إنتاج التقاوي واحدة من الملفات الهامة، التي أولتها الدولة ووزارة الزراعة اهتمامًا خاصًا، لكونها واحدة من ركائز سد الفجوة الغذائية، ولتقليل حجم الإنفاق على استيراد السلع الغذائية من الخارج بالعملة الصعبة، وهي المسألة التي تناولتها الدكتورة الدكتورة عبير عبد العاطي أحمد – الأستاذ المساعد بقسم تكنولوجيا البذور في معهد المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية – بالشرح والتحليل، خلال حلولها ضيفةً على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
استراتيجيات تطوير التقاوي
في البداية تحدثت الدكتورة عبير عبد العاطي عن دور قسم تكنولوجيا البذور كجهة بحثية، تركز على تطوير التقاوي وزيادة معدلات إنتاجيتها، من خلال إجراء اختبارات وتوصيفات للبذور، وفرقت بين دور القسم ودور إدارة فحص واعتماد التقاوي، التي تعتبر جهة تنفيذية وتشريعية، متطرقًا للحديث عن المبادرة الجديدة، التي تهدف إلى تمكين المزارعين من اكتشاف جودة التقاوي بأنفسهم من خلال اختبارات بسيطة.
واستعرضت “عبد العاطي” بعض الاختبارات البسيطة التي يمكن أن يجريها المزارع، للتأكد من مدى نقاوة وصلاحية التقاوي، مثل اختبار وجود بذور حشائش أو شوائب في العينة، والتأكد من تجانس لون البذور، وحالتها الفيزيائية مثل “الكسور أو الضمور”، مشيرًا إلى أهمية اختبار الرطوبة، كأحد الاختبارات المهمة، التي يمكن أن يجريها المزارع عبر تقييم نسبة الرطوبة في البذور، حيث إن ارتفاع الرطوبة يؤدي إلى نمو الحشرات والأمراض ويقلل من جودة التقاوي.
الاختبارات وأهميتها في تحسين جودة التقاوي
انتقلت الأستاذ المساعد بقسم تكنولوجيا البذور بعد ذلك للحديث عن أهمية البحث العلمي في مواجهة التغيرات المناخية وتأثيرها على المحاصيل، موضحةً أن الاعتماد على البحث العلمي في مجال التقاوي يمثل بارقة الأمل، لتطوير أصناف تقاوي قادرة على تحمل التغيرات المناخية، مثل الجفاف أو الملوحة، مشيرةً إلى أن القسم يقوم بإجراء اختبارات متعددة على البذور، ومنها اختبار “الكوليتس”، الذي يقيس مدى تحمل البذور للظروف المناخية القاسية، واختبار التحمل لدرجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة، واختبار الشيخوخة، واختبار التوصيل الكهربي، وهي الاختبارات التي تسهم في كشف مدى مقاومة التقاوي للظروف الصعبة التي قد تواجهها خلال مراحل الزراعة.
وأضافت أن هذه الاختبارات تهدف إلى تحديد المشاكل التي قد تواجه البذور بعد تعرضها لظروف قاسية، وأن دور الباحثين يتجسد في معالجة تلك المشكلات، من خلال التركيز على تحسين الأصناف وتعزيز مستويات مناعتها وتحملها، لافتتةً إلى أن العالم يتجه حاليًا صوب العودة إلى الأصول الوراثية البرية، للنباتات ذات القدرة المرتفعة على التكيف مع البيئة، وذلك نتيجة للتغيرات المناخية التي تؤثر على المحاصيل، ومشيرةً إلى أنها أحد الاستراتيجيات التي تمثل حلولًا مستقبلية لتحسين الأصناف المزروعة حاليًا.
التأثيرات المناخية وأهمية تعديل مواعيد الزراعة
ولفتت “عبد العاطي” إلى أن التغيرات المناخية أصبحت تؤثر بشكل كبير على زراعة المحاصيل في مختلف أنحاء العالم وليس مصر فحسب، ضاربةً المثل بما حدث ببعض الدول الأوروبية، التي شهدت هطول الأمطار لمدة تسعة أشهر، وهو أمر غير مسبوق، في المقابل تزداد درجات الحرارة في دول أخرى، وهو التغير الذي فرض ضرورة البحث عن بدائل وإنتاج تقاوي جديدة، تتحمل هذه الظروف المناخية القاسية.
وأوضحت أن بعض العلماء يلجأون إلى تعديل مواعيد الزراعة كوسيلة لمواجهة التغيرات المناخية، حيث يتم تحديد أفضل توقيت لزراعة المحصول بناءً على الظروف المتوقعة.، لافتةً إلى أن هذا النهج قد أثبت فعاليته في بعض الحالات، مثل زراعة السمسم، حيث أظهرت الأبحاث التي تمت بالتعاون مع زملاء من جامعة القاهرة وكلية العلوم، أن الموعد الثاني لزراعة السمسم كان أكثر نجاحًا من الموعد الأول، رغم أنه لم يكن الموعد الأمثل سابقًا.
مبادرة كشف الغش
تابعت الأستاذ المساعد بقسم تكنولوجيا البذور حديثها بالإشارة إلى واحدة من المبادرة الجديدة، التي تستهدف توعية المزارعين، بببعض الطرق البسيطة، التي تساعد في الكشف عن محاولات الغش، مؤكدةً أن الهدف من هذه المبادرة، هو تعليم المزارعين كيفية قياس مدى صلاحية وجودة التقاوي، من خلال اختبارات بسيطة، مثل اختبار النقاوة والتجانس واللون، بالإضافة إلى فحص مستويات الرطوبة، والتي تحول دون وقوعهم ضحية لمعدومي الضمير، الذين يتاجرون في البذور المغشوشة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
أمراض فول الصويا.. أبرز الفوارق بين «أعفان الجذور» و«الذبول» ومشاكل التقاوي غير المعتمدة
توصيات زراعات القمح المتأخرة وفوائد نقع التقاوي في محلول نترات البوتاسيوم