الاستروكس أحد أخطر المواد المُخدرة المُستحدثة، التي لجأ إليها معدومي الضمير و”تجار الموت” لاصطياد أكبر عدد من الشباب المُغرر بهم، تحت وهم الوصول للقوة المُفرطة والسعادة غير المشروطة، لتحقيق مكاسب وأرباح خيالية “غير مشروعة”، دون وازع من عقل أو ضمير، يؤثم مثل هذه الأفعال المارقة.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور وليد البوشي، مُقدم برنامج “كونسلتو”، سلط الدكتور نبيل عبد المقصود – أستاذ السموم بالمعهد القومي للسموم – الضوء على ملف المخدرات المستحدثة، مثل الاستروكس، لبيان خطورتها على الصحة العامة، وآثارها المدمرة على المجتمعات والشباب.
الاستروكس.. “قاتل الشباب” و”معول هدم” استقرار المُجتمعات
في البداية أكد الدكتور نبيل عبد المقصود مدى خطورة مادة الاستروكس المُخدرة، على الصحة العامة وإدراك من يتعاطاها، والتي قد تصل لحد الإصابة بمضاعفات خطيرة تؤدي لحدوث الوفاة، حال تجاوز الحدود القصوى التي يستطيع الجهاز العصبي للإنسان تحملها.
عبد المقصود: خطورة الاستروكس تكمن في هذه النقطة
أوضح “عبد المقصود” أن خطورة مثل هذه المواد المُخدرة تكمن في عدم التزام صانعيها ببروتوكول كيميائي مُحدد، ما يجعل كل تاجر يستخدم ما يحلو له من مواد، دون الالتفات إلى مدى خطورة تفاعلها، وآثارها المُدمرة على الجهاز العصبي لمُتعاطيها.
ونوه أستاذ المعهد القومي للسموم إلى أن القوام الأساسي لتصنيعها يعتمد على إذابة مجموعة من المواد المُخدرة في محلول كحولي أو أسيتون، ورشها على بعض النباتات العشبية مثل “البردقوش”، لتكون بعدها جاهزة للترويج بين جمهور المُتعاطين.
رخص سعره وعدم وجود ردع قانوني.. السبب الأكبر لانتشار الاستروكس
وربط “عبد المقصود” انتشار الاستروكس بين الشباب وشريحة المُتعاطين، ورخص سعره وسهوله تصنيعه، مُقارنة بباقي أصناف المُخدرات المُستحدثة، ما يستدعي للتعجيل بإجراء تعديل قانوني وتشريعي بات يُجرم تعاطي وترويج مثل هذه المادة “القاتلة”.
لفت أن السلاح الذي يستخدمه تجار الموت ومعدومي الضمير من مُصنعي ومروجي مادة الاستروكس للتغرير بالشباب هو عدم إدراج المواد المُستخدمة ضمن جدول المُخدرات “الأول” المنصوص عليه في القانون، ما يُعطي المُتعاطي والتاجر ميزه النفاذ بجريمته، دون أي رادع أو عقوبة قانونية مُلزمة.
وشدد “عبد المقصود” على أن صعوبة إدراج مادة الاستروكس المُخدرة ضمن تشريع قانوني مُلزم يُعاقب مروجيها ومُصنعيها ومُتعاطيها، يمكن تجاوزه والسيطرة عليه بإجراء تعديل بسيط على نص المادة الحاكمة لهذه النصوص.
موضوعات قد تهمك:
الدراجون فروت.. “سلاح الطبيعة” ضد الأورام السرطانية والسكتة الدماغية
أضحية العيد.. شروط الذبح الصحيح وقواعد التخزين والتجميد الـ15
النص المُقترح لتعديل قانون عقوبات ترويج الاستروكس
وقدم الدكتور نبيل عبد المقصود وصفًا علميًا دقيقًا يُتيح القدرة للمُشرع في توصيف هذه المادة بشكل قانوني واضح، دون التقيد باسم مادة مُخدرة مُعينه، لافتًا إلى أن هذا التعديل لاقى قبولًا وإقرارًا من بعض الدول العربية مثل الإمارات والكويت، للتغلب على عدم وجود تركيبة كيميائية مُحددة وثابته لهذه الأصناف.
وأشار إلى أن النص الأقرب للواقع، الذي يُمكن للمُشرع الاعتماد عليه، للتغلب على الثغرات القانونية الواضحة، التي تُسهل هروب هؤلاء المُجرمين من العقوبة، هو إدراج وتوصيف الاستروكس كمادة عشبية، مُضاف إليها أي تركيبة كيميائية، تؤثر في الجهاز العصبي لمُتعاطيها، بما يؤدي لعدم قدرته على تقييم نتائج أفعاله، وإدراكه للواقع ولمن حوله بشكل صحيح.
إقرأ أيضًا:
لشابو.. كارثة تصنيعه داخل “أوكار بئر السلم” وعواقب إدمانه وتعاطيه
فساد لحوم الأضاحي.. (5) علامات مؤكدة وأبرز طرق الحفظ الصحيحة
مُناشدة للجهات المعنية ومؤسسات إنفاذ القانون
ناشد “عبد المقصود” المُشرع والجهات المعنية بإنفاذ القانون بتكييف هذا التوصيف العلمي، بشكل يتماشى مع صحيح الدستور، للحد من تساقط الشباب في فخاخ الإدمان، وارتكاب جرائم تُضر بأمن المُجتمع واستقراره، ولإقرار عقوبة قانونية رادعة تضرب على أيدي المارقين بيد من حديد.
شاهد: