الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية ومنتجات الحيوانية والداجنة، أحد الملفات التي أولتها القيادة السياسية كامل اهتمامها، لتحقيق الأمن القومي الغذائي، وتطبيق مفهوم التنمية المُستدامة بشكل علمي مدروس، ضمن استراتيجية 2030، والتي تسارعت وتيرة تنفيذها، بسبب الأحداث والأزمات العالمية الأخيرة.
وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية مها سميح، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور محمد القرش – المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة – عن جهود ومشروعات الدولة، الرامية إلى تحقيق مفهوم الاكتفاء الذاتي، وتأمين احتياجات المواطنين من السلع الأساسية والمحاصيل والمُنتجات الاستراتيجية.
جهود ملموسة وإرادة حقيقية لتحقيق الاكتفاء الذاتي
وأوضح أن الدولة المصرية خطت خطوات سريعة ومدروسة على طريق تحقيق مفهوم التنمية الزراعية المُستدامة، ما أدى للوصول إلى نتائج مُرضية على أرض الواقع، وفي مُقدمتها الاكتفاء الذاتي من أغلب المحاصيل الزراعية.
ولفت إلى أن الجهود والمشروعات القومية العملاقة التي نفذتها الدولة خلال السنوات السبع الأخيرة، ادت لتحقيق الاكتفاء الذاتي في كافة محاصيل الخضر والفاكهة والدواجن وبيض المائدة والألبان، وتخطي 90% من احتياجاتنا من الأسماك.
طفرة كبيرة في معدلات الاكتفاء الذاتي من قطاعات الإنتاج الحيواني
وأشار “القرش” إلى أن الخطة التي نفذتها الدولة، والتي اعتمدت على ضخ المزيد من الاستثمارات في قطاعات الإنتاج الحيواني، لترتقي بمعدلات الاكتفاء الذاتي من 40% عام 2020، إلى 60% من احتياجاتنا الفعلية بحلول 2022، وهي أرقام لها دلالاتها الإيجابية، التي تؤكد أننا نمضي على الطريق الصحيح.
وأكد أن افتتاح مجمع إنتاج الألبان بمدينة السادات الذي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي بالأمس، والذي يشمل مشروعات للإنتاج الحيواني، والألبان، والمجازر الآلية، تؤكد سعي الدولة وإرادة القيادة السياسية الأكيدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والاعتماد على مُقدراتنا وسواعد أبنائنا في إنجاح هذا الملف على النحو الأمثل.
المحاصيل الاستراتيجية.. “الزراعة” تبعث برسالة طمأنة للمواطنين
وجه المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة رسالة طمأنة إلى الشعب المصري، مُفادها أننا عازمون على تلبية كاقة احتياجاته الأساسية والسلعية، سواء من المنتجات الزراعية أو الحيوانية، موضحًا أن الأزمات المُتلاحقة التي ألقت بظلالها القاتمة على أغلب دول العالم، مثل الجائحة والحرب “الروسية – الأوكرانية”، لم تؤثر على مُخططات الدولة المصرية، لحماية الأمن الغذائي القومي.
موضوعات قد تهمك:
تسجيل التقاوي.. “عابدين” يطرح رؤية جديدة لتقليل مُعدلات الاستيراد
الزراعة التعاقدية وزيادة إنتاجية وحدة المساحة
وضرب “القرش” عدة أمثلة لتوضيح حجم الجهود المبذولة لتنويع المصادر، وتأمين احتياجات السوق والمواطن المصري من السلع الأساسية، وفي مُقدمتها التوسع في زراعة الأقماح والقطن والذرة، والوصول بمُعدلات الإنتاجية وحدة المساحة إلى نسب غير مسبوقة، والتي تزامنت مع اتخاذ حزمة من القرارات المُحفزة وأبرزها الزراعة التعاقدية، ما كان له بالغ الأثر في تحقيق طفرة كبيرة في هذا الملف.
إقرأ أيضًا:
مشروعات إنتاج الألبان.. قواعد تغذية “البقر الحلاب” وأبرز التوصيات والمحاذير
القرش: تطوير البنية التحتية يُعزز قدرة القطاع الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي
أكد “القرش” على أن الاستثمارات الضخمة التي تضخها الدولة القطاع الزراعي، وتطوير البنية التحتية، مثل الطرق والمحاور المرورية الجديدة، ومحطات المياه والكهرباء، وتطوير شبكات الري والصرف الصحي على مستوى جميع مُحافظات الجمهورية، تهدف جميعها لتُعزيز قدراته على التوسع الأفقي، وزيادة مساحة الرقعة الزراعية،.
وأوضح أن تنمية القطاع الزراعي، ترتبط بها تحقيق نهضة اقتصادية ضخمة، ونقلة نوعية في العديد من الصناعات المُكملة مثل الغزل والنسيج، الصناعات الغذائية، وغيرها من المشروعات التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على هذا القطاع، والتي تصب جميعها في صالح تلبية احتياجات المواطن المصري.
ولفت إلى إن بناء محور الضبعة كان أحد المحاور الأساسية التي ارتكزت عليها مشروع الدلتا الجديدة، الذي يستهدف استصلاح 2.2 مليون فدان، و”أنفاق سيناء” التي سهلت استصلاح 500 ألف فدان بهذه المنطقة، والأمر عينه بالنسبة لافتتاح محطات الكهرباء الجديدة، التي تُمثل بنية تحتية أساسية للعديد من المشروعات الإنتاجية، مثل المجمع الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالأمس بمدينة السادات.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: