البرسيم رأس مال الفقراء واحد من أهم المحاصيل الاقتصادية للمُزارعين، لما له من فوائد عديدة للتربة، حيث يمدها بالعناصر الغذائية الهامة، علاوة على استخدامه كعلف أخضر للثروة الحيوانية، ما يجعله ذا قيمة عالية للعاملين بالنشاط الحقلي، بالشكل الذي يستدعي حمايته ووقايته من الأمراض، وبخاصة تلك التي تنشط في فصل الشتاء، بسبب انخفاض درجات الحرارة وموجات الصقيع التي تُهب خلال هذه الفترة.
وخلال حلوله ضيفًا على سامح عبد الهادي مُقدم برنامج “مصر كل يوم”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المُناخ والنظم الخبيرة، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن = البرسيم، والإجراءات الوقائية الواجب اتباعها لحماية هذا المحصول الاستراتيجي والاقتصادي الهام.
البرسيم وأزمة تأخر “وش المحصول”
في البداية تحدث الدكتور محمد فهيم عن محصول البرسيم، مؤكدًا أنه أحد النباتات التي لا تتحمل درجات البرودة العالية، وموجات الصقيع التي تهب من وقت لآخر خلال فصل الشتاء، الذي يشهد حاليًا أسوأ أحوال الطقس التي مرت بها البلاد على مدى السنوات الأخيرة.
ولفت رئيس مركز معلومات تغير المُناخ والنظم الخبيرة إلى أن انخفاض درجات الحرارة يؤدي لتأخر “وش المحصول”، بعد إجراء عملية “الحش”، والتي قد تطول لمدد طويلة، مٌشيرًا إلى أنه يتأخر لفترات قد تصل إلى عشرين يومًا كاملة، ما يخلق أزمة كبيرة للمزارعين، نتيجة عدم وجود مخزون استراتيجي يمكن الاعتماد عليه كبديل في تغذية الدواب والماشية التي يقوم بتربيتها.
نصائح هامة لمزارعي البرسيم
وجه الدكتور محمد فهيم عددًا من النصائح للمزارعين، للتغلب على إشكالية انخفاض درجات الحرارة، والتي قد تتسبب في أزمة كبيرة لقطاع عريض من صغار المُربين، نتيجة تأخر “وش المحصول” والذي يستخدموه كعلف أخضر للماشية التي يقومون بتربيتها، كنشاط اقتصادي موازي للزراعة.
وشدد فهيم على عدم ترك محصول البرسيم دون ري حتى يصل إلى درجة الجفاف، مؤكدًا خطورة هذا الخطأ الذي يقع فيه بعض المُزارعين دون درايه بتبعاته على إنتاجية الأرض، والآثار السلبية المُترتبة عليه بالنسبة للمزروعات.
موضوعات قد تهمك:
الشبورة والصقيع.. أهم الإجراءات الواجب اتباعها وأبرز النصائح لحماية المحصول
أهم المعاملات الزراعية والتسميدية خلال انخفاض درجات الحرارة
أكد الدكتور محمد فهيم على ضرورة استخدام السوبر فوسفات خلال فترة انخفاض درجات الحرارة وبعد الحش مُباشرة، على أن يكون ذلك وفق آلية مُحددة ومُنضبطة، تُراعي الالتزام بالسُبل العلمية السليمة، بما يحافظ على نمو النبات.
وشدد فهيم على ضرورة استخدام السوبر فوسفات المُحبب “شيكارتين للفدان” بعد الحش مُباشرة، على أن يتم الري في اليوم التالي، موضحًا أن هذا الإجراء يؤدي لتدفئة التربة، بالشكل الذي يُحدث التوازن المُطلوب للأرض والمحصول، ويعادل درجات الحرارة المُنخفضة التي نشهدها في هذه الأيام.
لا يفوتك.. دور المركز القومي للأغذية والأعلاف في مراقبة الجودة والرقابة
عالي الفوسفور وتوقيت استخدامه لتسميد البرسيم
قدم الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المُناخ والنظم الخبيرة، عالي الفوسفور باعتباره أحد الحلول الناجحة في تسريع وتيرة نمو محصول البرسيم، التي تنخفض معدلاته متأثرةً بنوبات الصقيع التي نشهدها هذه الأيام، موضحًا أنه يجوز استخدامه بعد أسبوعين من إجراء عملية “الحش” كإجراء استثنائي بمعدل 2 شيكارة للفدان مع كل رية للأرض.