البول المدمم واحد من الأعراض المُزعجة، لشريحة لا يُمكن الاستهانة بها من المرضى، والتي تعكف جميعها على البحث، عن الأسباب الأساسية لحدوث هذه الظاهرة، أو تُجبرها الظروف – لغياب الوعي والدراية – إلى استخدام الوصفات الشعبية، ما يؤدي إلى تفاقم الحالة، وهو الأمر الذي يُحتم الاستماع لرأي الأطباء المُتخصصين، لإلقاء الضوء على التشخيص الصحيح، وللإجابة على كافة الأسئلة والاستفسارات الشائعة.
تناول الدكتور وليد البوشي – نائب مدير القصر العيني الفرنساوي، عضو الجمعية الأوروبية والأمريكية والعربية لجراحة المسالك – ظاهرة البول المدمم بالشرح والتحليل، خلال برنامجه “كونسلتو” المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، لبيان أبرز الأعراض المُصاحبة وأسباب الإصابة، وسُبل العلاج التي يُمكن اللجوء إليها.
البول المدمم.. ومعنى مصطلح “الدم الميكرسكوبي”
في البداية فرق الدكتور وليد البوشي بين نوعين من ظاهرة البول المدمم، الأولى منها لا تظهر فيها الدماء بشكل واضح يُمكن رصده، ويكتشفها المريض عن طريق الصدفة البحتة، بعد ظهور مؤشراتها في التحاليل، وهو النوع المعروف اصطلاحًا بـ”الدم الميكرسكوبي”، فيما يُمكن مُلاحظة النوع الثاني بالعين المُجردة، حال استخدام المريض لدورات المياه، وتظهر على هيئة لون أحمر.
أسباب ظاهرة “البول المدمم” المُزيفة
كشف الدكتور وليد البوشي عن وجود العديد من الحالات التي يظهر فيها لون أحمر في البول، والتي يعتقد البعض أنها تندرج تحت توصيف “البول المدمم” المرضي على خلاف الحقيقة، موضحًا أنه يمكن الفصل بينهما بسهولة، ببحث الأسباب الحقيقية التي تقف خلفها.
وحصر عضو الجمعية الأوروبية والأمريكية والعربية لجراحة المسالك أسباب ظاهرة البول المدمم “المُزيفة” في أحد عشر نقطة، تناولها بالشرح والتحليل.
1. الإفراط في تناول بعض الثمار
أكد الدكتور وليد البوشي أن الإفراط في تناول بعض الثمار مثل اللفت والبنجر، يؤدي إلى حدوث ظاهرة البول المدمم المُزيفة، نتيجة الصبغات الحمراء التي تحتويها هذه النباتات، والتي تصبغ أغلب السوائل الموجودة بالكلى باللون الأحمر.
2. فيتامين “أ”
عزا “البوشي” ظاهرة البول المدمم المُزيفة إلى تعاطي بعض المرضى لفيتامين “أ” بكثافة عالية، ما يؤدي إلى زيادة احمرار البول عن المُعدلات الطبيعية.
3. المضادات الحيوية
فسر “البوشي” ظاهرة البول المدمم الكاذبة التي تُصيب شريحة كبيرة من المرضى بالهلع، إلى بعض المضادات الحيوية التي يتناولونها لعلاج بعض حالات الالتهاب وأشهرها مُركبات “ريفامبيسين – Rifampicin” و”نيتروفيورانتوين – Nitrofurantoin”، ما يؤدي لاحمرار البول وظهوره بهذا الشكل.
موضوعات قد تهمك:
السكر والتدخين والسمنة.. ثلاثي الرعب الصامت وعلاقته بـ”تأخر الإنجاب”
4. مرضى فيروس الكبد الوبائي “A”
لفت أستاذ جراحة المسالك أن مرضى فيروس الكبد الوبائي من الفئة “أ”، يُعانون من ظاهرة البول المدمم خلال الـ72 الأولى من حدوث الإصابة، نتيجة تحول مادة “البايلنجن” إلى اللون الأحمر، ونزولها في بول المريض.
5. مرضى الجلطات
أكد “البوشي” أن المرضى الذين يتعاطون أدوية السيولة، لعلاج آثار الجلطات التي أصيبوا بها يُعانون من هذه الظاهرة بشكل كبير وملحوظ.
6. مستحضر الأسبرين
حذر أستاذ جراحة المسالك من الإفراط في تناول مستحضر الأسبرين دون الحاجة الفعلية لتعاطيه، ما يؤدي لزيادة السيولة عن مُعدلاتها الطبيعية، ونزول بعض قطرات الدماء التي يمُكن ملاحظتها في البول.
أقرأ أيضًا:
أمراض الظهر والعمود الفقري.. أشهر 4 تشخيصات شائعة وطرق علاجها
7. دم الحيض
تُعاني بعض الآنسات والسيدات من نزول “دم الحيض” في غير موعده الطبيعي، وهو الأمر الذي يجعلهم يعتقدون أنهم مُصابون بظاهرة “البول المدمم” على سبيل الخطأ.
8. التهابات الجهاز التناسلي
تتبدى على بعض السيدات والفتيات ظاهرة البول المدمم بوضوح، نتيجة الإصابة بالتهابات الجهاز التناسلي، ما يستدعي التوجه لاستشارة الطبيب المُختص لعدم تفاقم الحالة.
9. الإفراط في تناول بعض أنواع المشروبات والعصائر
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
الديدان الدبوسية “الرفيق المُزعج”.. طُرق انتقال العدوى وأسباب فشل العلاج
10. الإفراط في تناول الشاي والقهوة
نصح “البوشي” بعدم الإفراط في تناول بعض المشروبات والمُنبهات مثل الشاي والقهوة بدلًا من الماء، نظرًا لأضرارها الصحية الخطيرة، حال تجاوز مُعدلاتها المسموحة، مؤكدًا أنها أحد الأسباب الرئيسية لظاهرة البول المدمم المُزيفة، والتي تُقلق قطاع عريض من الناس.
11. عدم توفير احتياجات الجسم من المياه
حذر الدكتور وليد البوشي من عدم توفير احتياجات الجسم من مياه الشرب، وفقًا للمُعدلات الصحية المُوصى بها، موضحًا أنها لا ينبغي أن تقل بأي حال من الأحوال عن “3 لترات” يوميًا، نظرًا لآثارها السلبية على الصحة العامة والكلى وأغلب أجهزة الجسم.