دور البروبيوتك بكتريا على صحة الانسان هذا ما أوضحته الدكتورة نهلة عبدالفتاح البستاني رئيس بحوث بقسم الأغذية الخاصة والتغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية في مقال علمي ينشرة موقع قناة مصر الزارعية.
أن مصطلح البروبيوتك Probiotic مأخوذ من اللغه اللاتينيه ويعني لأجل الحياة for the life وهو عكس مصطلح المضادات الحياتيه Antibiotic والذي يعني ضد الحياة against life والبروبيوتك أو البكتريا النافعة عبارة عن تجهيز الإنسان وحيوانات المزرعة مزارع ميكروبية حيه سواء أكانت بكتريا او خمائر أو أعفان لتقوم هذه الاحياء بالاستيطان على الخلايا الطلائية المبطنة للقناة الهضمية وبالتالي غلق المستقبلات Receptors الموجودة على جدران هذه الخلايا بالشكل الذي يمنع وصول الميكروبات المرضية لهذه المستقبلات وبالتالي تسهيل أقصائها إلى الخارج ومنع تأثيراتها المرضية على الجسم والتي تعني قدرة الميكروبات المفيدة في التنافس مع الميكروبات الضارة في أحتلال المستقبلات الموجودة على خلايا الجهاز الهضمي وبالتالي تسهيل عملية أقصائها وطرحها للخارج مع الفضلات. تحتوي الأمعاء الغليظة في جسم الإنسان الطبيعي والسليم من الأمراض على حوالي 100 تريليون من البكتيريا النافعة، لأن ثمة تقريباً 10 أنواع من البكتيريا الصديقة في الجسم لكل خلية حية واحدة في جسم الإنسان. وتعيش البكتيريا تلك وتتكاثر لتساعد جهاز مناعة الجسم على محاربة الأمراض ومنع تكاثر الميكروبات الضارة. بالاضافة تنتج للجسم كمية مهمة من فيتامين «K » وغيره. وتسهم في منع تأثير المواد الضارة على القولون ووظائفه كي لا تظهر أعراض الإسهال أو الإمساك أو كثرة الغازات، وغيرها من الفوائد.
وأوضحت “البستاني في مقالها عن البروبيوتك بكتريا ودورها على صحة الإنسان أن الأبحاث الحديثة تؤكد علي استخدام الكائنات الدقيقة المفيدة للإنسان وخاصة بكتريا حمض اللاكتيك مثل Bifidobacteria وإدخالها ضمن مكونات البادىء، وميكروبات حمض اللاكتيك هي معروف في الغالب لاستعمالها الواسع الانتشار في تحضير الأطعمة المتخمرة ومنتجات الطعام لتحسين الطعم والقوام وزيادة مدة حفظ الأغذية والمحافظة علي الصحة مثل منتجات الألبان(اللبن الرائب والزبادي والجبن) .
وأشارت “البستاني” في مقالها البروبيوتك بكتريا ودورها على صحة الإنسان إلى أنه إذا كانت الأبحاث قد ركزت واهتمت منذ الثمانينات بصفة أساسية علي جنس lactobacillus وخاصة النوع acidophilus إلا أنه مؤخرا تم الاهتمام بهذه الأجناس بصورة أكبر ومنذ أخر الثمانينات فقط تم الاهتمام بصورة كبيرة باستخدام جنس Bifidobacterium في الغذاء وما لها من دور مهم جدا في إحداث بعضا من التأثيرات الداعمة للحيوية probiotic action وهذه سيتم إيضاحها بإيجاز فيما يلي :-
1- التغلب على ضعف امتصاص اللاكتوز lactose malabsorption
ينشأ ضعف امتصاص وهضم سكر اللبن اللاكتوز لانخفاض أو ضعف أو فقد النشاط الإنزيمي المختص بهضم سكر اللاكتوز ( B- galactosidase ) Lactase system في القناة الهضمية للإنسان مما يسبب الاضطرابات المعوية والإسهال . وقد يربو على نصف سكان العالم غير قادرين على الهضم و الامتصاص الأمثل لللاكتوز ولعله من المعروف أن متبقيات اللاكتوز في الألبان المتخمرة يمكنها أن تحفز السلالات الميكروبية الداعمة للحيوية لإنتاج إنزيمات B-galactosidase كما إنها تقلل من ظاهرة الحساسية لللاكتوز .
2-التضاد مع التلوث المعوي intestinal infections
وبينت “البستاني” في مقالها عن البروبيوتك بكتريا ودورها على صحة الإنسان اهتمام الباحثين بصورة كبيرة باستخدام التدعيم الحيوي probiotic سعيا وراء الحد أو إيقاف التلوث المعوى ولعل ظهور أعراض الإسهال المصاحب لاستخدام المضادات الحيوية هي من أهم النقاط البحثية التي تتطلب دعما حيويا لعلاجه ، ، خاصة ما تم ملاحظة كفاءة استخدام الخمائر مثل Saccharomyces boulardii في توليفات مع المضادات الحيوية مقارنة باستخدام المضادات الحيوية بمفردها أعطيت مؤشرا جيدا لوقف حدوث الإسهال المصاحب لاستخدام المضادات الحيوية ولقد تم تأكيد تلك الظاهرة بحثيا وبواسطة وعلي نحو أخر أظهرت تلك الخميرة عند استخدامها مع المضادات الحيوية تفوقا ملحوظا تجاه معالجة أو وقف نشاط ميكروب Clostridium difficle مقارنة أيضا باستخدام المضادات الحيوية بمفردها هذا ولقد اثبت التجارب البحثية بأن تناول الألبان المحتوية علي Lactobacillus acidophilus and bifidobacterium spp كانت طريقة فعالة جدا لوقف العديد من أنشطة التلوث الميكروبي مثل التلوث بالـCandida وأثرت بصورة واضحة أيضا على ظاهرة الإسهال المصاحب للمضاد الحيوى.
3- ضعف وإخماد السرطانات Supperssion of cancer
وقالت الباحثة في مقالها الذي جاء عنوانه البروبيوتك بكتريا ودورها على صحة الإنسان إنه إذا كانت الإبحاث قد اقترحت أن زيادة استهلاك الدهون المشبعة تزيد من احتمالات سرطان القولون فإنه أيضا من المؤكد عدم ثبوت نجاح التجارب بصفة قاطعة عند استخدام تجارب الدعم الحيوي تجاه السرطان على مستوى الإنسان ، ولكن بعض التجارب البحثية التي أجريت على الحيوان بتقديم وجبات غذائية لها تحتوي على مزارع ميكروبية Bifidobacterium longum عملت على إخماد وعدم تكوين المواد المسؤولة عن سرطان القولون. ولقد تم تأكيد هذا النهج في تجربة اخري باستخدام سلالة من Bifidobacterium longum بالإضافة إلى الأنيولين حيث خفضت من احتمالات الإصابة بالسرطان.
4 –الإقلال من أمراض القلب التاجية Coronary heart disease
من المعروف أن هناك علاقة ما بين مستويات الكوليسترول في البلازما وما حدوث أزمات القلب التاجية رغم أن هذه العلاقة لم تتضح معالمها بصورة واضحه وعليه فعند قياس مستوى L.D.L cholesterol التي قد تكون مؤشر لمثل تلك الأمراض فلقد وجد أن التغذية اليومية بمعدل 125 مل من لبن داعم للحيوية probiotic milk عمل علي تقليل الكوليسترول من النوع L.D.L. في السيرم وكذلك كولسترول السيرم الكلي.
5- المساعدة على الهضم Digestive aid
من المؤكد أن الأغذية الداعمة حيويا تساعد في هضم مكونات الغذاء وهي ترجع بصفة أساسية إلي معدلات تواجد السلالات الميكروبية في الغذاء نفسه وقدرتها على تحليل البروتين أو الدهن إنزيميا بحسب مقال “البستاني” عن البروبيوتك بكتريا ودورها على صحة الإنسان .
6 -الحث المناعي Immune stimulation
وقالت “البستاني” في مقالها عن البروبيوتك بكتيريا وصحة الإنسان إن من أمتع واكثر المواضيع تشويقا لفعل الأغذية الداعمة حيويا تجاه الحث المناعي . ففي تجربة أجريت على الإنسان Human trial حيث تم تغذية 24 حالة على 450 جرام من الزبادي يوميا لمدة 4 شهور أظهرت نتائجها زيادة معنوية في إنتاج المركب المناعي y-interferon مما سيشجع البحث العلمي مستقبلا على إيجاد العلاقة المناعية ومركباتها المختلفة بالدعم الحيوي.
أهم الصفات للسلالات الداعمة حيويا
1- القدرة على البقاء في الظروف الحمضية للمعدة بمعدل عال .
2- القدرة على مواجهة العصارة الهاضمة ( ومن أهمها الإنزيمات المحلله لجدر الخلايا مثل Lysozyme وكذلك الأجسام المضادة ) ونواتج الهضم الذي قد يكون مثبطا لها مثل الفينولات .
3- القدرة علي تحمل المضادات الحيوية أو مضادات النمو المفرزة طبيعيا من الميكروبات المراد مقاومتها .
4- حساسية تلك السلالات تجاه أملاح الصفراء للإثنى عشر حيث يجب أن يتحملها وتعمل على تحللها إلى أحماض صفراء حرة .
5- إنتاجيتها للأحماض العضوية ذو التأثير السام تجاه البكتريا الممرضة مثل حمض الخليك واللاكتيك وإن كان الخليك أكثر تميزا في تضاد الميكروبات الممرضة .
6- أن يكون معدل التصاق وتجاذب عالي مع الخلايا الطلائية في الأمعاء بواسطة مستقبلات لدي الخلايا وجدر الخلايا الطلائية ومن ثم حدوث التأثير المضاد للميكروبات الممرضة .
7- القدرة على التواجد بكفاءة حيوية عالية حيث يجدب أن يتم تواجد تلك السلالات بعدد لا يقل 10 5 – 10 7 خلية حية لكل مل وهذا يحدث باستمرارية تناول تلك الأغذية الحاملة لتلك السلالات .
8- الحث المناعي من أهم صفات تلك السلالات حيث أن الحث المناعي للجهاز المناعي مرتبط بتكوين أو زيادة تواجد المركبات المناعية مثل Globuline لإحداث ما يسعى بالاستجابة المناعية Immune response للقضاء علي البكتريا الممرضة .
9- أن تكون أصول تلك السلالات من طراز إنسانية لها قدرة التأقلم مع الجسم
-المواد المنشطة للفعل الداعم للحيوية أو محفزاتها prebiotics
أن حيوية الخلايا البكتيرية في الأغذية والتي تعمل على الدعم الحيوى في القناة الهضمية تكون متفاوتة لذلك فالمواد المنشطة أو المحفزة للدعم الحيوي تعرف بالـبريبيوتك prebiotics وهي من الاتجاهات البحثية المطروحة حاليا لزيادة الفعل الداعم للحيوية وعليه فقد عرف المدعمات الحيوية بأنها ( المكونات الغذائية غير القابلة للهضم والتي تؤثر إيجابيا على حث القولون المحتوى على السلالات الميكروبية الداعمة حيويا على تنشيط تلك السلالات ) ويشترط في تلك المواد المدعمة للحيوية أن لا يحدث لها هضم ولا تكسير فى المعدة ولا تمتص من خلال القناة الهضمية كما يكون لها قدرة علي أن تتخمر اختياريا بالبكتريا المتواجدة بالقولون وأن يكون لها تأثير صحي من خلايا الكائن الحى.
ومن أشهر المواد التي أظهرت القدرة على إنها prebiotics (fructooligosacchrides,glucooligosacchride,galactooligosacchride ,..)
وهناك نوع آخر من أشهر البريبيوتك وهو الأنيولينinulin type fructans خاصة وأن المقدرة على تخمر الأنيولين من قبل Bifidobacterium كانت ملاحظة دون السكريات الآخرى. لذلك أصبح من السكريات التفريقية لجنس Bifidobacterium بحيث أصبح هناك ما يسمى bifidogenic effectوهي قدرة تلك السلالة علي تخمر تلك السكريات وهذه الصفات أو النتائج قد تم تأكيدها خلال التجارب على الإنسان.ومن الأطعمة الغنية بالبريبيوتك مثل ريبوسومات نبات الطرطوفة, جذور نبات الشيكوريا,الخرشوف,الحبوب الكاملة,الكرات,البصل.
أهمية تناول الجبن و البروبيوتك بكتريا على صحة الإنسان
وبحسب مقال “البستاني” عن البروبيوتك بكتريا ودورها على صحة الإنسان فإن هناك نتائج تؤكد أن الجبن ربما هو أفضل منتج من مجموعة مشتقات الألبان لحمل البكتيريا غير الضارة أو ما يُسمي «بروبايوتك إلى أنواع المنتجات الغذائية وخاصة مشتقات الألبان المحتوية على البكتيريا ابتغاء فوائد تناولها على الجهاز الهضمي ومناعة الجسم. ويظل الكثيرون يسألون عن جدوى تناول البكتيريا غير الضارة التي اتسع نطاق الحديث عنها وتتوفر اليوم في عدد من منتجات مشتقات الألبان وتتحدث بحماسة العديد من المصادر الإنتاجية عن جدواها في تخفيف أعراض الجهاز الهضمي وفي رفع مستوى مناعة الجسم، وصدرت حولها العديد من الدراسات الطبية المشجعة لتناول الجبن ويحتوي الجبن على سلالات بكتيرية غير ضارة مثل
»البكتيرية غير الضارة وهي لاكتوبسيلاي أسيدوفيلس Lactobacillus acidophilus وبيفيدوبكتيريم لاكتس Bifidobacterium lactis ولاكتوبسيلاي كاسي Lactobacillus casei .
والنتائج أظهرت أن الجبن المتضمن لهذه الأنواع من البكتيريا النافعة يتميز بمجموعة من النقاط الإيجابية أهمها قدرته على توفير كميات جيدة من البكتيريا هذه مقارنة بمشتقات الألبان الطازجة كاللبن الرائب أو الزبادي، والسبب أن درجة حمضية الجبن أقل مما يُعطي فرصة أكبر لنموها في ذلك الوسط الأكثر قلوية.
اقرأ أيضا
د.نهلة البستاني تكتب عن هشاشة العظام والتغذية
د. هيام الصاوي تكتب عن خطر الديوكسين على الصحة
د.أسامه الشيخ يكتب عن تعظيم الإستفادة من مخلفات فاكهة الرمان
لا يفوتك
كيفية المحافظة على الوزن في فصل الشتاء