الاستزراع السمكي ودور هذا القطاع في تعظيم الثروة السمكية وتوفير البروتين الحيواني، وخدمة منظومة الأمن الغذائي، وكيفية الاستفادة من موقع مصر الجغرافي، ومنافذها المائية المتعددة، وكيفية استغلالها في تطوير الاستزراع السمكي، في ظل التحديات التي ظهرت بالآونة الأخيرة، مثل ندرة المياه واستخدام المياه الجوفية، مما يتطلب حلولًا مبتكرة لتعظيم كفاءة استخدام الموارد المائية، وهي الملفات التي تطرق إليها الدكتور مصطفى سليمان – الباحث بمعهد نظم الإنتاج الحيواني – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”،المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
التكامل بين أصناف الأسماك وتأثيره على جودة المياه
في البداية تحدث الدكتور مصطفى سليمان، عن نظام متكامل لتربية الأسماك، يعتمد على تكامل عدة أصناف يتم تربيتها سويًا داخل الأحواض، موضحًا أن لكل صنف من الأسماك دورًا محددًا في هذا النظام، مثل سمك البلطي الذي لا يقوم بهضم كامل للعليقة المقدمة له، ما يتيح المجال لاستزراع سمكة “المبروكة” معها في ذات الحوض، حيث يعتمد النظام الغذائي للأخيرة على المتبقيات التي يفرزها البلطي، بالإضافة للطحالب والحشائش الموجودة في قاع الحوض.
وأضاف أن هناك أهمية كبيرة للحفاظ على التوازن بين التنوع السمكي الموجود بالحوض، ضاربًا المثل بمخاطر زيادة كثافة “البلطي”، والتي تؤدي إلى تأثير سلبي على جودة المياه ونمو الأسماك، مؤكدًا أن إدخال أنواع أخرى مثل سمك “البوري”، يساهم في تقليل نمو الطحالب، ويعزز مساعي المربي لتحسين نوعية المياه الموجودة بالحوض، عبر تقليص نسب الأمونيا والنترات، وهي المسألة التي تبرهم على مدى أهمية الالتزام بالتوازن السمكي المطلوب، لتحسين النمو العام للأسماك وجودة المياه.
بدائل الأعلاف وتأثيرها على تكاليف الإنتاج
ناقش الدكتور مصطفى سليمان قضية بدائل الأعلاف للأسماك، مشيرًا إلى أنها تُعد من القضايا الكبرى في مصر، مسلطًا الضوء على مدى أهمية استخدام المخلفات الزراعية والصناعية، مثل مخلفات مجازر الدواجن والأسماك المصنعة، كبدائل للأعلاف التقليدية، مشيرًا إلى أن هذه المخلفات يمكن معالجتها كيميائيًا أو بيولوجيًا بما يجعلها متوائمة مع نظم تغذية الأسماك.
وأكد الباحث بمعهد نظم الإنتاج الحيواني أن الاستفادة من هذه المخلفات يساعد على تقليص تكاليف مدخلات الإنتاج والأعلاف المركزة، التي تنعكس بشكل مباشر على أسعار تداول الأسماك، موضحًا أنه وبرغم تطور الصناعة في مصر، إلا أن تكاليف الأعلاف، لا تزال تشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على المنتجين، ما يحتم استيعاب السوق المصري لمثل هذه المشاريع، التي تعتمد على بدائل الأعلاف بشكل أوسع.
تقييم دور الأزولة في تحسين إنتاج الأسماك
وفي معرض إجاباته عن أسئلة المشاهدين، تحدث “سليمان” عن نبات الأزولة كبديل للعلف، موضحًا أنها ليست الحل الأمثل برغم الضجة التي أثيرت حولها، نظرًا لاحتوائها على نسبة كبيرة من المياه تصل إلى 95%، فيما لا تشكل فيها المادة الجافة إلا نسبة منخفضة جدًا، ما يقلل من فوائدها كعلف رئيسي، حيث تحتاج الأسماك إلى توفير بروتينات وأحماض أمينية بكميات مناسبة، وهذه المكونات تنخفض بشكل كبير عند تجفيف الأزولا.
وأوضح أن الاعتماد على الأزولا كعامل مساعد في تغذية الأسماك قد يكون ممكنًا، لكنه لن يكون العلف الأساسي، مشددًا على ضرورة تركيز جموع المربين على توفير بروتينات وأحماض أمينية ذات جودة عالية، لضمان تربية أسماك تتناسب مع معايير الجودة المحلية والدولية، خاصة في حالة التصدير.
الاستزراع السمكي ومعايير الجودة والتحديات التي تواجه المستهلك
فيما يتعلق بجودة الأسماك المستزرعة في مصر، أكد الدكتور مصطفى سليمان أن هناك تطورًا ملموسًا لهذه الصناعة خلال العقدين الأخيرين، بدءًا من عام 2000، في إنتاج الأعلاف المتكاملة للأسماك، موضحًا أن المستهلك المصري يمكنه الوثوق بجودة الأسماك المستزرعة، حيث يتم تغذيتها بعلف متكامل يضمن سمكة ذات قيمة غذائية عالية وشكل جذاب، مصححًا الصورة المغلوطة التي تصل إلى المستهلك عادة بشأن جودة الأسماك المستزرعة، مؤكدًا أنها غير مبررة في ظل الرقابة والتحكم الذي يتم في جميع مراحل إنتاجها داخل المزارع السمكية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
الاستزراع السمكي.. فوائد تربية الأسماك وحيدة الجنس وقواعد نقل الزريعة إلى الأحواض
الاستزراع السمكي.. فوائد التفريخ الصناعي وقواعد واشتراطات التغذية وتجهيز الأحواض
الاستزراع السمكي ومميزات “البلطي” ودرجات الحرارة المثلى لنجاح التفريخ