البكتيريا الضارة موجودة في كافة البيئات المحيطة بنا، وتظل هذه الكائنات الدقيقة تحت السيطرة، وفي حدودها الطبيعية الآمنة والمتوازنة، إلى أن يحدث الخلل نتيجة تدخل الإنسان ومُعاملاته الجائرة، وهي الإشكالية التي تستدعي تعاملًا واعيًا لعلاج الآثار المُترتبة عليها والناجمة عنها، للحيلولة دون تفاقم الأضرار بالبيئة والكائنات الحية.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مُقدم برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة أماني أحمد عرفة – أستاذ مساعد المايكروبيولوجي والمناعة بالمركز القومي للبحوث– ملف استراتيجيات البكتيريا الضارة بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على طرق واستراتيجيات الاستفادة منها وتطويعها لخدمة الإنسان.
البكتيريا الضارة
استراتيجيات التخصص
في البداية تحدثت الدكتورة أماني عرفة عن الاستراتيجيات التي تتبعها البكتيريا الضارة للنفاذ إلى جسم الإنسان، مؤكدة أن نقطة انطلاقها الأساسية في الغالبية العظمى من الحالات، هي المُمارسات الخاطئة سواءًا كانت عادات غذائية أو عدم اعتناء بالنظافة الشخصية، بالإضافة لإهمال تطهير الأماكن التي نرتادها، والأسطح التي نتعامل معها باستمرار.
وأوضحت أن البكتيريا الضارة تضم أنواع كثيرة لا حصر لها، يتم التمييز بينها وفقًا لثلاثة معايير رئيسية:
- الشكل “حلزونية، مكورة، عصبية”
- تبعًا لتفاعلها مع صبغة الجرام “حمراء، بنفسجية”
- مدى احتياجها للأكسجين “هوائية، لا هوائية، اختيارية تضم كلا النوعين”
ولفتت أستاذ مساعد المايكروبيولوجي والمناعة بالمركز القومي للبحوث إلى أن الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا الضارة، تنتهج استراتيجية التخصص، بمعنى أنها تُهاجم أماكن مُحددة بعينها، فبعضها يختص بالجهاز التنفسي، والبعض الآخر يستهدف الجهاز الهضمي، فيما يختص شق منها بالجلد، وهكذا.
البكتيريا الضارة
توابع الإفراط في المضادات الحيوية
سلطت “عرفة” الضوء على بعض الإجراءات الخاطئة، التي يتعامل بها البعض بغير إدراك لمدى تبعاتها السلبية، وفي مُقدمتها الإفراط في استخدام وإضافة المضادات الحيوية إلى الأعلاف والعلائق المُستخدمة في تغذية الحيوانات.
وأشارت إلى أن مثل هذا الإجراء الخاطئ يؤدي لنتيجتين مُباشرتين، الأولى هي القضاء على نسبة كبيرة من البكتيريا النافعة التي خلقها الله في جسم الحيوان، والثانية الأكثر خطورة هي تكوين ما يُعرف بالمناعة المُضادة.
وفسرت أستاذ مساعد المايكروبيولوجي والمناعة بالمركز القومي للبحوث مفهوم “المناعة المُضادة”، موضحة أن الإفراط في استخدام المُضادات الحيوية، يؤدي لتعظيم درجة مُقاومة البكتيريا الضارة لهذه المُستحضرات والمُركبات الدوائية، ما يعوق إحداث الأثر المرجو منها وقت الحاجة.
البكتيريا الضارة
توصيات خاصة للمربين
دعت الدكتورة أماني عرفة جموع المُربين والمُتعاملين مع الحيوانات، بالالتزام بالتوصيات والاشتراطات الصحية الواردة بهذا الشأن، واتخاذ كافة درجات الحيطة، وتنفيذ التعليمات الوقائية الآمنة، للحيلولة دون حدوث أي أضرار صحية لهم، ومنع انتقال أي عدوى بكتيرية مُمكنة لأسرهم.
إقرأ أيضًا
البكتيريا العقدية.. بـ”20 جنيه” طريقك للاستغناء عن الأسمدة الآزوتية
الأمراض التي تصيب الدواجن في فصل الشتاء.. وأهم طرق الوقاية
البكتيريا الضارة.. “الوصايا العشر” وقواعد التعامل مع اللحوم النيئة ومنتجات الدواجن
أعلاف الدواجن.. أفضل 5 بدائل طبيعية للعلائق المُركزة
البكتيريا النافعة.. فوائدها وأنواعها وسبل الاستفادة