التربة الزراعية هي أهم ركائز التنمية في أي دولة على مستوى العالم، ما يتطلب التعامل معها بمنهجية علمية، تتماشى مع مفاهيم التنمية المُستدامة، للحفاظ على جودتها والعمل على رفع إنتاجيتها، لتوفير احتياجاتنا المتنامية في ظل الزيادة السكانية السريعة، وإتاحة فُرص الحياة والغذاء الكريمة واللائقة للأجيال القادمة، وهي أحد الأهداف التي تعمل عليها القيادة السياسية وتضعها نُصب أعينها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية مها سميح، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور محمد عبد العزيز – وكيل معهد بحوث الأراضي والمياه – ملف تحسين جودة التربة الزراعية، بوصفها واحدة من أهم الركائز الأساسية، لتحقيق الأمن الغذائي وتوفير احتياجات المواطنين، وسُبل تحقيق هذا الهدف بالطرق العلمية المُوصى بها.
أنواع التربة الزراعية المُتاحة في الأراضي المصرية
في البداية تحدث الدكتور محمد عبد العزيز عن أنواع التربة الزراعية المتوافرة في مصر، والتي تنقسم إلى ثلاث أنواع وهي “الطينية، الجيرية، الرملية”، موضحًا أن كلًا منها يحتاج لنمط مُعين من المُعاملات، الخاصة بالري والتسميد، علاوة على اختلاف المحاصيل التي تجود فيها، ما يستدعي الإلمام بأفضل الطُرق العلمية المُتاحة، للوصول للهدف المنشود، وأعلى مُعدلات الجودة والإنتاجية.
مميزات التربة الزراعية الطينية
انتقل الدكتور محمد عبد العزيز إلى مميزات التربة الزراعية الطينية، وكيفية الاستثمار الأمثل لها، موضحًا أنها تتسم بقدرتها العالية على الاحتفاظ بالمياه، علاوة على ارتفاع نسبة ومعدلات احتفاظها بالعناصر الغذائية والتسميدية، بالإضافة لإنتاجيتها الغزيرة مع أغلب المحاصيل المُتاحة، والتي تتماشى مع الظروف البيئية المُختلفة من مكان لآخر.
موضوعات قد تهمك:
فول الصويا.. أهميته الاقتصادية ودور “وزارة الزراعة” في زيادة الإنتاجية
أبرز الأخطاء التي يرتكبها المُزارعون
ألقى وكيل معهد بحوث الأراضي والمياه الضوء على أبرز الأخطاء التي يتم ارتكابها خلال التعامل مع التربة الزراعية الطينية، والتي تؤثر بالسلب على مُعدل انتشار الأمراض، وإنتاجية المحصول وحجم الخسائر الاقتصادية والهدر والفاقد، مُشيرًا إلى أن عدم التزام المُزارعين بالمُقررات السمادية الموصى بها، والإسراف في إجراء مُعاملات الري، يؤدي إلى عدة نتائج أبرزها عدم استفادة الأرض من العناصر المُختزنة فيها، علاوة على ارتفاع سقف وقيمة المُدخلات المُهدرة “بالنسبة للأسمدة”.
ولفت إلى أن زيادة مُعدلات الري وعدم مُلائمتها للتربة الزراعية الطينية يؤدي لإصابة المحصول بعدة أمراض في مُقدمتها عفن الجذور، وهو الأمر الذي يؤدي لزيادة فُرص الهدر والفاقد، والتي تعود بالسلب على حجم وقيمة أرباح المُزارعين.
إقرأ أيضًا:
محصول الخرشوف.. كل ما تريد معرفته من الألف إلى الياء
التربة الزراعية الطينية والاتجاه لتقنيات الري الحديث
وشدد “عبد العزيز” على ضرورة استخدام مُعاملات الري المُلائمة، والتي تتناسب مع مميزات وقُدرات التربة الزراعية الطينية، وأبرزها ارتفاع نسبة احتفاظها بالمياه، ما يستدعي تغيير الأنماط المُتبعة، والاتجاه نحو التقنين وتقنيات الري الحديثة كـ”الرش والتنقيط”.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: