التزهير والعقد في محاصيل الموالح وأهمية تجاوز هذه المرحلة الحرجة على النحو الصحيح، كانت واحدة من المحاور التي تطرق إليها الدكتور مهدي عبد الرؤوف عجوة – الباحث بقسم الموالح بمحطة بحوث البساتين جنوب التحرير – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
أهمية فترة التزهير والعقد وانعكاساتها على حجم الإنتاجية
في البداية تحدث الدكتور مهدي عبد الرؤوف عجوة عن أهمية فترة التزهير والعقد بالنسبة لمحاصيل الموالح، موضحًا أنها العنصر الحاكم والأساسي، في تحديد حجم الإنتاجية المتوقعة، بحلول نهاية الموسم ومرحلة الحصاد.
وأوضح “عجوة” أن حمل الشجرة وحجم الإنتاجية ومعدلات الجودة تتحدد خلال مرحلة التزهير والعقد، لافتًا إلى تداعيات تعرض الشجرة إلى أي إجهادات في هذه الفترة الفاصلة والفارقة، والتي تؤدي بالتبعية لزيادة معدلات تساقط الأزهار والعقد.
وأكد أن شجرة الموالح البالغة تحمل ما بين 80 إلى 100 ألف زهرة، موضحًا أن الخالق عز وجل حبا هذه الأشجار بقدرة ذاتية عجيبة، على أحداث التوازن المطلوب والصحي بين النموات الخضرية والثمرية، عن طريق التساقط الطبيعي للأزهار والعقد والثمار على مدار العام.
تداعيات زيادة معدلات التساقط على تسويق المحصول
حذر الباحث بمحطة البساتين جنوب التحرير من تعرض أشجار الموالح لأي إجهادات خلال مرحلة التزهير، بالشكل الذي يضاعف من معدلات تساقط الأزهار، وتقليل عدد الثمار عن الحد الأمثل، وهي المسألة التي تنعكس على معدلات الجودة.
ولفت “عجوة” إلى قلة عدد الثمار على أشجار الموالح يؤدي لزيادة وزن الثمرة وحجمها، عن المستويات القياسية المعروفة، ما يقلل من فرصها التسويقية والتصديرية، ويقلل بالتبعية من معدلات الربحية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
وتطرق الباحث بمحطة بساتين جنوب التحرير إلى ثاني الأسباب التي تعزز من أهمية مرحلة التزهير والعقد، موضحًا أن هذه الفترة تشهد وجود نموات خضرية حديثة، بالإضافة للأزهار والعقد الحديث، وهي أجزاء مرستمية غضة، تتأثر بسهولة بالظروف المحيطة.
وأكد “عجوة” أن هذه الفترة من العام تشهد تقلبًا كبيرًا في أحوال الطقس ودرجات الحرارة والرياح، والتي تعد ظروفًا غير مواتية بالنسبة لأشجار الموالح، تزيد من احتمالات تعرضها للإجهادات، وهي المسألة التي تفرض القيام ببعض الممارسات الزراعية المنضبطة، لاجتياز هذه الفترة بأقل الخسائر الممكنة، وبأعلى عدد من الثمار حتى نهاية الموسم.
المراحل التي تمر بها ثمار الموالح
أشار الباحث بمحطة بساتين جنوب التحرير إلى فترة التزهير والعقد، موضحًا أنها تمتد من خروج النورات الزهرية وحتى بداية زيادة الثمار في الحجم، وهي العملية التي تختلف من مكان لمكان ومن مزرعة لأخرى، بحسب العمر الفسيولوجي للثمرة.
وتناول “عجوة” المراحل التي تمر بها ثمار الموالح، والتي تبدأ بـ:
- خروج النورات الزهرية
- تفتح الأزهار
- التلقيح والإخصاب
- العقد
- انقسامات الخلايا
- زيادة حجم الخلايا
أهمية التسميد خلال مرحلة انقسام الخلايا
عزا الباحث بمحطة بساتين جنوب التحرير خطورة مرحلة انقسام الخلايا إلى زيادة معدلات تساقط “العقد الحديث” فيها، والناتجة عن زيادة حدة التنافس بين ثمار الموالح على المخزون الغذائي الموجود في الأشجار.
وحذر “عجوة” من تبعات ارتكاب بعض الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المزارعين، والتي يعمد قطاع منهم فيها لإيقاف معاملات التسميد بداية من شهر سبتمبر، مشددًا على أهمية توفير الجرعات السمادية لأشجار الموالح في هذه الفترة، والتي تعزز من قدرة الثمار على استكمال دورة حياتها ونموها بشكل طبيعي، علاوة على زيادة المخزون الغذئي الموجود في الشجرة.
أهمية رشة اليوريا
علل الباحث بمحطة بساتين جنوب التحرير أهمية رشة اليوريا التي يتم تطبيقها خلال الفترة من نهاية ديسمبر حتى منتصف شهر يناير، إلى إسهاماتها في زيادة المخزون الغذائي الموجود في أشجار الموالح، والذي يخفف من حدة التنافس التي تحدث بين الثمار، ويقلل من معدلات ونسبة التساقط.
وأكد “عجوة” أن مرحلة الخطورة تنتهي بمجرد الدخول في مرحلة زيادة حجم الخلايا، والتي تعدلت بفعل التغيرات المناخية، لتمتد حتى مطلع شهر يوليو، مشددًا على ضرورة تطبيق التوصيات الفنية الواردة بشأن هذه الفترة بشكل منضبط، للخروج منها بأقل الخسائر الممكنة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
محاصيل الموالح .. 8 توصيات فنية هامة خلال شهر مارس
الموالح.. أسس تأسيس مزرعة ناجحة للتصدير
التبحير في محاصيل الموالح.. أسبابه وطرق تلافيه وعلاقته بـ”معاملات الري”