الاحتباس البولي في الماشية هو أحد الأعراض المرضية، المؤرقة لقطاع عريض من المُربين والمُزارعين، نظرًا لتبعاتها السلبية على مشروعات الإنتاج الحيواني، والتي تتطلب اللجوء لعدة إجراءات سريعة، للحيلولة دون تفاقم الإصابة أو تدهور حالة الحيوان.
تناول الدكتور حامد موسى الإقنص، ملف الاحتباس البولي في الماشية بالشرح والتحليل، وذلك عبر شاشة برنامجه “العيادة البيطرية”، المُذاع على قناة مصر الزراعية، لتوضيح أهم وأبرز النقاط في هذا الموضوع، وعلى رأسها أسباب الإصابة، وأبرز الأعراض الظاهرية التي يمكن رصدها، والاستدلال بها على حدوث الإصابة، علاوة على تقديم طرق العلاج المناسبة.
الاحتباس البولي في الماشية والأغنام.. أسباب عديدة ونتيجة واحدة
في البداية أكد الأقنص على وجود العديد من الأسباب، التي تؤدي جميعها للإصابة بداء الاحتباس البولي، وفي مقدمتها الأمراض البكتيرية، سوء التغذية، زيادة نسبة المركزات، ارتفاع نسبة الأملاح المعدنية الثقيلة في مياه الشرب، وغيرها من المُقدمات، التي يمكن الوقوف عليها لتقليل آثارها، لتلافي حدوث هذه المشكلة في مشروعات الإنتاج الحيواني المختلفة.
الاحتباس البولي الجزئي والكلي.. أبرز الفوارق
وفرق الدكتور حامد موسى الأقنص بين درجات الإصابة، والتي تتراوح عادة ما بين الاحتباس البولي الجزئي، والذي تتبدى أعراضه، على هيئة آلام شديدة، أثناء محاولة التخلص من السوائل المخزونة بمناطق الإخراج، والتي تأتي مُتقطعة وتسبب شعور الحيوان بالضيق وعدم الراحة، ما يجعلها ينزوي بمفرده بعيدًا عن باقي القطيع.
وعرف الأقنص مظاهر الاستدلال على حدوث الاحتباس البولي الكامل لدى الماشية، والتي تتبدى في شعور الحيوان بآلام ومغص شديد بمنطقة البطن، ما يؤدي لقيامه ببعض الحركات التي يمكن من خلالها على حدوث الإصابة، وأبرزها الحركة الزائدة والرفس الشديد، وعدم استقراره على وضع مُحدد، بسبب عدم قدرته على التخلص من البول، لفترة طويلة متصلة.
مخاطر التباطؤ في علاج الاحتباس البولي
حذر الأقنص من الإهمال والتباطؤ في علاج مثل هذه الحالات، ما يؤدي لتفاقم الإصابة وصولًا لـ”انفجار المثانة”، وتجمع البول في منطقة البطن، ما يهدد لإصابة الحيوان بـ”تسمم الدم” أو “البولينا”، ويُعزز فُرص نفوقه حال عدم اتخاذ الإجراءات والتدابير الموصى بها.
وأوضح أن بعض حالات الإصابة بـ”الاحتباس البولي” تعود إلى وجود التهابات في الجهاز البولي، والتي يترتب عليها حدوث بعض التغيرات في مجرى البول، نتيجة الإصابة ببعض الأمراض البكتيرية.
1 – الإصابات البكتيرية المُسببة لظاهرة الاحتباس البولي
أكد الدكتور حامد موسى الأقنص أن الإصابة ببعض الأمراض البكتيرية، وأشهرها “Corynebacterium pigeon”، والتي قد تكون سببًا مباشرًا في التهابات المجرى البولي، والتي تُؤدي لحدوث تغيرات مرضية، تُعزز فرص الإصابة بظاهرة الاحتباس البولي في الماشية والأغنام.
2 – عدم الاتزان في تركيبة ومكونات الأعلاف
قدم “الأقنص” عدم اتزان تركيبة ومكونات الأعلاف، كأحد الأسباب الرئيسية المؤدية للإصابة بظاهرة الاحتباس البولي في الماشية والأغنام، موضحًا أن زيادة تركيز بعض العناصر مثل “الكالسيوم، الماغنسيوم، فوسفات النشادر، السيلكا”، والتي تُعزز فٌرص تكون الحصوات في مجرى البول، ما يتطلب تعامل جموع المُربين والمُزارعين، بمزيد من الوعي والانضباط فيما يخص هذا الملف، نظرًا لتبعاته الصحية الخطيرة.
موضوعات قد تهمك:
أضرار اللحوم المغشوشة.. قائمة من الأمراض “القاتلة” تعرف عليها
3 – مياه الشرب والمساقي والآبار
ألقى الدكتور حامد موسى الأقنص الضوء على ملف مساقي المياه والآبار، والتي تدخل ضمن قائمة المُعاملات، المُسببة لحدوث هذه الظاهرة، نظرًا لاحتواء أغلبها على نسبة كبيرة من العناصر المعدنية الثقيلة، ما يضر بصحة الحيوان وجهازه البولي.
4 – الإفراط في استخدام هرمونات التسمين
الإفراط في استخدام هرمونات التسمين مثل “الأكواجين – Aquagen”، و”الاستراديول – Estradiol”، والتي تُسبب فقد وتهتك الأغشية المُخاطية المُبطنة لمجرى البول، ما يُسهم في تكوين البؤر المناسبة لوجود وانتشار حصوات الكلى، التي تعوق التخلص الآمن من البول.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
5 – نقص فيتامين أ
كشف “الأقنص” الدور الخطير الذي يلعبه فيتامين أ في حياة الماشية والأغنام، مؤكدًا أن أي نقص عن مُعدلاته الطبيعية، يؤدي لتحرشف الأغشية المبطنة لمجرى البول، ما يُعزز فُرص تكون وانتشار الحصوات، التي تعوق بالتبعية قدرة الحيوان على التخلص من البول.
6 – أبرز الأخطاء الشائعة المُسببة لضيق مجرى البول
تأتي محاولات الحد من تناسل بعض أنواع الحيوانات وإصابتها بـ”العقم”، ضمن قائمة المُسببات، التي تُعزز فُرص الإصابة بضيق مجرى البول وظاهرة الاحتباس البولي، ما يُحتم إجرائها على يد الطبيب البيطري المُختص.
إقرأ أيضًا:
قصور الدورة الدموية لدى الحيوانات.. أفضل 3 وصفات علاجية
والتي تؤدي لانتشار الحصوات البولية بكثرة، ما يستدعي إجراء عملية جراحية لاستئصالها، لتوسيع الحالب وتسهيل عملية التخلص من البول، لتتم بشكلها الطبيعي السليم، دون أي تبعات أو تطورات صحية خطيرة.