الاستزراع السمكي وإزالة التعديات والارتقاء بمعدلات الإنتاجية وتنويع مصادرها وأوجه الاستفادة منها، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرق إليها المهندس عصام عبد العظيم – مدير المزارع بجهاز تنمية وحماية البحيرات – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
مفهوم الاستزراع السمكي
في البداية عرف المهندس عصام عبد العظيم مصطلح الاستزراع السمكي موضحًا أن جزء من مفهوم أعم وأشمل يستوعبه وهو “الاستزراع المائي”، ويقصد به استزراع الكائنات المائية سواء “المحاريات او الأسماك أو الطحالب” تحت ظروف معينة يتحكم فيها الإنسان.
وأوضح مدير المزارع بجهاز تنمية وحماية البحيرات أن تحكم الإنسان في منظومة الاستزراع المائي، يشمل عدة محاور تمثل ركائز هذا المصطلح العام، وهي التحكم في الغذاء، معدلات النمو، طرق الحصاد، استراتيجيات تفريخها.
وأشار “عبد العظيم” إلى مفهوم الاستزراع السمكي، موضحًا أنه يقصد به إنتاج الأسماك التي يتغذى عليها الإنسان تحت ظروف معينة، وفي نطاق محدد، يتحكم فيه العنصر البشري بشكل كامل، سواء كان داخل الأحواض أو الأقفاص العائمة.
مزايا مشروعات الاستزراع السمكي
تطرق مدير المزارع بجهاز تنمية وحماية البحيرات إلى مزايا مشروعات الاستزراع السمكي، والتي أوجزها في النقاط التالية:
- توفير فرص عمالة للشباب بما يقلص من نسب البطالة
- توفير البروتين الحيواني زهيد الثمن بمعدلات جودة مرتفعة
- توفير العملات الأجنبية التي كانت توجه لاستيراد الأسماك
- العمل على زيادة إنتاجية الأصناف المطلوبة للتصدير لتدعيم مصادر الدخل القومي من العملة الصعبة
حجم الإنتاجية وترتيب مصر عالميًا وإفريقيًا
تناول “عبد العظيم” محور آخر لا يقل أهمية، والمختص بترتيبنا على قائمة الدول المنتجة، والتي نحتل فيها المرتبة السادسة عالميًا على صعيد إجمالي حجم الإنتاجية، والأولى إفريقيًا في إنتاج البلطي المستزرع، موضحًا أن إجمالي إنتاجيتنا يصل إلى 2 مليون طن سنويًا، 1.6 مليون طن منها عن طريق الاستزراع السمكي، بقيمة استثمارات تصل إلى 61.7 مليار جنيه.
ولفت مدير المزارع بجهاز تنمية وحماية البحيرات إلى أن إجمالي إنتاجيتنا من المصائد الطبيعية سواء البحار أو الأنهار والبحيرات، لا يتجاوز حدود الـ0.4 مليون طنًا، مشيرًا إلى جهود الدولة في ملف تطهير بحيرات المنزلة والبرلس، لمضاعفة المخزون السمكي فيها، بعد 3 عقود من الإهمال التام.
جهود الدولة للارتقاء بالبحيرات والاستزراع السمكي
سلط “عبد العظيم” الضوء على المشروعات القومية العملاقة التي تم إنشائها، طبقًا لتوجيهات القيادة السياسية، للنهوض بإنتاجية قطاع الاستزراع السمكي، وهي “بحيرة الغليون، الفيروز، شركة قناة السويس، لتقليل الفجوة الغذائية وعجز الإنتاج، بهدف الوصول للاكتفاء الذاتي.
وأكد أن جهاز حماية البحيرات والثروة السمكية هو الجهة المنوطة بإزالة أي تعديات، علاوة على مواصلة جهود تطويرها ورفعها عبر أنظمة الاستشعار عن بعد، لتكون تحت السيطرة التامة للدولة، لكشف أي محاولة للتعدي وتحديد مكانها وإحداثياتها ومساحتها وتوقيت حدوثها، مع إصدار قرار فوري بإزالتها.
متوسط الاستهلاك
كشف مدير المزارع بجهاز تنمية وحماية البحيرات أن متوسط استهلاك الفرد يصل إلى 19.5 كجم سنويًا، طبقًا لأخر إحصاء رسمي، وهو رقم يقترب من حدود متوسطات الاستهلاك العالمية، والتي لا تتجاوز حدود الـ20.5 كجم.
تجربة أقلمة العائلة البورية وفوائد سمكة المبروكة البيئية
تابع “عبد العظيم” شرحه للجهود المبذولة لتطوير والنهوض بقطاع الاستزراع السمكي، مشيرًا لتجربة أقلمة أسماك العائلة البورية، والتي تم نقلها من بيئتها الطبيعية، وأقلمتها على الحياة داخل المياه العذبة، ما ساهم في تنويع الثروة السمكية المصرية، التي باتت تضم أسماك البلطي والعائلة البورية “البوري، الطوبار، السهرية”، والكارب “المبروكة الصفراء، السيلفر، السوداء، الحشائش”.
وعرض مدير المزارع بجهاز تنمية وحماية البحيرات لبعض أوجه الاستفادة من أنواع الأسماك التي تم استحداثها وأقلمتها على ظروف البيئة المصرية، موضحًا أنه يتم الاعتماد على بعض أنواع أسماك “المبروكة” لتحقيق بعض الأغراض التي تساعد على الارتقاء ببيئة الاسترزاع السمكي، وأبرزها مبروكة الحشائش التي يتم الاعتماد عليها في مكافحة الحشائش التي تنمو داخل الأحواض، والأمر عينه بالنسبة لـ”المبروكة السوداء”، المستخدمة في تنقية الأحواض من القواقع.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
الاستزراع السمكي.. إجراءات وخطوات تطهير الأحواض وفوائد التسميد بـ”البروبيوتيك”
القاتل الصامت.. مخاطر انتشار “البكتيريا اللاهوائية” داخل أحواض الاستزراع السمكي وطرق الوقاية