الاسكارس “”Ascariasis واحد من الأمراض الطفيلية الشائعة، والناجمة عن طفيل معروف علميًا بعدة مُسميات منها “الديدان الممسودة” أو “الصَفَر الخراطيني” أو “حيات البطن”، وعادة ما تزداد مُعدلات انتشاره بالدول الاستوائية، وتتسع دائرة الإصابة به لتشمل الإنسان والحيوان.
ويُعد داء الاسكارس واحد من أشهر الأمراض المعدية، التي تُمثل خطورة شديدة على الثروة الحيوانية، وبخاصة الحيوانات الصغيرة في طور الرضاعة، ما يستلزم التعامل معها وفقًا بشكل علمي وفقًا للتوصيات الفنية الواردة بشأنها، للحيلولة دون حدوث أي مُضاعفات أو خسائر اقتصادية قد لا يتحملها صغار المُربين.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة سارفيناز سامي عبد الغني –رئيس بحوث وحدة الباثولوجي، ورئيس قسم أمراض الجاموس السابق– ملف داء الاسكارس عند العجول بالشرح والتحليل.
طفيل الاسكارس
التعريف وأسباب الإصابة
في البداية عرفت الدكتورة سارفيناز سامي عبد الغني مُصطلح “الطفيل” موضحةً أنه كائن مُتطفل يعتمد على بعض الكائنات الحية في توفير غذائه، لاستكمال دورة حياته بشكل طبيعي، ويضم عدة فصائل بعضها “خارجي” والآخر “داخلي” يعيش داخل جسم المُصاب.
وسلطت رئيس بحوث وحدة الباثولوجي الضوء على دورة حياة دودة الاسكارس، مؤكدة أن الإصابة تبدأ من منطقة الفم، بسبب تناول أطعمة مُلوثة وغير نظيفة، وغالبًا ما تحمل في طياتها بويضات ذلك الطفيل.
وأوضحت أن طفيل الاسكارس ينتقل إلى العجول عبر عدة طُرق، سواء عن طريق تناول أطعمة مُلوثة تحمل بويضاته، أو عن طريق الرضاعة من الأم المُصابة، ليبدأ بعدها دورة حياته، عبر اختراق الجهاز الهضمي، فيما يستكمل أطوار نموه بالانتقال إلى الكبد، ومنه إلى القلب ثم الرئتين.
داء الاسكارس
تحور مرحلة اليرقات إلى الدودة الكاملة
أشارت “عبد الغني” إلى أن يرقات طفيل الاسكارس تواصل مسيرتها من منطقة الرئتين، لتتحرر منها عن طريق القصبة الهوائية إلى الفم، ليبتلعها العجل المُصاب، لتعود مرة أخرى إلى المعدة وملحقاتها، لتستكمل مرحلة نموها وتتحول إلى ديدان كاملة قد يصل طولها إلى 30سم.
ولفتت رئيس قسم أمراض الجاموس السابق إلى أن ديدان الاسكارس تأخذ عدة مناحي بعد الوصول لكامل نموها، حيث يستقر البعض منها داخل الأمعاء أو الكبد، مُسببًا مشاكل صحية خطيرة، وبخاصة في حالات العجول الصغيرة، التي لا تزال في مرحلة الرضاعة، والتي تتجلى عبر عدة مؤشرات منها ارتفاع درجة الحرارة والإسهال، فيما تواصل بعض أنواع ذلك الطفيل نشاطه، ليتحرك في كامل أجهزة الجسم عبر الدورة الدموية.
طفيل الاسكارس
الأعراض المصاحبة للإصابة
أوضحت “عبد الغني” أن علامات الإصابة وانتقال العدول بطفيل الاسكارس تتجلى عبر عدة مؤشرات، أبرزها بالطبع رؤية الديدان الكاملة في قيىء العجل المصاب أو برازه، فيما قد تظهر على هيئة اضطرابات في منطقة الجهاز الهضمي والمعدة وقيء وإسهالات وصعوبة في الرؤية، وصولًا للالتهابات الرئوية والاضطرابات العصبية.
طفيل الاسكارس
سبل العلاج الوقائية
أوصت الدكتورة سارفيناز سامي عبد الغني بضرورة الانتباه لإجراء التحصينات الوقائية ضد الطفيليان والأمراض الفطرية والبكتيرية، وبخاصة للحيوانات الكبيرة التي على وشك الوضع، قبل الولادة بفترة كافية، للحيلولة دون انتقال طفيل وديدان الاسكارس إلى الجنين عبر الضرع والرضاعة.
موضوعات قد تهمك
تربية الماعز والأغنام.. أبرز الأخطاء الشائعة وطرق تلافيها
الإسهال عند الأغنام.. أبرز أسبابه وعلاقته بـ”الفطام” وطرق تلافي حدوثه
غاز الميثان.. أبرز أخطاء “تغذية الماشية” وسُبل تقليل نسبة الانبعاثات
حمى اللبن.. أسبابها وأعراضها وطرق علاج الماشية المصابة بها
إقرأ أيضًا
الجهد الحراري.. أضراره على إنتاجية “الماشية والمجترات” و3 توصيات للتغلب عليه
اللقاحات المحلية والمستوردة.. “الطب الوقائي” يكشف أفضل الخيارات لـ”تحصين الماشية”
مشروعات التسمين.. أيهما أفضل “العجول الرضيعة” أم “الفطام”؟ “الأقنص” يجيب
مواصفات عجول التسمين.. شروط اختيار رؤوس الماشية لمشروع ناجح
لا يفوتك