزها نوع السم وكميته، بالإضافة لنوع الحيوان وعمره وحالته المناعية والصحية، ومعدل إنتاجيته.
معايير مؤثرة وفاصلة في حالات التسمم الغذائي للحيوانات
أكد الدكتور حامد موسى الأقنص أن هناك عدة معايير فاصلة في حدة إصابات التسمم الغذائي، والتي تختلف بسبب حالة الحيوان عند تناول هذه المواد، ومدى جوعه والذي يؤثر بالتبعية على كمية السموم التي سيتناولها.
موضوعات ذات صلة:
استخدام اليوريا في تحضير العلف.. الطريقة الصحيحة لزيادة وزن ماشيتك
قدم الدكتور حامد موسى الأقنص بعض استراتيجيات وطرق التعامل مع حالات التسمم الغذائي في الحيوانات، والتي تتطلب تنفيذها بسرعة شديدة، بغض النظر عن مُسببات الإصابة، للحيولة دون حدوث مُضاعفات خطيرة تُنهي حياته، ما يُمثل خسارة اقتصادية كبيرة على المُربي أو المُزارع.
استخدام “المُقيئات” في علاج حالات التسمم الغذائي
وضع الدكتور حامد موسى الأقنص أول الحلول لحالات التسمم الغذائي التي تحدث داخل قطيع الحيوانات، والتي لجأ فيها لاستخدام ما يُعرف بـ”المُقيئات”، والتي ربط استخدامها بمدى قدرة الحيوان على استرجاع وطرد السموم خارج معدته عن طريق الفم “استرجاع”، والتي يتم فيها التعامل على مرحلتين.
1. سرعة استخلاص السموم من معدة الحيوان المُصاب للحيلولة دون امتصاص نسبة كبيرة منها، ما قد يضر بالمعاملات الحيوية الأساسية له.
2. استخدام “المُقيئات” وأبرزها محلول “كلوريد الصوديوم 5%” أو “الإيبوروفين”، عن طريق الحقن تحت الجلد، للمساعدة في طرد السموم خارج معدة الحيوان.
طرق التعامل مع الحيوانات غير القادرة على ارتجاع ما داخل معدتها
أوصى الأقنص باللجوء إلى تقنية “غسيل المعدة” مع الحالات التي يصعب عليها استرجاع أو طرد المواد السامة من المعدة، والتي يتم فيها فتح منطقة “الكرش” لتفريغ كل ما تحويه من مواد، مع الاستعانة بحمض الخليك لتطهير معدة الحيوان، موضحًا أنه واجه حالات مُماثلة بعد تناولها لعلف مخلوط باليوريا أعلى من المُعدلات المسموح بها.
إقرأ أيضًا:
ميكروب البروسيلا.. محاذير التعامل مع الحيوان المصاب وأهم التوصيات
أكد الدكتور حامد موسى الأقنص أن بعض حالات التسمم الغذائي تتطلب اللجوء إلى استخدام “المُسهلات”، لضمان نجاح عملية التخلص من السموم وسرعىة طردها خارج معدة الحيوان، مُشيرًا إلى أن “الملح الإنجليزي” و”الفيناس”، يُعدا أبرز المواد التي يمكن استخدامها في مثل تلك الحالات، لافتًا لوجود بدائل أخرى مثل المواد الزيتية وأهمها “الخروع” و”البرافين”، فيما يكون البديل في حالة الفصيلة الخيلية هو “خلاصة الصبار”.
احذر اللجوء لهذا الإجراء عند حدوث التسمم الغذائي في الحيوانات
حذر الدكتور حامد موسى الأقنص من استخدام “المُسهلات”، حال وجود أعراض جانبية ظاهرية قوية بعد حدوث التسمم، مثل “الإسهال” أو “الانسداد المعوي”.
سُبل التعامل مع انتشار السموم في دم الحيوان
وجه الدكتور حامد موسى الأقنص بضرورة اللجوء إلى استخدام “مُدرات البول”، وهي الخطوة التي يتم الاحتكام إليها، حال تأخر اكتشاف حدوث الإصابة، وسريان المادة السامة داخل دماء الحيوان المُصاب، لضمان سهولة التخلص الآمن منه عبر الكليتين، شريطة أن تكون هي الطريق الوحيد، لخروج هذه المواد غير المرغوب فيها، علاوة على التأكد من أنها تعمل بكفاءة.
وكشف الأقنص استراتيجية التعامل مع “مدرات البول”، وكيفية اختيار المادة الأنسب للتخلص الآمن من السموم، مُشيرًا إلى أن القاعدة التي يتم الارتكاز عليها في هذه الحالة، هي معرفة مدى “قلوية” أو “حمضية” البول، لافتًا إلى أن الحالة الأولى “البول القلوي” يتم الاستعانة فيها بـ”المُدرات الحمضية” مثل كلوريد الأمونيوم، فيما يتم اللجوء إلى “المُدرات القلوية” حال كان البول حمضيًا، وأشهرها كلوريد الصوديوم.
لا يفوتك.. الاجهاض المعدي ” البروسيلا “
الغسيل البريتوني
واصل الدكتور حامد موسى الأقنص تقديمه لسبل علاج حالات “التسمم الغذائي” والتي يستعصي فيها التعامل بأسلوب مُدرات البول، بسبب إصابة الحيوان بفشل كلوي، مُشيرًا إلى أن الحل الأمثل لمثل هذه الحالات هو اللجوء لتقنية الغسيل البريتوني، شريطه سهولة نفاذه ووجود السم بدرجة عالية جدًا في جسم الحيوان.
الغسيل الكلوي
رشح الدكتور حامد موسى الأقنص هذه الطريقة كبديل أفضل من خيار “الغسيل البريتوني”، في حالة استشراء السموم داخل جسد الحيوان بنسب مرتفعة، مع ضعف درجة تماسكه بالدهون والبروتين، على أن يتم اللجوء إلى تحضير سائل غسيل بروتيني أو دهني فيما يُعرف بـ”الباربتيورات” قصيرة المفعول، في حالة شدة التصاق السموم بالبروتين والدهون.
الفحم النباتي
تطرق الدكتور حامد موسى الأقنص إلى طريقة أخرى لعلاج حالات التسمم الغذائي في الحيوانات، الناتجة عن تناول مُشتقات “الفينول”، حال وجودها داخل الدم بنسب مُرتفعة، علاوة على شدة التصاقها بالبروتين، والتي نصح فيها بضرورة اللجوء إلى الفحم النباتي، كأحد الحلول المُثلى التي يمكن استخدامها، لإنقاذ الرؤوس المُصابة وتقليل معدل الخسائر الاقتصادية المتوقعة.