الانزلاق الغضروفي أحد إصابات العمود الفقري الشائعة بين قطاع كبير من المصريين، وذلك قد يكون مرجوعه للعديد من السلوكات والعادات اليومية الخاطئة، والتي غالبًا ما يكون للأحمال الثقيلة أو وضعية الجلوس دخل كبير فيها، ما يستدعي إلقاء الضوء على مُسبباتها وكيفية تلافيها، وآليات وسُبل التعامل معها وعلاجها.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور وليد البوشي، مُقدم برنامج “الكونسلتو”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور سامح أحمد صقر – أستاذ جراحة المخ والأعصاب، بكلية طب القصر العيني – باستفاضة عن الانزلاق الغضروفي، موضحًا أبعاده وتعريفه، وسُبل الوقاية منه وكيفية التعامل معه على صعيد العلاج والتعافي.
الانزلاق الغضروفي.. تركيب العمود الفقري وأسباب الإصابة
في البداية أرجع الدكتور سامح أحمد صقر أسباب الإصابة بالانزلاق الغضروفي وعرفها بأنها حمل زائد أو تعامل وعادات سلوكية خاطئة، أدت إلى الضغط على العمود الفقري، بشكل أدى لتضييق المساحات بيها، وتعريضها للاحتكاك بشكل يؤدي للشعور بآلام حادة في هذه المنطقة من الجسم.
وأوضح أستاذ جراحة المخ والأعصاب بأن العمود الفقري يتكون من 29 فقرة، تتوزع تبعًا لموقعها “7 عُنقية، 12 صدرية، 5 قطنية، 5 عُجزية، تتصل ببعضها البعض، فيما يفصل بينها الغضاريف والتي تعمل كوسائد أو مفاصل، لتسهيل حركة الجسم بسلاسة دون الشعور بأي ألم.
العمود الفقري.. أقسامه وأبرز الفوارق بينها
ولفت “صقر” إلى وجود بعض الفوارق التي تفصل فيما بين أجزاء العمود الفقري الأربعة المُشار إليها، أهمها مدى قدرتها على الحركة، موضحًا أن الفقرات العُنقية هي الأكثر تحررًا، لتسهيل مُهمة الرأس في الحركة وأداء مهامها بشكل طبيعي، يليها منطقة الفقرات القطنية، ثم الصدرية، والعجزية التي تنفرد بتلاحم فقراتها وعدم قدرتها على التحرك.
لا يفوتك هذا الفيديو.. ارتجاع المريء والكبد الدهني.. الأسباب وطرق العلاج
أكثر المناطق عُرضه للإصابة بأعراض الانزلاق الغضروفي
وأكد الدكتور سامح أحمد صقر أن الفقرات القطنية هي الأكثر عُرضة للإصابة بأعراض الانزلاق الغضروفي، نظرًا لكونها تتحمل العبء نصف وزن الجسم بمفردها، وتتقلص نسب الإصابة في المنطقة العُنقية، التي تتحمل قدرًا أخف من الضغوط، لا يتعدى الستة كيلو جرامات الخاصة بمنطقة الرأس، بينما تندر مُعدلات الإصابة بالنسبة للفقرات الصدرية.
وحصر “صقر” 95% من نسب الإصابة بأعراض الانزلاق الغضروفي في الفقرتين الأخيرتين بالمنطقة القطنية، وبالأخص “الرابعة والخامسة” و “الأولى والخامسة”، والتي تُمثل قاسمًا مُشتركًا في أغلب الحالات المرضية التي تفد على أطباء المخ والأعصاب.
موضوعات قد تهمك:
الكبد الدهني.. 3 مُسببات للإصابة وعلاج وحيد ومشروط “تعرف عليها”
الأعراض الشائعة
فرق أستاذ جراحة المخ والأعصاب بين ثلاثة أنماط من الشكاوى التي يأتي بها المرضى، والتي تكشف إلى حد بعيد كون هذا العرض يندرج تحت بند الانزلاق الغضروفي من عدمه كالتالي:
الشعور بالألم
وهنا تنحصر شكوى المريض في شعوره بآلام تتفاوت شدتها بحسب حالة الإصابة سواء كانت في المنطقة العُنقية “الرقبة أو الذراعين” أو أسفل الظهر والقدمين بمنطقة “الفقرات القطنية”، وهو عرض لا يمكن تجاوزه دون إجراء الاختبارات والأشعة اللازمة.
عدم القدرة على الحركة بشكل سليم
وتتجلى هذه السمة في عدم قدرة المريض على التحرك بشكل سليم أو السيطرة والتحكم في قدميه، ونفس الأمر ينطبق على منطقة الذراعين، ويتمثل في عدم قدرة المُصاب على حمل الأشياء مهما صغر حجمها أو خف وزنها.
عدم التحكم في وظائف الإخراج
لخص الدكتور سامح أحمد صقر هذه النقطة في عدم قدرة المريض على التحكم في البول أو البراز، بداية من شعوره حتى وصوله إلى دورة المياه أو المرحاض، والعكس صحيح إذا ما كان الأمر يتعلق باحتباس البول أو الإمساك.
وأوضح استشاري المخ والأعصاب أن الشكاوى الثلاث المذكورة، يندرج تحتها عشرات الأسئلة التشخيصات، والتي قد تفصل في الكشف عن إصابة المريض بأعراض الانزلاق الغضروفي من عدمه، لافتًا إلى ضرورة انتباه المريض وإجابته بشكل صحيح على جميع الأسئلة التي تُلقى على مسامعه دون تهوين أو تهويل، لتسهيل مُهمة الطبيب في التشخيص، وتوجيه بوصلة العلاج والتعافي في طريقها الصحيح.
إقرأ أيضًا:
الجرثومة الحلزونية.. تعرف على شروط وضوابط بدء مرحلة العلاج
الانزلاق الغضروفي وحقيقة العلاج بالطرق الشعبية
وحذر “صقر” من تهاون الكثير من الحالات مع سلوك القنوات الصحيحة والعلمية للعلاج، واتباع العديد من الطرق الشعبية مثل الحجامة والعصا وغيرها من الأمور الشائعة في المناطق الريفية، والتي قد تؤدي لتفاقم الحالة، قبل الذهاب إلى الطبيب المُختص، كآخر المحطات والحلول التي يلجأ إليها، ما يُصعب مُهمة التعافي والعلاج.