محصول البصل وأبرز التوصيات الفنية الواجب اتباعها، وطرق التخزين الصحيحة والمثلى، والخريطة الصنفية الموصى بها، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور عبد المجيد مبروك – رئيس قسم بحوث البصل في معهد بحوث المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح” المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
جهود قسم بحوث البصل
في البداية قدم الدكتور عبد المجيد مبروك نبذة عن قسم بحوث البصل، الذي تأسس مع إنشاء مركز البحوث الزراعية، لتبدأ من خلاله الأبحاث المتعلقة بهذا المحصول منذ خمسينيات القرن الماضي.
وأشار إلى أن مصر كانت دولة رائدة في تصدير البصل في تلك الفترة، حيث كان يحتل المرتبة الثالثة من حيث الأهمية الاقتصادية بعد القطن والأرز، قبل أن يشهد تراجعًا في فترة الثمانينيات والتسعينيات، والتي شهدت نموا واهتمامًا أكبر ببعض المحاصيل الأخرى مثل الموالح والبطاطس.
استنباط الأصناف الجديدة والمزايا التنافسية للمنتج المصري
وأكد “مبروك” أن القسم يركز حاليًا على استنباط أصناف جديدة من محصول البصل ذات إنتاجية عالية، لتلبية احتياجات السوق المحلي، وخدمة الأغراض التصديرية، موضحًا أن الأصناف المصرية تتمتع بارتفاع مستويات المادة الجافة، ما يجعلها مقاومة للتلف خلال فترات التخزين الطويلة.
وأشار إلى أن هذه الميزات تمنح البصل المصري قدرة على التحمل أثناء عمليات الشحن والنقل البحري، مقارنةً بالأصناف الأجنبية التي لا تتحمل فترات التخزين الطويلة خارج الثلاجات، حيث تفقد قيمتها الغذائية خلال أسبوعين أو ثلاثة فقط.
نصائح فنية
شدد “عبد المجيد” على أهمية التخطيط الجيد قبل زراعة محصول البصل، واختيار الأصناف المناسبة لكل منطقة زراعية، وفقًا للخريطة الصنفية المعتمدة الموصى بها، مع الاهتمام بتطبيق التقنيات الحديثة في الري والتسميد، لتحسين جودة المحصول وزيادة الإنتاجية.
أضاف الدكتور مبروك أن الأصناف الأجنبية تُستخدم بشكل أساسي في السلطات فقط، بينما يُستخدم البصل المصري في الطهي بفضل طعمه المميز وارتفاع قيمته الغذائية. وأشار إلى أن تغير أذواق المستهلكين الأجانب أدى إلى زيادة الطلب على البصل المصري المجفف، الذي يمتاز بخصائص غذائية مهمة، منها تعزيز المناعة والوقاية من الأمراض.
القيمة الغذائية للبصل وأهميته الصحية
أوضح “مبروك” أن البصل يتمتع بقيمة غذائية كبيرة، ويحتوي على مضادات أكسدة قوية تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان، مؤكدًا أنه يلعب دورًا في خفض مستويات السكر بالدم، خاصةً لدى مرضى السكري من النوعين الأول والثاني، بالإضافة لاحتوائه على مواد قاتلة للبكتيريا، ما يعزز صحة الجهاز الهضمي والفم.
ولفت إلى أن نتائج الأبحاث العلمية التي أثبتت أن البصل يحسن الدورة الدموية، ويقلل من مخاطر الجلطات وأمراض القلب، إلى جانب دوره كمضاد طبيعي للحساسية، فيما تستخدم مستخلصات البصل في مقاومة بعض مسببات الأمراض التي تصيب المحاصيل الأخرى، لكنها لا تؤثر على مسببات الأمراض التي تصيب البصل نفسه.
اختيار الأصناف المناسبة للزراعة
تطرق “مبروك” إلى أهمية اختيار الصنف المناسب للمنطقة المزروعة، موضحًا أن يعد أحد أبرز عوامل نجاح زراعة محصول البصل، مشيرًا إلى الخريطة الصنفية المعتمدة، والتي تُحدد الأصناف المناسبة لكل منطقة في مصر.
وأوضح أنه يفضل زراعة صنفي “جيزة 6 محسن” و”جيزة 70″ في الوجه القبلي، حيث تتمتع هذه الأصناف بميزة النضج المبكر، ما يجعلها مناسبة للتصدير إلى الأسواق الأوروبية في شهري يناير وفبراير.
وفيما يتعلق بالوجه البحري، أشار إلى استنباط صنفين جديدين هما “جيزة 20” و”جيزة أحمر”، ويتميزان بتحمل “البياض الزغبي” والظروف الجوية الصعبة في مناطق مثل كفر الشيخ والغربية والبحيرة، موضحًا أن صنف “جيزة أحمر” يحظى بطلب كبير في الدول العربية وروسيا لجودته العالية.
التوجه نحو تجفيف محصول البصل كقيمة مضافة للتصدير
وسلط “مبروك” الضوء على أهمية تجفيف البصل كوسيلة لزيادة القيمة المضافة للمنتج المصري، مشيرًا إلى أن عملية التجفيف تتيح فرصًا أكبر للتصدير في أي وقت، خاصة في ظل التحديات التي تواجه عمليات الشحن والتخزين الطازج.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
الموعد الأمثل لزراعة محصول البصل واشتراطات الري والتسميد
محصول البصل.. قواعد اختيار الصنف الملائم للزراعة ودور البحث العلمي في مضاعفة الإنتاجية