البكتيريا النافعة واحدة من المخلوقات التي سخرها الله لخدمة مخلوقاته في واحدة من المعجزات الربانية، التي فتحت الطريق أمام الإنسان، للتعرف على إمكانات تلك المخلوقات “الميكروسكوبية” الدقيقة، ومحاولة اسىتثمارها والتوسع في استخدامها، لعلاج الخلل الناجم عن سوء إدارة الإنسان للموارد الطبيعية، وتحقيق فوائد أعظم له وللبيئة على حد سواء.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مُقدم برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة أماني أحمد عرفة – أستاذ مساعد المايكروبيولوجي والمناعة بالمركز القومي للبحوث– ملف فوائد البكتيريا النافعة بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على طرق واستراتيجيات الاستفادة منها وتطويعها لخدمة الإنسان.
البكتيريا
تعريفها وأنواعها
في البداية عرفت الدكتورة أماني عرفة البكتيريا بأنها نوع من الكائنات الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة، ليتم رصدها وفحصها بواسطة الميكروسكوب، موضحةً أنه يتم تقسيمها إلى عدة فئات بحسب الشكل “حلزونية، عصبية، مكورة”، أو تبعًا لصبغة الجرام التي يتم صبغها بها للتعرف على فصيلتها “بنفسجية أو حمراء”، أو بحسب احتياجاتها للأكسجين “هوائية، لا هوائية”، أو (هوائية-لا هوائية) “اختيارية”.
ونوهت إلى أن الصنف الأخير منها يتم تقسيمه وتصنيفه، تبعًا لمدى احتياجاته من الأكسجين، لإتمام عمليات نموه، فبعضها لا ينمو إلا في وجود الأكسجين “هوائية”، وبعضها الآخر لا يحتاج لهذا العنصر “لا هوائية”، فيما يحتاج الصنف الآخير للأكسجين بنسب محددة “اختيارية”.
البكتيريا النافعة
تصحيح المفاهيم
صححت أستاذ مساعد المايكروبيولوجي والمناعة الاعتقاد الشائع لدى السواد الأعظم من الناس، مؤكدةً أنه ليست كل أنواع البكتيريا ضارة بالضرورة، لافتةً إلى وجود العديد من الأنواع النافعة، والتي خلقها الله لتقوم بعدة أدوار نافعة للإنسان.
وأوضحت “عرفة” أن البكتيريا النافعة تنتشر في عدة صور من حولنا، وأبرزها الأنواع الموجودة بالمعدة، لتسهيل عمليات الهضم والتمثيل الغذائي للإنسان، فيما يوجد بعض الأنواع الأخرى التي تنتشر على سطح الجلد أو في الهواء المُحيط بنا.
البكتيريا النافعة
فوائدها للإنسان
لفتت إلى أن بعض الأنواع البكتيريا النافعة، تتمحور أدوارها في كونها حائط الصد المنيع، للحيلولة دون هجمات الأنواع الضارة، وعرقلة الأضرار المُترتبة على نفاذها لجسم الإنسان، كجزء من الحلول الوقائية التي سخرها الله لخدمة أعظم مخلوقاته.
وسلطت أستاذ مساعد المايكروبيولوجي والمناعة الضوء على طُرق وصول البكتيريا الضارة للإنسان، والتي تتخذ عدة وسائل منها النفاذ عبر أجهزة التنفس، أو الفتحات الموجودة بالجسم، بالإضافة للأنواع التي تنتقل إلينا بسبب بعض العادات والممارسات الغذائية الخاطئة، أو بسبب ملامسة الأسطح الحاملة للمسبب المرضي.
البكتيريا النافعة
استخداماتها الصناعية
لفتت “عرفة” إلى شيوع استخدام البكتيريا النافعة في صناعة الأغذية التي تعتمد على الخمائر، لمساعدة بعض المرضى في تجاوز مشاكل الجهاز الهضمي، وأشهرها تلك المستخدمة في صناعة الزبادي واللبن الرايب، لتسهيل عمليات التمثيل الغذائي.
وأشارت إلى أن فوائد استخدام البكتيريا النافعة لا تقتصر على البشر فقط، وإنما امتدت فوائدها لمشروعات الإنتاج الحيواني المُختلفة، عبر نافذة الطب البيطري، علاوة على الاعتماد عليها لتحسين عمليات الهضم والتمثيل الغذائي للحيوانات عبر إضافتها للأعلاف سواء كان ذلك في صورة سوائل أو مساحيق “بودر”، لاستغلالها كأحد وسائل تحسين الإنتاجية ومُضاعفة مُعدلاتها.
البكتيريا النافعة
طرق إنتاجها وإكثارها
وحول مصادر وأماكن تواجد البكتيريا النافعة، أفادت الدكتورة أماني عرفة أنها موجودة في صورتها الأولية داخل جسم الإنسان، لأداء الأدوار المنوطة إليها بشكل طبيعي ومتوازن، شريطة تناول الغذاء الصحي السليم والنظيف، وعدم الإفراط في تعاطي المضادات الحيوية، التي تحد من عملها، وتفقدها الكثير من خواصها وفوائدها.
وأوضحت أن استخلاص البكتيريا النافعة وإكثارها يتم داخل المعامل عبر سلسلة طويلة من الاختبارات والتجارب، للتأكد من عدم وجود الأنواع الضارة معها، وإمكانية الاعتماد عليها في تحقيق الأهداف المخلوقة لها.
موضوعات قد تهمك
القمح.. تعرف على آلية الحكومة في تحديد السعر الاسترشادي
خنفساء البنجر السلحفائية.. أعراض وتوقيت الإصابة وبرامج ومبيدات المكافحة المُوصى بها
التفحم السوطي في قصب السكر.. العلامات الـ10 للإصابة والمُبيدات المعتمدة للمُكَافحة
تربية البط.. شروط تأسيس الحظائر وأنظمة التغذية البديلة
لا يفوتك