البصمة المائية هي معادلة حسابية معقدة، يتم إجراؤها للوقوف على حجم ونسبة استهلاك المياه، اللازمة لاستمرار حياة المحاصيل الزراعية والكائنات الحية، وهو الأمر الذي يُعطي صورة مُتكاملة عن حجم احتياجاتنا المائية سنويًا، والمحاصيل التي يُمكن الاستعاضة عنها، ببدائل أقل استهلاكًا، في ضوء ندرة الموارد المائية، التي تُعاني منها أغلب دول العالم في الوقت الحالي.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور شريف الشرباصي – المدير العام السابق للمعمل المركزي للنخيل – باستفاضة عن البصمة المائية للبلح، مُقارنة بغيرها من المحاصيل الزراعية ومشروعات الإنتاج الحيواني، والفوائد الاقتصادية الناجمة عنها، طبقًا لمفاهيم الزراعة الحديثة.
البصمة المائية للنخيل.. وحقائق علمية أخرى
في البداية كشف الدكتور شريف الشرباصي عن البصمة المائية للبلح،والتي توضح أن إنتاج الكيلو جرام الواحد، يستدعي استهلاك قُرابة الخمسمائة لتر “500 لتر” من المياه، موضحًا أن هذا الرقم قد يُمثل هاجسًا مُزعجًا بالنسبة لغير المُتخصصين، فيما الحقيقة العلمية تؤكد عكس ذلك تمامًا.
وأوضح المدير العام السابق للمعمل المركزي، أن البصمة المائية للبلح تكشف بما لا يدع مجالًا للشك، بأنها الأقل استهلاكًا للمياه، مُقارنة بما سواها من الحاصلات الزراعية، ومشروعات الإنتاج الحيواني الأخرى، والتي تُمثل جميعها سلة الغذاء الضرورية لاستمرار حياة الإنسان.
البصمة المائية لبعض المحاصيل الزراعية
وألقى الدكتور شريف الشرباصي الضوء على البصمة المائية للبلح وباقي الحاصلات الزراعية ومشروعات الإنتاج الحيواني الأخرى، للتدليل على أنها الأقل استهلاكًا للمياه، مُقارنة بمعدلات الإنتاج لكل 1 كجم/ لتر، والتي لخصها في الجدول التالي:
– إنتاج 1 كجم من البلح يحتاج 500 لتر من المياه
– إنتاج 1 كجم من الليمون يحتاج 700 لتر من المياه
– إنتاج 1 كجم من الموالح يحتاج 750 لتر من المياه
– إنتاج 1 كجم من الزيتون يحتاج 1.2 ألف لتر من المياه
– إنتاج 1 كجم من القمح يحتاج 1.5 ألف لتر من المياه
– إنتاج 1 كجم من الأرز يحتاج 2.5 ألف لتر من المياه
– إنتاج 1 كجم من الشعير يحتاج 3 آلاف لتر من المياه
موضوعات ذات صلة:
أمراض الطماطم الفطرية والبكتيرية.. سُبل مُقاومة إصابات العروة الصيفية المتأخرة
البصمة المائية لبعض مشروعات الإنتاج الحيواني
وفيما يخص مشروعات الإنتاج الحيواني قدم “الشرباصي” بعض النماذج منها وكانت كالتالي:
– إنتاج 1 كجم من لحوم الدواجن يحتاج 5 آلاف لتر من المياه
– إنتاج 1 كجم من لحم الماعز يحتاج 8 آلاف لتر من المياه
– إنتاج 1 كجم لحم بقري يحتاج 18 ألف لتر من المياه
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
الهدف الأساسي من التعرف على البصمة المائية للمحاصيل ومشروعات الإنتاج الحيواني
وأوضح المدير العام السابق للمعمل المركزي للنخيل أن الغرض الأساسي للتعرف على البصمة المائية للمحاصيل الزراعية ومشروعات الإنتاج الحيواني، هو انتخاب الأصناف الأفضل للاستمرار في زراعتها أو تربيتها، لإدارة مواردنا المائية بأفضل شكل مُمكن، والحفاظ عليها للأجيال القادمة طبقًا لمفاهيم التنمية المُستدامة.
ولفت “الشرباصي” إلى أن المُقارنات الرقمية التي يُجريها المُتخصصون ليس الغرض منها هو الوقوف على حجم استهلاك المياه فقط، وإنما الوصول لأفضل البدائل الغذائية المُتاحة لتوفير العناصر الأساسية اللازمة لحياة الإنسان، علاوة على حجم المكاسب الاقتصادية المُتوقعة من كل محصول زراعي أو مشروع إنتاج حيواني على حدة، لإقرار الأصناف التي يتوجب الحفاظ عليها، وما يمكن الاستعاضة عنه بنوع آخر.
إقرأ أيضًا:
إكثار تقاوي الخرشوف في 8 خطوات وأبرز الأخطاء الشائعة
الفوائد الاقتصادية لزراعة النخيل وإنتاج التمر بالأرقام
شدد الدكتور شريف الشرباصي على أهمية زراعة النخيل، موضحًا أن الأمور لا يُمكن قياسها بحجم استهلاك المياه فقط، وإنما تمتد الرؤية لتشمل حجم المكاسب الاقتصادية والفوائد الغذائية التي يُمكن الحصول عليها منه، ضاربًا المثال بإنتاج السكر من 1 كجم تمر، والذي يصل إلى 750 جرام، بما يساوي 9 جنيهات بسعر السوق الحُر.
وواصل “الشرباصي” شرحه لمزايا التمر وفوائد الاقتصادية، موضحًا أن الكيلو جرام الواحد من التمر يحوي أملاح معدنية تصل قيمتها إلى 90 جنيهًا، والأمر عينه ينطبق على الفيتامينات وهرمونات الخصوبة، والتي تصل إلى آلاف الجنيهات، وهي الأرقام التي تثبت بما لا يدع مجالًا للشك، حجم المكاسب والمزايا التي يتمتع بها هذا المحصول الاستراتيجي، والأهمية القصوى التي تحتم الاستمرار في زراعة النخيل.