الاحتباس الحراري واحد من أهم المشاكل والمعضلات التي يتعرض لها العالم، وتتضرر جميع المخلوقات الحية من آثاره السلبية، ليتصدر هذا الملف قائمة اهتمامات الدول والحكومات، للحد من تبعاته ونتائجه التي تؤثر على حياة الإنسان بشكل مُباشر.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مُقدم برنامج “العيادة النباتية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور مصطفى الشربيني – سفير ميثاق المناخ الأوروبي، رئيس مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي – عن ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، والعلاقة الوثيقة التي تربطها بنظم تغذية وتربية الحيوانات، والآثار السلبية الناجمة عنها على حياة البشر.
ظاهرة الاحتباس الحراري.. حقائق وأرقام
في البداية أكد الدكتور مصطفى الشربيني على أن 50% من أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري، تعود للممارسات الخاطئة والعادات الغذائية اليومية التي يمارسها الأفراد، ما يُحتم زيادة الحملات التوعوية لتصحيح المفاهيم والأفكار، والحد من السلوكيات الضارة التي تؤثر على المجتمع ونظام حياته بشكل مُباشر.
وأوضح أن من ضمن الأشياء التي لا يعرفها السواد الأعظم من جمهور المُربين والمُستثمرين، هو وجود علاقة وثيقة الصلة بين سلوكيات حيوانات المزرعة اليومية، وظاهرة الاحتباس الحراري والتي يترتب عليها العديد من التغيرات المناخية.
علاقة الاحتباس الحراري بـ”تجشؤ حيوانات المزرعة”
كشف سفير ميثاق المناخ الأوروبي أن “تجشؤ” الحيوان الواحد، وهي العملية التي تحدث غالبًا بعد هضمه للغذاء، ينتج عنها إطلاق آلاف الجزيئات من غاز الميثان، لافتًا إلى أن الجزيء الواحد يُعادل 2500 وحدة وجزيء من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو الأمر الذي يوضح مدى فداحتها، وخطورتها على الغلاف الجوي وحياة جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان.
موضوعات ذات صلة:
مشاكل النحالين.. “التشتية” السليمة وسُبل حماية القطيع من التغيرات المناخية
أبرز الفوارق بين “غازات” التلوث والاحتباس الحراري
فرق الدكتور مصطفى الشربيني بين الغازات الملوث، وبين غازات الاحتباس الحراري مثل الميثان، موضحًا أن دورة حياة “ثاني أكسيد الكبريت” – كمثال على الجزيئات المُسببة للتلوث – لا تتعدى السبعة أيام داخل الغلاف الجوي، وذلك منذ تبخره وحتى تكثفه وعودته لسطح الأرض مرة أخرى على هيئة ذرات، فيما تظل ذرات وجزيئات الميثان عالقة بطبقات الغلاف الجوي العليا لعدة قرون، مع صعوبة التخلص من آثارها الضارة أو التحكم فيها.
قائمة مُسببات ظاهرة الاحتباس الحراري بالنسب والأرقام
قدم “الشربيني” وصفًا وشرحًا تفصيليًا لأسباب الاحتباس الحراري، وفقًا لآخر الإحصائيات الصادرة عن هيئة الأمم المُتحدة، والتي أشارت إلى أن الكهرباء وتوليد الطاقة تُشكل 42%، من جملة الأضرار التي يتعرض لها الغلاف الجوي، بسبب ارتفاع مُعدلات استهلاك الوقود الأحفوري فيها، يليها وسائل النقل والمواصلات بـ23%، ثم الأنشطة والمنشآت الصناعية بـ20%، والنشاط الزراعي بـ13% من جملة مُسببات الضرر.
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو.. التغيرات المناخية وتأثيرها على إنتاج عسل النحل
التسميد النيتروجيني ومشروعات الإنتاج الحيواني في “قفص الاتهام”
أشار رئيس مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي أن نسبة الـ13% من حجم الأضرار الناتجة عن النشاط الزراعي – حال عدم الالتزام بالتوصيات الفنية الخاصة بتقليل مُعدل ونسب إطلاق غازات ظاهرة الاحتباس الحراري – تم تقسيمها لشقين، الأول يتعلق بالأبخرة والغازات الناتجة عن مُعاملات التسميد النيتروجيني وتتراوح ما بين 4 إلى 5%، فيما يُشكل غاز الميثان الناتج عن مشروعات الإنتاج الحيواني نسبة الـ8 أو 9% المُتبقية.
حلول وتطبيقات علمية
لفت الدكتور مصطفى الشربيني إلى وجود خبراء وندوات مُتخصصة في تدريب المُزارعين وصغار المُربين على آليات وسُبل تخفيض والحد من هذه الانبعاثات الضارة بمعدل 66%، والتي تتأتى من خلال بعض التركيبات والخلطات التي يتم إضافتها لغذاء الحيوانات، للتحكم في حجم الأبخرة والجزئيات المُتصاعدة، علاوة على كونها تُمثل أحد روافد الهامة لزيادة العوائد الاقتصادية الخاصة بهذا النشاط، ما يعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع في النهاية.
وطرح سفير ميثاق المناخ الأوروبي عدة نماذج للحلول العلمية التي يتم تقديمها لتحسين البيئة وخدمة جموع المُزارعين، وأبرزها كيفية تدوير المُخلفات واستثمارها في مشروعات توليد البيوجاز، أو تغيير الأنماط الخاصة بشكل الوحدات السكنية المُقاومة لارتفاع درجات الحرارة، وغيرها من الأطروحات التي تُعزز من زيادة الإنتاجية، وتقلل كم حجم الانبعاثات الضارة التي تُسرع وتيرة وتضخم ظاهرة الاحتباس الحراري.3
إقرأ أيضًا:
والتغيرات المناخية.. أثرها على الموالح وأهم الإجراءات الواجب اتباعها