البذور والتقاوي هي محور نجاح الموسم الزراعي من عدمه، ما يستدعي التعامل معها بأعلى درجات الوعي والانضباط، لتحقيق المستهدف من زراعتها، والوصول لأعلى درجات الإنتاجية الممكنة، وهي المسألة التي تستدعي تسليط المزيد من الضوء، والاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين، للتعريف بأهم معاييرها واشتراطاتها.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد طه زلمة – أستاذ مساعد بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف مبادئ وممارسات تخزين التقاوي بالشرح والتحليل.
البذور والتقاوي
تعريفات هامة
في البداية فرق الدكتور محمد زلمة بين ثلاث مصطلحات هامة، فيما يخص التقاوي وهي:
حيوية البذور
يقصد به ما تحويه البذرة من جنين حي قادر على الإنبات، لفترة زمنية معينة، ومواصلة دورة حياته بشكل سليم، وصولًا لإنتاج شتلة طبيعية، وبتعريف آخر هي كمية البذور الحية في أي عينة أو إرسالية قادمة إلى البلاد.
قوة البذور
يقصد به مجموعة الخصائص الفسيولوجية، التي تتحكم في قدرة الجنين على الإنبات، تحت مختلف الظروف البيئية والمناخية المتاحة سواء كانت في صورتها الطبيعية أو بشكل معاكس، والذي يعبر عن مدى تماثل النمو والتكشف الحقلي، وإمكانية تخزين البذور، ومدى قوتها ونشاطها داخل المخزن
جودة البذور
وأوضح أن التعريفان الأول والثاني “الحيوية والقوة”، يندرجان تحت مظلة التعريف الثالث والخاص بـ”جودة البذور”، والذي يضمهما معًا، ويعبر عن الحالة الفسيولوجية للبذور.
أهمية الجنين
لفت الأستاذ المساعد بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، إلى أنه وبالرغم من كون “الجنين” لا يشغل سوى من 1 إلى 2% من وزن البذرة، إلا أن هذه النسبة تعد هي الشغل الشاغل، والجزء الأهم في العملية الزراعية برمتها، نظرًا لانعكاساتها – سلبًا وإيجابًا – على حجم الإنتاجية والجودة المتوقعة.
وأكد أن بعد اكتمال عملية الإخصاب، يكون الجنين قادر على الإنبات مباشرة – بدرجات متفاوتة – أثناء وجود الأزهار على النبات الأم، موضحًا أنه يصل لأقصى قدرة له، عند مرحلة النضج الفسيولوجي.
وكشف “زلمة” أن آخر مرحلة تكوين المادة الجافة بالبذور، يليها الدخول في مرحلة تدهور الجنين وهو لم يزل على النبات الأم، وذلك بعد تمام النضج الفسيولوجي.
ممارسات حصاد وتخزين التقاوي
تطرق الأستاذ المساعد بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية إلى الإجراءات الواجبة بعد الوصول لتمام النضج الفسيولوجي للبذور وهي على النبات الأم، والمعروفة باسم “ممارسات حصاد وتخزين التقاوي”.
وأشار إلى أن الهدف الأسمى لممارسات “حصاد وتخزين التقاوي” هو الحفاظ على حيوية وقوة ونشاط الجنين، للوصول لأعلى درجات الإنبات، عند الزراعة في الموسم التالي، والتي تنعكس بالتبعية معدلات الإنتاجية المتوقعة.
شاهد..
موضوعات قد تهمك..
الريم على الأرز.. موعد ظهور الإصابة وإجراءات المكافحة المعتمدة
إنبات بذور القمح.. الطريقة المُثلى لزراعة التقاوي داخل المعمل