لقد خلق الله سبحانه وتعالى الكون بنظام دقيق محكم ونظم العلاقات بين الكائنات الحية وبعضها ، وفى مجال العلاقة بين الحشرات والبيئة المحيطة بها والنباتات بأنواعها العديدة نظام يعرف بالتوازن الطبيعى ، فالحشرات منها ما يتغذى على النباتات.
وتوجد حشرات أخرى تتغذى على الحشرات الضارة ليظل هناك توازن طبيعى بين النافع والضار ، وعندما تدخل الإنسان لقتل الحشرات التى تتغذى على النباتات قتلت الحشرات النافعة وأكتسبت الحشرات الضارة المقاومة والمناعة وزادت أعدادها فاضطر إلى إستخدام المزيد من المبيدات لقتلها وهكذا حتى حدث الخلل والدخول فى دائرة ليس لها نقطة تنتهى عندها ، والآن نبحث عن الوسائل الآمنة لخفض أضرار هذه الكيماويات وفى هذا المقال بعض الإرشادات لحماية البيئة والمحافظة على صحة الإنسان.
يوجد العديد من طرق مكافحة الآفات بداية من الطرق الزراعية كالحرث والعزيق والرى ومواعيد الزراعة ةأختيار الأصناف المقاومة ، والطرق الميكانيكية مثل المصائد بأنواعها المختلفة وجمع اللطع والطرق الحيوية كأطلاق الأعداء الحيوية كالمفترسات والطفيليات والمسببات المرضية ، وفى حالة عدم كفاية هذه الطرق أو فشلها نلجأ إلى الحلول الجراحية وهى الطرق الكيماوية ومنها أشهر الطرق وهى المكافحة الكيماوية بالمبيدات.
استخدام المبيدات طبقاً للتعليمات التى توصى بها وزارة الزراعة من حيث أختيار المبيد ضد الآفات المحددة وبالتركيزات الموصى بها وعدد مرات الإستخدام والتوقيت المحدد والشراء من المصادر المصرح لها يساهم بشكل كبير جداً فى الوصول لنتائج طيبة وعدم الدخول فى دائرة الخطر.
أولاً: التشخيص الدقيق للآفة
ويتم ذلك من خلال المرشد الزراعى المتخصص ، حيث توجد حشرات ذات أجزاء فم قارضة مثل اليرقات (الديدان) ، وحشرات ذات أجزاء فم ثاقب ماص مثل الذباب الأبيض والمنّ والبق الدقيقى وغيرها وكل نوع يناسبه مبيدات معينة ، كذلك حشرات نهارية النشاط وأخرى ليلية النشاط ولكل منها أسلوب وتوقيت فى المكافحةوهكذا.
ثانياً: تحديد نوع وطبيعة الإصابة
تختلف أعراض الإصابة قد تكون لحشرة أو لمرض أو نقص عنصر غذائى ، وبناءاً عليه يحدد العلاج طبقاً لطبيعة المسبب وبذلك يتم تحديد العلاج دون زيادة فى التكاليف وزيادة نسب التلوث ومتبقيات المبيدات.
ثالثاً: شراء المبيدات
يجب شراء المبيدات من أماكن مصرح لها رسمياً من وزارة الزراعة ، وقراءة تاريخ الصلاحية جيداً، وعدم شراء عبوات بها تسريب ، مع مراعاه عدم نقل المبيدات داخل سيارات الركاب وتخزين المبيدات فى المساكن أو أماكن قريبة من مصادر الكهرباء والنيران ، وكذلك عدم شراء كميات كبيرة حتى لا تتعرض للتلف وفقد صلاحيتها.
رابعاً: إتخاذ قرار رش المبيدات
يراعى قبل البدء فى إتخاذ قرار الرش تحديد تكاليف الرش والخسارة المتوقعة من الإصابة وهذه تحتاج لخبرة المزارع السابقة ووعى المرشد الزراعى ومدى فهم علاقات الحد الحرج للإصابة بكل آفة والحد الإقتصادى للضرر ويمكن الرجوع لمديريات الزراعة والأرشاد فى مثل هذه الحالات.
لا يفوتك: التغيرات المناخية وأثرها على زراعة المحاصيل السكرية
خامساً: تحضير آلة الرش والمبيدات
يراعى أختيار آلة الرش المناسبة طبقاً للمساحة المرغوب فى علاجها هل نستخدم رشاشة ظهرية أو موتور ظهرى أو موتور أرضى خلف الجرار أو موتور محمول على جرار أو موتور أرضى مروحى حيث كل نوع من الزراعات يناسبه آلة معينة ، كما يراعى ضبط قلوية الماء المستخدم بإضافة مواد ناشرة مثل ترايتون 56 أو حمض الستريك أو الخل وغيرها.
حيث أن المبيدات فى الوسط القلوى تتفاعل بشدة وتكون أملاح تترسب فى قاع تنك الرش ولا يستفاد بها ، كما يراعى شروط خلط المبيدات مع بعضها فيتم ملء نصف تنك الرش بالماء أولاً ثم يضاف المبيد السائل ، يذاب المبيد البودرة (المساحيق) فى كمية مناسبة من الماء فى جردل بلاستيك ذوبان جيد ثم يضاف لتنك الرش وأخيراً فى حالة إضافة زيت معدنى يكون فى أخر شىء يضاف لتنك الرش مع بداية الرش تكون أول دفعة على الأرض حتى نتخلص من أى آثار لمبيد سابق فى خراطيم الرش.
سادساً: بعد الأنتهاء من عملية الرش
عند تخزين آلات الرش سواء فى نهاية اليوم أو فى نهاية الموسم تغسل الالة جيدة من الخارج والداخل ويراعى وضع كمية من الماء النظيف داخل الخزان ثم تشغيل الموتور أو الضغط للتخلص من أى آثار للمبيدات داخل خراطيم الرش وداخل مسدس الرش وتكرر هذه العملية عدة مرات ، ثم تزيت وتشحم الأجزاء المتحركة ، ثم يغطى الموتور بغطاء بلاستيك مانع لتسرب الماء والأمطار فى حالة عدم وجود مخزن ، مع التأكيد على أستبدال الأجزاء التالفة ووجود قطع غيار أحتياطياً ، يراعى التخلص من العبوات الفارغة بطريقة سليمة بدفنها فى الأرض وعدم إستخدامها مرة أخرى وخاصة فى شرب الماء أو تخزين أى شىء ، ويراعى عدم وضع بقايا أى مبيد فى غير العبوة الأصلية.
وعدم قطف الثمار أو أكل أى شىء منها قبل مرور فترة الأمان الخاصة بالمبيد والمبينة على الملصق الخارجى.
إعداد
د. ولاء محمود سلوم
باحث بمعهد بحوث وقاية النباتات
المصدر: مجلة الصحيفة الزراعية عدد أبريل 2022
اقرأ أيضا: