التبقع السركسبوري واحد من أخطر الأمراض التي تُهدد محصول البنجر، مُخلفة خسائر اقتصادية ضخمة لا يُمكن تعويضها، وبخاصة في ظل التغيرات المناخية، التي تأثرت بها غالبية المحاصيل – بدرجات مُتفاوتة – ما يستلزم تسليط الضوء على أسباب الإصابة، والاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين للحد منها وتفاديها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبد الناصر بدوي – أستاذ ورئيس قسم بحوث الذرة والمحاصيل السكرية بمعهد بحوث أمراض النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف التبقع السركسبوري لثمار البنجر، وطرق تلافي حدوثها بالشرح والتحليل.
التبقع السركسبوري.. 3 عوامل تُساعد على حدوث الإصابة
في البداية أكد الدكتور عبد الناصر بدوي، أن التغيرات المناخية تلعب دورًا كبيرًا في زيادة مُعدلات ونسب الإصابات المرضية للعديد من الحاصلات الزراعية، مُشيرًا إلى أن أي مرض ما هو إلا كائن حي – مُمرض – يستغل الظروف المُعززة لوجوده، لإحداث الأثر الضار على النباتات.
وأوضح أن أي مرض يحتاج لتوافر ثلاثة أشياء لاستكمال دورة نموه، وهي:
1. ظروف بيئية ممثلة في “الضوء، الحرارة، الرطوبة”
2. عائل مناسب
3. فطر أو ميكروب قادر على إحداث الإصابة
ولفت إلى أن توافر الظروف الثلاثة يُشجع المُسبب المرضي “جرثومي أو ميكروبي” على إصابة النبات، موضحًا أن الإصابة تحدث على عمر 90 يومًا، نظرًا لاكتمال نمو “الثغور”، التي تُمثل البوابة الوحيدة لنفاذ تلك الكائنات المُمرضة لداخل النبات.
التبقع السركسبوري .. توقيت حدوث الإصابة وعلاقتها بمراحل نمو النبات
أضاف “بدوي” أن المُسببات المرضية لحدوث “التبقع السلكسفوري” لا تستطيع النفاذ عبر الثغور الضيقة، في المراحل العمرية ما قبل الـ90 يومًا، والتي تكتمل بتوافر الظروف البيئية المُحيطة من إضاءة ورطوبة وحرارة.
ساعات الإضاءة
كشف أستاذ ورئيس قسم بحوث الذرة والمحاصيل السكرية عن احتياج المُسبب المرضي لـ”التبقع السركسبوري ” إلى ساعات إضاءة مُحددة لحدوث الإصابة، وبخاصة في الليال القمرية والفترات المسائية، التي ترتفع فيها نسب ومعدلات حدوث المرض.
الخسائر الاقتصادية المُتوقعة
أشار “بدوي” إلى أن الخسائر الاقتصادية المُتوقعة جراء حدوث الإصابة بـ” التبقع السركسبوري ” قد تصل إلى 40% من إجمالي حجم الحصاد المُتوقع، ما يُحتم إجراء بعض التدابير الضرورية لتلافي حدوثها من الأساس.
التوصيات الفنية.. مُعاملات الخدمة وأهميتها
قدم الدكتور عبد الناصر بدوي حزمة من التوصيات الفنية، مؤكدًا أن الوقاية من مرض التبقع السركسبوري تبدأ من مُعاملات الخدمة وقبل بداية الزراعة، لافتًا إلى أن إتمام مراحل تسوية وتمهيد التربة بالشكل الصحيح، تحول دون توافر العوامل المُحفزة بحدوث الإصابة، وفي مُقدمتها زيادة مُعدلات الرطوبة عن الحد المسموح، والتي تحدث عادة بسبب وجود مناطق مُنخفضة تتجمع فيها مياه الري.
مُعاملات الري.. أضرار زيادة المُقننات المائية عن الحد المسموح
أكد أن مُعاملات الري تُشكل أحد مُسببات حدوث الإصابة بمرض التبقع السركسبوري، مُشددًا على ضرورة الالتزام بتنفيذ عدد الريات المُوصى به دون زيادة، والتي لا تتجاوز من 5 إلى 7 ريات في الأراضي الطينية القديمة، فيما يرتفع هذا الرقم قليلًا بالنسبة للأراضي الجديدة، نظرًا لاختلاف طبيعة التربة وتقنيات الري المُستخدمة.
وحذر من زيادة المُقننات المائية عن النسب المسموحة، نظرًا لكونها أحد أبرز العوامل المُشجعة على حدوث الإصابة بالإضافة لمُساهمتها في تقليل معدل الإنبات، وحدوث العديد من الأمراض الأخرى ومنها الأعفان والتبقعات.
موضوعات قد تهمك
محصول القمح.. جدول حساب الاحتياجات الآزوتية وأبرز توصيات وأخطاء “الري والتسميد”
التسميد النيتروجيني.. أضراره على المحاصيل الزراعية ومزايا تقنيات التسميد بـ”الرش”
إقرأ أيضًا
أشجار الزيتون.. مخاطر زراعة الخضراوات بينها وأضراره على حجم الإنتاجية المُتوقعة
محصول القمح.. محاذير زراعة الخضر قبل “الغلة” وخسائر “الديورم” في وجه بحري
محصول القمح.. أبرز التوصيات الفنية للأراضي التي سبق زراعتها بالأرز
لا يفوتك
محصول القمح.. أبرز المُعاملات الزراعية لزيادة مُعدلات الإنتاجية