الاحتباس الحراري أحد المُشكلات التي تؤرق العالم، بسبب آثارها السلبية على سلة الغذاء بنوعيها النباتي والحيواني، والتي تمثل مصدر حياة البشر، ما استدعى وجود اتفاق ضمني بين رؤساء حكومات العالم، على ضرورة الحد من الانبعاثات، والنزول بمُعدلات استخدام الوقود الأحفوري، كركيزة أساسية لحل هذه الأزمة الخطيرة.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد نور الدين – أستاذ الأحياء المائية، بالمركز القومي للبحوث، عضو اللجنة الاستشارية العليا للاتحاد العربي بالجامعة العربية، عضو مؤسس لمبادرة المليون شاب سفيرًا للمناخ – ملف الاحتباس الحراري بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على الجهود المصرية والمؤسسية، لحل هذه الأزمة اعتمادًا على مخزونها الاستراتيجي وقدراتها الطبيعية.
الاحتباس الحراري وتأثيره على الثروة السمكية
في البداية أكد الدكتور أحمد نور الدين على خطورة ظاهرة الاحتباس الحراري على كافة الأنشطة الإنسانية التي تُغطي احتياجات الفرد الغذائية، سواء على هيئة محاصيل زراعية، أو إنتاج حيواني، وصولًا لأضرارها الخطيرة والمؤرقة على مشروعات الاستزراع السمكي والأحياء المائية.
ولفت إلى خطورة ظاهرة الاحتباس الحراري، التي باتت كـ”كرة اللهب” أو النار التي تأكل الأخضر واليابس، ضاربًا المثل بالأزمة التي تشهدها الهند والصين حاليًا، والتي تُهدد فيها التغيرات المناخية وانحرافات الطقس زراعة الأرز بأكبر الدول المُنتجة والمُصدرة له على مستوى العالم.
خسائر الأحياء المائية الناتجة عن الاحتباس الحراري
سلط أستاذ الأحياء المائية، بالمركز القومي للبحوث الضوء على الخسائر الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي لا تتوقف على الزراعات اليابسة فقط، وإنما تمتد إلى مشروعات الاستزراع السمكي، والقطاع بوجه عام، لافتًا إلى أنها تُمثل فقدًا يتراوح ما بين 15 إلى 17% في الأسماك البحرية، وتقفز هذه النسبة في حالة الأسماك المُستزرعة لتتجاوز حدود الـ27%، وهي أرقام خطيرة ولها دلالاتها.
وأشار إلى أن حجم الخسائر الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري بالنسبة لقطاعات الثروة السمكية “البحرية والمُستزرعة”، في دولة بحجم مصر – تحتل المركز الثالث على مستوى العالم في ترتيب الدول المُنتجة للبلطي، والأولى على مستوى إفريقيا في إنتاج الأسماك البحرية – يصل إلى قُرابة الـ100 مليون جنيه خلال شهور فصل الصيف.
موضوعات قد تهمك:
الذرة الشامية.. “7” توصيات فنية وأفضل الهُجن للزراعات المتأخرة
الحمى القلاعية.. هل تخضع الحيوانات المصابة للتحصين؟ “الطب الوقائي” يُجيب
الـ”phytoplankton”
أوضح الدكتور أحمد نور الدين أنه كان مُهتمًا بالبحث عن علاج لظاهرة الاحتباس الحراري منذ عام 2004، من منطلق موقعه بالمركز القومي للبحوث، والتي أفرزت عدة مشروعات حول “phytoplankton faz global warming”، وسبل استغلال العوالق النباتية في حل هذه المشكلة.
وكشف أن نتائج الأبحاث المُشتركة التي تمت بين المركز القومي للبحوث بالتعاون مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي، توصلت إلى أن نسبة اليابسة المؤثرة في ظاهرة الاحتباس الحراري، تنحصر في المساحة اللاصقة لمياه شواطىء البحار والمُحيطات، والتي تتراوح بين 10 إلى 100 متر فقط، نظرًا لاحتوائها على العوالق النباتية أو الطحالب، بعيدًا عن المياه العميقة الفقيرة والخالية من الـ “phytoplankton”.
إقرأ أيضًا:
تكثيف زراعة الخرشوف..سبل معالجة أضراره وطريقة تجهيز المشتل ونقل الشتلات
دودة الحشد الخريفية.. مخاطر الـ50 يومًا الأولى وطرق المكافحة الصحيحة
قدرات مصرية مُذهلة لعلاج ظاهرة الاحتباس الحراري
عدد “نور الدين” مزايا هذه الكائنات الدقيقة وقدراتها في إحداث التوازن البيئي المفقود، اعتمادًا على قدراتها المُذهلة، بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين محله، كأحد الحلول الفاعلة لتخفيض مُعدلات الاحتباس الحراري.
أشار إلى أن أحد الأسباب التي عززت مكانة مصر في استضافة مؤتمر المُناخ كانت التأكيدات التي دعمتها زيارة أحد الوفود العلمية اليابانية، التي رصدت قدرات مصر للمُساهمة بقوة في علاج ظاهرة الاحتباس الحراري، اعتمادًا على ثروتها من الطحالب والـ”phytoplankton”، والتي قدرتها بـ7 جيجا طن، كرقم مُبشر وفاعل في مُعادلة علاج المُشكلات الناجمة عن التغيرات المناخية.
شاهد: