البرامج التسميدية الصحيحة تُمثل نقطة الارتكاز الرئيسية، للدفاع عن حياة النبات ضد التغيرات المناخية وتقلبات الطقس، والتي تستمد سمات قوتها من توافر العناصر الأساسية، اللامة لمُقاومة الانعكاسات السلبية الناجمة عن الارتفاع المُطرد، والانخفاض الشديد في درجات الحرارة.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور ياسر عبد الحكيم – الأستاذ المُساعد بمركز بحوث الصحراء، المُستشار العلمي لمشروع مُستقبل مصر – ملف البرامج التسميدية المُنضبطة وعلاقتها بحياة النبات بالشرح والتحليل، مُقدمًا الوصفة السحرية للتغلب على ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة وتقلبات الطقس.
البرامج التسميدية والتغيرات المناخية
في البداية تحدث الدكتور ياسر عبد الحكيم عن نقطة بالغة الأهمية، تتضح فيها العلاقة بين اكتمال المنظومة الحاكمة لنجاح الموسم الزراعي، والتي قسمها لثلاثة ركائز رئيسية:
1. اختيار توقيت الزراعة السليم
2. الاعتماد على بذور وتقاوي مُعتمدة وأصناف مُقاومة للتغيرات المناخية
3. تنفيذ البرامج التسميدية الصحيحة والمُعاملات الزراعية المُنضبطة
وأوضح المُستشار العلمي لمشروع مُستقبل مصر أن وجود العناصر الثلاثة السابقة، يصب في صالح زيادة قوة النبات، والتي تتجلى في امتلاكه لفجوة عُصارية قوية، تُعزز قدرته على مُجابهة التغيرات المناخية الحادة، وتذبذب درجات الحرارة “صعودًا وهبوطًا”، دون حدوث أي مُضاعفات تؤثر على إتمام مراحل نموه بشكل سليم.
الفجوة العصارية وعلاقتها بصحة النبات
كشف الدكتور ياسر عبد الحكيم عن مدى أهمية الفجوة العصارية، موضحًا أنها تُمثل مخزن الطاقة الداخلية الخاصة بالنبات، والتي تُشكل حائط صد منيع، ضد تحولات البيئة الخارجية المُحيطة به، ومصدر الوقود اللازم لإتمام مُعاملاته الحيوية، دون زيادة مُعدلات الهدم الداخلية، التي قد تؤدي لهلاك وخسارة المحصول.
وسلط الأستاذ المُساعد بمركز بحوث الصحراء الضوء على أهمية الفجوة العصارية، موضحًا أنها تتلقى كافة نواتج عملية البناء الضوئي على مدار حياة النبات، لتكون بمثابة المُتكأ الذي يُمكن الاستناد عليه، ضد الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وما يترتب عليه من ارتفاع مُماثل في مُعدلات التنفس وحرق الطاقة، وفقدان المياه المخزونة داخله، والأمر عينه أثناء موجات الصقيع، والتي قد تؤدي لتجمد العصارة الداخلية ومن ثم انفجار الخلايا وهلاك النبات.
موضوعات قد تهمك
محصول الفول.. التوصيات الفنية والأصناف المُوصى بها للزراعة الفردية والتحميل
محصول الطماطم.. فوائد “كمر البذور” لتجاوز مخاطر انخفاض درجات الحرارة
البرامج التسميدية وعلاقتها بالفجوة العصارية
أوضح أن تنفيذ البرامج التسميدية المُنضبطة، يؤدي لامتلاك تلك الفجوة العصارية لنسبة كبيرة من نواتج عملية البناء الضوئي، ما يُعزز قدرة خلايا النبات على الاحتفاظ بنسبة أكبر من المياه، بسبب ارتفاع الضغط الاسموزي الخاص بها.
وشدد على أن الحائل الوحيد دون هلاك النبات، يتمثل في قوة الفجوة العصارية، وما يترتب عليها من احتفاظه بأكبر قدر من المياه داخل الخلايا، وهي الطريقة الدفاعية الوحيدة التي يمتلكها للدفاع عن استمرار دورة حياته بشكل طبيعي دون أي عقبات.
مُعادلة التسميد والبناء الضوئي والفجوة العصارية
واصل “عبد الحكيم” شرحه لفوائد إتمام المُعادلة الحاكمة لنجاح زراعة أي محصول، والتي تعتمد على توقيت الزراعة الصحيح، والأصناف عالية الجودة والمُقاومة، والبرامج التسميدية الصحيحة، مؤكدًا أنها تضمن تواجد أعلى نسبة “ذائبات”، من نواتج عملية البناء الضوئي داخل الفجوة العصارية، ما يؤدي لامتلاك نسبة أكبر من المياه داخل خلايا النبات، ما يحول دون فقدانها بسبب ارتفاع أو انخفاض حرارة البيئة الخارجية، وبالتبعية إتاحة فُرصة أكبر لإتمام دورة حياته بشكل صحيح.
4 عناصر لمُقاومة أثر التغيرات المناخية
كشف الدكتور ياسر عبد الحكيم عن أهم العناصر التي تلعب دورًا فاعلًا للحيلولة دون الأثر السلبي للتغيرات المناخية، والتي حصرها في الأربع مواد التالية:
1. البوتاسيوم
2. الكالسيوم
3. الفوسفور
4. السيليكون
روشتة التغلب على التغيرات المناخية
قدم المُستشار العلمي لمشروع مُستقبل مصر روشتة التغلب على “التغيرات المناخية”، والتي تتكون من العناصر الرئيسية السابق ذكرها بالمُقننات التالية:
– 3سم سيليكات بوتاسيوم
– 8 جرام سماد مُركب أحادي سلفات البوتاسيوم
– 2سم مركب كالسيوم بورون
وتخلط هذه المقادير لكل لتر مياه، وترش مرة كل ثلاثة أيام قبل هبوب موجات الحرارة الزائدة، أو نوبات الصقيع شديدة البرودة، والتي يتم التنبؤ بها في النشرات الجوية، وبرامج أحوال الطقس، ما يُحتم ضرورة مُتابعتها بشكل دائم، تحسبًا لأي تغير طارىء يفرض استخدام هذه التوليفة الوقائية.
شروط نجاح الرشة الوقائية
أوضح أن الشرط الأساسي كيما تؤتي هذه المواد الأربعة الأثر المرجو منها، هو انتقاء أصناف تتحمل العقد في درجات الحرارة “المُرتفعة أو المُنخفضة”، مع اختيار التوقيت الأمثل لزراعتها، وتنفيذ البرامج التسميدية المُوصى بها بشكل صحيح.
إقرأ أيضًا
محصول القمح.. مخاطر التسميد بعد “السدة الشتوية”
محصول الطماطم.. مخاطر ارتفاع نسبة الحموضة وأجود الأراضي الصالحة للزراعة
لا يفوتك