البنجر واحد من المحاصيل الاستراتيجية ذات الثقل، التي توليها الدولة الاهتمام الكافي، نظرًا لما تُمثله من أهمية كأحد الأقطاب والركائز التي تعتمد عليها صناعة السكر، بالإضافة للعديد من المميزات التي يحظى بها هذا النبات، ما يستدعي إلقاء الضوء عليه والتعريف به عن طريق الأساتذة المُتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مُقدم برنامج “العيادة النباتية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور حسين السيد – أستاذ معهد المحاصيل السكرية، بمعهد البحوث الزراعية – عن المزايا الاقتصادية والبيئية لزراعة البنجر، وضوابط المُعاملات الزراعية التي يتم استخدامها معه، ودرجات تحمله للملوحة، ومتى يتوجب التوقف عن زراعته فيها.
البنجر.. نبات سحري مُقاوم للملوحة
في البداية أكد الدكتور حسين السيد على المزايا الاقتصادية والبيئية التي يتمتع بها محصول البنجر، من حيث درجة مُقاومته للملوحة، علاوة على الدور الفاعل الذي يقوم به للحد منها، وتقليل مُعدلات تواجدها داخل التربة، بالشكل الذي يُسهم في تسهيل زراعة بعض الحاصلات الزراعية الأخرى.
وأوضح أستاذ معهد المحاصيل السكرية أن البنجر بإمكانه تحمل درجات الملوحة المُرتفعة، شريطة ألا تتخطى حدودها القصوى المسموحة، مُشيرًا إلى أن سقف زراعة هذا النبات لا يتعدى حدود الـ 3 آلاف ppm، حيث تُعتبر زراعته بعد هذا الرقم مُجازفة كبيرة لا تحتمل النجاح.
موضوعات قد تهمك:
تقاوي القمح.. “باحثة” توضح أسباب إصابة بعض الأصناف بـ”الصدأ الأصفر”
البنجر وحقيقة استخدامه في علاج التربة
لفت “السيد” إلى أن زراعة البنجر تُعتبر وسيلة فعالة في حد ذاتها، لمُساعدة التُربة على التخلص من الأملاح الزائدة، على أن تكون نسبتها أقل من الـ3 آلاف ppm، حيث تمتص هذه الأملاح وتقوم بتحويلها إلى سُكر داخل جذورها.
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
محصول البنجر.. خطأ شائع يقع فيه المُزارعين
انتقل الدكتور حسين السيد بعد ذلك إلى نقطة جوهرية هامة جدًا، فيما يخص المُعاملات الزراعية الرئيسية، التي يتم إجراؤها مع محصول البنجر، على مدار الموسم، واختص عملية التسميد بالشرح والتحليل، لبيان خطورة بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض المُزارعين، على نسب ومُعدلات تواجد السكر داخل النبات، وكيف تتأثر بالسلب في بعض الأحيان.
إقرأ أيضًا:
حشرة الجعال.. الخطة النموذجية لعلاج ومكافحة عدو “القصب” الأول
مخاطر الإفراط في مُعاملات التسميد النيتروجيني
أكد أستاذ معهد البحوث الزراعية أن الإسراف في استخدام التسميد النيتروجيني يؤثر بالسلب على كمية ونسبة السكر الموجودة في محصول البنحر، موضحًا أن هذا الخطأ يؤدي لزيادة النموات الخضرية، على حساب القيمة الاقتصادية للنبات.
وشدد على أن الأسمدة النيتروجينية مثل نترات البوتاسيوم، تتسبب في سحب السكر الموجود داخل الجذور، مع تحويله لنموات خضرية، ما يُقلل من قيمة المحصول الاقتصادية، ويرفع من حجم الهالك حال تسليمه لمصانع إنتاج السكر.