الثروة السمكية ودور هذا القطاع في توفير البروتين الحيواني، وخدمة منظومة الأمن الغذائي، وكيفية الاستفادة من موقع مصر الجغرافي، ومنافذها المائية المتعددة، وكيفية استغلالها في تطوير الاستزراع السمكي، في ظل التحديات التي ظهرت بالآونة الأخيرة، مثل ندرة المياه واستخدام المياه الجوفية، مما يتطلب حلولًا مبتكرة لتعظيم كفاءة استخدام الموارد المائية.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”،المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مصطفى سليمان – الباحث بمعهد نظم الإنتاج الحيواني – ملف الاستزراك السمكي بالشرح والتحليل، مسلطًا الضوء على أبرز الملفات التي يمكن استغلالها وتطويعها لمضاعفة معدلات الإنتاجية.
نبذة عامة عن الاستزراع السمكي
في البداية أكد الدكتور مصطفى سليمان أن مصر تُعد واحدة من الدول الرائدة في مجال الاستزراع السمكي على مستوى القارة الأفريقية، مشيرًا إلى أن هذا القطاع شهد تطورًا كبيرًا منذ التسعينيات، حيث بدأت مصر في توسيع نطاق الاستزراع السمكي ببعض المحافظات مثل كفر الشيخ والشرقية، لافتًا إلى أن هذا التطور السريع وضعها في قائمة الدول العشر الأولى على مستوى العالم في إنتاج الأسماك، بفضل الكوادر التعليمية المتخصصة في هذا المجال، سواء على المستوى العلمي أو في كيفية تغذية الأسماك بشكل سليم.
أهمية التفريخ وأبرز مشاكل الأحواض الترابية
لفت إلى أهمية “التفريخ” كأحد العوامل الأساسية لنجاح أي مشروع استزراع سمكي، موضحًا أن توفر أعداد كبيرة من الأسماك عالية الجودة يؤثر بشكل إيجابي على الإنتاج المحلي، مشيرًا إلى أن هناك عدة تحديات مثل ندرة المياه الزراعية، ما يحتم الحاجة إلى الابتكار في استخدام تقنيات تفريخ الأسماك في المياه النظيفة، بدلاً من الأحواض الطينية التي تعتمد على مياه الصرف الزراعي، نظرًا لأن تلك المياه تحتوي على ملوثات تؤثر سلبًا على جودة الأسماك وتؤدي إلى انتشار الأمراض مثل “البقعة السوداء”.
وأوضح أن مصر لا تزال تعتمد بشكل كبير على الأحواض الترابية في الاستزراع السمكي، خاصة في بعض المناطق مثل كفر الشيخ، التي تعد نموذجًا ناجحًا في هذا المجال، مشيرًا إلى انتشار هذه التقنية بين المزارعين، رغم التحديات التي تواجهها والمتعلقة بجودة المياه وانتشار الأمراض، والدور الكبير الذي “مركز العباسة” في الحفاظ على السلالات السمكية، موضحًا أن المركز حقق نجاحًا كبيرًا في إنتاج أجيال متقدمة من الزريعة السمكية المعدلة وراثيًا.
تطوير نظم التفريخ
أشار إلى أهمية تطوير نظم التفريخ لتقليل التكلفة وزيادة الإنتاجية، مؤكدًا أن من ضمن أبرز الإشكاليات التي تواجه نظم التربية بالأحواض الترابية، ارتفاع معدلات ونسب هدر العلف والزريعة، بسبب سوء جودة المياه وانتشار الأمراض فيها، ما يحتم ضرورة التحول إلى نظم أكثر كفاءة مثل الأحواض الأسمنتية أو البولي إيثيلين، والتي تسمح بإنتاج زريعة ذات جودة عالية، مع ضمان الحفاظ على الموارد المائية، لافتًا إلى هناك تقدمًا ملحوظًا لاستخدام نظم استزراع أكثر كفاءة، مثل نظام “الأكوابونيك” الذي يجمع بين الاستزراع السمكي وزراعة المحاصيل، ما يسمح باستخدام المياه بشكل متكامل، .
استخدام المياه الجوفية
تطرق “السيد” إلى التجربة الناجحة التي تمت بمدينة النوبارية، والتي يتم فيها استخدام المياه الجوفية في زراعة الأسماك، ثم إعادة استخدامها في زراعة المحاصيل، ما يقلل من حجم الهدر المائي، ويعزز في الوقت عينه الإنتاج العضوي، لافتًا إلى أن هذا التكامل بين الاستزراع السمكي والزراعة، يوفر ميزة نسبية للمزارعين في المناطق الصحراوية، حيث يمكنهم من إنتاج أسماك وخضروات عضوية، دون الحاجة لاستخدام المبيدات الكيميائية.
وأكد أن الدولة بدأت بدعم هذه النظم المتكاملة، خاصة في المناطق الصحراوية، ما يمكن المزارعين من تحقيق أقصى استفادة ممكنة من المياه الجوفية، لتحقيق إنتاج متكامل من الأسماك والمحاصيل، مشيرًا إلى أن هذا النموذج يمثل فرصة كبيرة لتعزيز الإنتاج الغذائي العضوي، مع الحفاظ على الموارد المائية وتقليل الاعتماد على الأسمدة المعدنية التي قد تضر بالصحة العامة.
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة العودة إلى “التركيبة المحصولية السمكية” التي تجمع بين عدة أنواع من الأسماك في نفس الأحواض الترابية، مشيرًا إلى أن مصر تعد من أكبر الدول في العالم التي تستخدم الأحواض الترابية في الاستزراع السمكي.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
الاستزراع السمكي.. فوائد تربية الأسماك وحيدة الجنس وقواعد نقل الزريعة إلى الأحواض
الاستزراع السمكي.. فوائد التفريخ الصناعي وقواعد واشتراطات التغذية وتجهيز الأحواض
الاستزراع السمكي ومميزات “البلطي” ودرجات الحرارة المثلى لنجاح التفريخ