نبات الجوجوبا وسبل الاستغلال الأمثل للمساحات المتاحة وتعظيم القيمة الاقتصادية المرجوة منه، كانت من أهم المحاور التي تطرق إليها الدكتور أشرف حماد – أستاذ الجوجوبا بمركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم“، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
مزايا واقتصاديات زراعة الجوجوبا
في البداية تحدث الدكتور أشرف حماد على مزايا الجوجوبا كنبات تصنيعي، وسبل تعظيم الاستفادة الاقتصادية المتوقعة منه، والتي تعزز خطط استغلال المساحات غير الصالحة والأراضي الهامشية للزراعة، بالنظر لقدرته على مقاومة الظروف غير المواتية وانحرافات الطقس والمناخ وارتفاع معدلات الملوحة.
ولفت “حماد” إلى ملائمة نبات الجوجوبا للزراعة بكافة أنواع الأراضي – غير المستغلة – مع استثناء المناطق التي تتسم بانخفاض درجات الحرارة والصقيع، أو الأراضي التي تعاني من ارتفاع مستوى الماء الأرضي فيها.
المجالات التصنيعية واشتراطات استخدام المياه المعالجة
تناول الأستاذ بمركز البحوث الزراعية عددًا من المجالات التصنيعية الخاصة بهذا النبات الهام، موضحًا زيادة معدلات الطلب العالمي على زيت الجوجوبا، بالإضافة لدخوله في صناعة زيوت محركات الطائرات ومركبات الفضاء، والمبيدات الحيوية والمجالات الطبية ومستحضرات الكوزماتيكس، علاوة على الاستفادة من مخلفات العصر كـ”وقود حيوي” ومادة عضوية أو كمبوست.
ونوه لاهتمام الدولة بهذا الملف، والذي أيده افتتاح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء لأحد أكبر مصانع زيت الجوجوبا بالمنطقة الصناعية بقناة السويس، والذي تصل قدرته الإنتاجية إلى 240 ألف لتر.
وأكد الأستاذ بمركز البحوث الزراعية على مزايا هذا النبات التصنيعي الهام، التي تتيح إمكانية زراعته بمناطق متباينة، ما يجعله بمأمن من تداعيات التغيرات المناخية وانحرافات الطقس، التي أثرت بالسلب على كافة المحاصيل الزراعية.
وسلط “حماد” الضوء على واحدة من المحاور الهامة التي تعظم الاستفادة من الجوجوبا، عن طريق استخدام مياه الصرف الصناعي والصحي المعالج في زراعته، بما يخدم الأهداف البيئية التي تسعى الدولة لتحقيقها، للتخلص الآمن من هذه المخلفات، على أن يوجه الإنتاج للاستخدامات الصناعية، بعيدًا عن المنتجات الطبية والكوزماتيكس.
وكشف “حماد” عن واحدة من أهم مزايا نبات الجوجوبا، التي تعزز نشر ثقافته بين جموع المزارعين، مؤكدًا أن هذا النبات يتيح إعطاء إنتاجية اقتصادية في معدلات ملوحة تتراوح بين 5 إلى 6 آلاف جزء في المليون، مع التأثر نسبيًا بالخصم من حجم الحصاد المتوقع فيما هو أعلى من تلك النسبة.
وواصل أستاذ زراعة الجوجوبا بمركز البحوث الزراعية تقديم الحقائق الخاصة باقتصاديات هذا النبات، موضحًا أنه يمكن استغلاله في الأراضي التي لا تجود فيها زراعة أشجار الزيتون، والتي كان يعدها البعض ضمن أكثر النباتات التي تقاوم ارتفاع معدلات الملوحة.
متوسطات الإنتاجية المتوقعة
تطرق “حماد” إلى متوسطات إنتاجية نبات الجوجوبا، موضحًا أنها تتراوح بين 1 إلى 1.5 طن للفدان، شريطة الالتزام بتطبيق الخدمة الزراعية الجيدة، والتوصيات الواردة بشأن طرق الزراعة الصحيحة والاقتصادية، مع إمكانية تجاوز هذه الحدود، عبر استنباط وانتخاب سلالات جديدة.
أبرز الأخطاء الشائعة ومساوئ الزراعة بالبذرة
سلط أستاذ زراعة الجوجوبا بمركز البحوث الزراعية الضوء على واحدة من أبرز الأخطاء الشائعة، التي تعطي انطباعًا خاطئًا عن الجدوى الاقتصادية لهذا النبات التصنيعي الهام، موضحًا أن البعض اعتمد على تقنية الزراعة بـ”البذرة”، وهي المسألة التي قلصت من حدود وحجم الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
وقدم “حماد” تفسيرًا علميًا بسيطًا لمقومات نجاح زراعة نبات الجوجوبا، موضحًا أنه نبات وحيد الجنس ثنائي المسكن، ما يعني أنه يحتاج لتوافر 10% فقط من النباتات المذكرة، للوصول لمعدلات الإنتاجية الاقتصادية المأمولة.
وأكد أستاذ زراعة الجوجوبا بمركز البحوث الزراعية أن تقنية الزراعة بالبذرة، تؤدي لتجاوز هذه النسبة ومضاعفة معدلات النباتات المذكرة – غير المنتجة – وصولًا لـ50% من جملة النباتات الموجودة في المساحة المنزرعة، ما يقلص حدود الإنتاجية المتوقعة إلى حدودها الدنيا، مشددًا على ضرورة الاعتماد على تقنية الزراعة بالشتلة، كأفضل الإجراءات التي من شأنها الوصول للمعدلات الإنتاجية الاقتصادية المأمولة.
دور مركز البحوث الزراعية
تطرق “حماد” إلى دور مركز البحوث الزراعية في هذا الملف، موضحًا أنهم يقومون بإجراء أبحاث تقييم وانتخاب سلالات جديدة من الجوجوبا، والعمل على تسجيلها وإكثارها، وإنتاج شتلات منها وتغطية احتياجات المزارعين منها، بالإضافة لإجراء الأبحاث المختلفة على جميع المعاملات الزراعية الجيدة، التي من شأنها تعظيم معدلات الإنتاجية المتوقعة، علاوة على تقديم خدمات الدعم الفني والإرشادي.
مزايا اقتصادية وتوصيات فنية
أشار “حماد” إلى اقتصاديات زراعة الجوجوبا، موضحًا أنها شجرة معمرة يتراوح معدل وجودها بالأرض بين 100 إلى 150 عامًا، فيما يصل متوسط العائد السنوي المتوقع منها ما بين 85 إلى 130 ألف جنيه، وهي معادلة رقمية لا يمكن تجاهلها، بالنظر لانخفاض تكاليف مدخلات إنتاجها، وكونها أحد الحلول المتاحة للاستفادة من الأراضي غير المستغلة.
واستطرد أستاذ زراعة الجوجوبا بمركز البحوث الزراعية حديثه موضحًا أن بشائر هذا المحصول تبدأ من الموسم الثالث، فيما يظهر أول إنتاج اقتصادي بين العام الرابع والخامس، مع إمكانية تحميله على زراعات النخيل.
وقدم “حماد” عددًا من المعلومات الفنية موضحًا أن الفدان يستوعب 525 شتلة بمعدل 2*4، شريطة الالتزام بالنسب المسموحة للنباتات بمعدل 10% نباتات مذكرة، و90% نباتات مؤنثة بالفدان.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة..
موضوعات قد تهمك..
«١٣» توصية تقلل أضرار التغيرات المناخية على الموالح
اشتراطات ري محصول المانجو ومحاذير إجراءات مكافحة الحشائش
محصول الليمون.. تداعيات التغيرات المناخية واختيار التوقيت الأمثل لعملية “التصويم”