الاحتباس الحراري واحد من أخطر التهديدات التي تواجه الحياة البشرية خلال العقود الأخيرة، والتي انتبه إليها العلم بشكل جدي بحلول أواخر القرن الماضي، أملًا في إيجاد حلول أكثر واقعية وأمنًا على سكان الأرض، والتوجه نحو مصادر الطاقة الطبيعية النظيفة بشكل أكبر.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مجدي علام – مستشار الأمم المتحدة للمناخ – ملف الآمال والطموحات المعقودة نتائج مؤتمر المناخ “COP27″، الذي تستضيف مصر نسخته السابعة والعشرين، خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الجاري.
الاحتباس الحراري والتخلص من الوقود الأحفوري
في البداية تحدث الدكتور مجدي علام عن صعوبة إقناع الدول الصناعية الكبرى بالتخلص الكامل من الوقود الأحفوري والفحم وكافة مصادر الطاقة التي تُسرع من وتيرة تفاقم أزمة “الاحتباس الحراري” في الوقت الحالي.
الدول الصناعية الكبرى ونوايا التحول لـ”الطاقة النظيفة”
كشف مستشار الأمم المتحدة للمناخ عن النوايا الحقيقية للدول الصناعية الكبرى، مؤكدًا أنها غير جادة – حتى هذه اللحظة – تجاه اتخاذ خطوات فاعلة، تُسهم بشكل إيجابي في تجاوز الآثار السلبية القاتمة، والتداعيات الخطيرة لظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تؤثر على مقادير الدول النامية، وتهدد أمنها الغذائي وسُبل حياة شعوبها بشكل واضح.
استنفاذ “ثروات النفط العربي”.. الخطوة الأخيرة
تحدث “علام” صراحة عن فُرص تحول الدول الصناعية الكبرى تجاه إيجاد بدائل أكثر أمنًا، ممثلةً في الطاقة الخضراء أو النظيفة، مؤكدًا أنها لن تسعى لهذا المسلك إلا بعد استنفاذ “ثروات النفط والفحم” بشكل كامل، لافتًا إلى أنها وحتى الوصول لهذا المنعطف، لن تلجأ إلى الحل الأكثر كلفة بالنسبة لها.
وأوضح أن الدول الصناعية الكبرى، برغم كونها المسؤول الأول عن تداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري، إلا أنها لازالت “تؤخر قدمًا” تجاه التحول تجاه الطاقة النظيفة، مُشيرًا إلى أنها لن تلجأ إلى التكنولوجيا الحديثة الأكثر تطورًا في الوقت الحالي.
موضوعات قد تهمك
حشائش السعد.. طرق التعامل معها وأفضل المبيدات للتخلص منها
السياسة الصنفية لـ”الفول البلدي”.. أفضل التقاوي المقاومة لـ”الهالوك” و”الأمراض الورقية”
تآكل الموارد الطبيعية وتضاؤل مصادر الغذاء
أشار مستشار الأمم المُتحدة للمناخ إلى أن مصادر الطاقة التي تعتمد عليها الدول الصناعية الكبرى، تنحصر في ثلاث ركائز أساسية، البترول والفحم بالإضافة للطاقة النووية، وجميعها خارج إطار الخطط التي تطمح البلدان النامية الأكثر تضررًا في تحول هذه الكيانات الفاعلة إليها، لتخفيف الوتيرة المُتسارعة التي يمضي بها العالم تجاه زيادة مُعدلات الاحتباس الحراري.
واصل “علام” شرحه لمخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري، مُسلطًا الضوء على التداعيات الأكثر خطورة، والتي لن تتوقف عند حدود زيادة مُعدلات سخونة الأرض بشكل أكبر وأكثر ضررًا، وإنما تمتد إلى تناقص وتآكل أسرع في سلة الغذاء والموارد الطبيعية التي يعتمد عليها الإنسان للبقاء على قيد الحياة، وهو مؤشر خطير يستدعي التحرك بشكل أسرع تجاه إيجاد حلول أكثر فاعلية وجدية، وبخاصة من قِبل الدول الصناعية الكبرى، المسؤول الأول عن نشأة وحدوث هذه الأزمة.
إقرأ أيضًا
السياسة الصنفية.. أسباب ارتفاع أسعار تقاوي الشركات الخاصة وعلاقتها بـ”أصداء القمح”
محصول القمح .. مواعيد الزراعة والتوصيات الفنية الضرورية خلال شهر نوفمبر – قناة مصر الزراعية
لا يفوتك