الاتصالات اللاسلكية والموجات المغناطيسية، تُمثل واحدة من القوى الطبيعية، التي تم استثمارها في العديد من المجالات، وأحدثها الاستمطار وتخليق موارد مائية جديدة، وهو الأمر الذي تم الوصول إليه بالفعل، وبأيدٍ مصرية 100%، في مُفاجأة كشفت عن تفاصيلها قناة مصر الزراعية.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مُقدم برنامج “العيادة النباتية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور سمير حافظ – عميد كلية الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر – عن الدور البارز الذي تلعبه الاتصالات اللاسلكية، في تخلق مورد مائي طبيعي خالي من الملُوثات، لتحقيق الهدف الأسمى بتأمين احتياجاتنا المُتزايدة من المياه، وتوفير الإمدادات اللازمة للنشاط الزراعي، تحقيقًا وتطبيقًا لمفهوم التنمية المُستدامة، وحماية الأمن القومي الغذائي والمائي.
الاتصالات اللاسلكية.. حلول مُبتكرة لتخليق المياه
في البداية أكد الدكتور سمير حافظ أن اللجوء إلى الاتصالات اللاسلكية والمغناطيسية لتخليق مورد مائي “صناعي” جديد، بنفس المواصفات الطبيعية وبشكل آمن وخالي من الملوثات، جاء نتاجًا لمئات التجارب العلمية في هذا المجال، والرامية لسد الاحتياجات الإنسان من المياه، بالنظر إلى الوتيرة المُتسارعة للزيادة السكانية، التي ألقت بظلالها على تنامي ظاهرة الشُح المائي.
وأوضح أن الاعتماد على الاتصالات اللاسلكية والموجات المغناطيسية في تخليق مياه الأمطار، يُعد امتدادًا طبيعيًا للمحاولات الأولى للاستمطار بالتأين، التي تراجعت نسب استخدامها بسبب ارتفاع كلفتها الاقتصادية، ما أدى لإحجام أغلب الدول المُتقدمة عن الاستمرار في تطبيقها.
موضوعات ذات صلة:
تقنية الاستمطار بالتأين.. تعريفها وآليات تنفيذها وأسباب الإحجام عنها
استيراد السُحب بواسطة الاتصالات اللاسلكية والمغناطيسية
وشبه الاعتماد على الاتصالات اللاسلكية والموجات المغناطيسية لتفعيل ظاهرة الاستمطار بـ”استيراد السُحب”، نظرًا للقدرات التي تُتيحها هذه التقنية الجديدة، والتي تُفسح المجال لجذب السُحب المُحملة بالمياه من منطقة البحر المتوسط إلى القاهرة، أو من وسط إفريقيا لبحيرة ناصر.
شرح تقنية الاستمطار بواسطة الموجات المغناطيسية والاتصالات اللاسلكية
قدم عميد كلية الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر شرحًا مُبسطًا لتقنية استخدام الموجات المغناطيسية والاتصالات اللاسلكية في الاستمطار وتخليق المياه، موضحًا أنها تعتمد على استخدام بعض الأجهزة صغيرة الحجم، التي لا تتعدى أبعادها 1×1×1م.
ولفت إلى أن هذا الجهاز يقوم بإطلاق الهواء الساخن، بعد فصل إيوناته الموجبه عن نظيرتها السالبة، إلى طبقات الجو العليا، لتعمد وهي في طريقها على جذب السُحب المُحملة بالمياه، وتخليق أجواء مطيره مركزها نقطة الإطلاق، للتحكم في موقع سقوط الامطار.
وكشف “حافظ” أن هذا الجهاز صغير الحجم، لديه القدرة على سحب السُحب المُحملة بالمياه من مناطق بعيدة جدًا، قد يصل مداها إلى منطقة وسط إفريقيا، ما يكشف حجم إمكانياته الجبارة، ومدى الاستفادة منه، في تخليق مورد مائي طبيعي خالي من الملوثات، في التوقيت المُناسب وحسب الاحتياجات.
إقرأ أيضًا:
التغيرات المناخية.. فوائد المشروعات القومية ومزايا التحول لـ”الري الحديث”
الاستمطار وتساقط الثلوج
وواصل شرحه لتقنية الاستمطار بواسطة الاتصالات اللاسلكية والمغناطيسية، موضحًا أن الهواء الساخن المُحمل بالأيونات السالبة، يقوم بتجميع الرطوبة من طبقات الغلاف الجوي العليا فور إطلاقه، علاوة على جذب كافة السُحب المُحمله بالمياه التي تقع داخل مداه، ويعقبها تبلور هذه الجزئيات على صورة قطع ثلج صغيرة، تتساقط بكثافة شديدة، قبل أن تتحول إلى أمطار حُرة فور وصولها إلى سطح الأرض.
ولفت “حافظ” إلى إمكانية التحكم في زاوية ونقطة سقوط الأمطار، بناءًا على عدة دراسات فيزيائية وحسابية، تعتمد على حجم ذرات الثلج وسرعة الرياح ومستوى الرطوبةوارتفاع وكتلة السُحُب، وغيرها من النقاط التي يتم الارتكان إليها عند بدء التطبيق.
أدوار إضافية
وأشار إلى أن أوجه الاستفادة من اللاتصالات اللاسلكية والموجات المغناطيسية لا تتوقف عند حدود الاستمطار، وإنما تمتد إلى تنقية الهواء والغلاف الجوي من ذرات الغبار، ضاربًا المثل بمطار دُبي، الذي تخلو أجوائه من أي أتربة، برغم وجوده داخل بيئة صحراوية ترابية، وذلك بسبب وجود نُسخة من هذا الجهاز داخله.
وفسر “حافظ” هذه الظاهرة بأن إطلاق الشُحنات والأيونات المُوجبة، يؤدي لطرد ذرات الغبار وتنقية الهواء من الأتربة، فيما يحدث العكس حال إطلاق الأيونات السالبة، والتي تُؤدي لخلق مُناخ مُناسب لسقوط مياه الأمطار.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
قدرات التخليق المائية لجهاز فصل الأيونات
كشف الدكتور سمير حافظ عن القدرات المُذهلة التي يتمتع بها الجهاز، الذي تم اختراعه وتنفيذه وتطويره بأيادي مصرية 100%، حيث أكدت التطبيقات العملية له، على أن خمس وحدات منه فقط، كفيلة بإنتاج ما يتراوح ما بين 1.5 إلى 2 مليار متر مُكعب من مياه الأمطار شهريًا، وهو رقم ضخم يمكن الاستفادة منه في تغطية محدودية مواردنا المائية.
بشرى سارة للمصريين
وبشر أستاذ الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر إلى إجازة كافة الدراسات المُقدمة لتطبيق استخدام هذا الجهاز داخل الأراضي المصرية، موضحًا أنه يُمكن الاستفادة منه في زيادة مواردنا المائية ببحيرة ناصر، والأمر عينه بكافة مُحافظات الجمهورية، بعد وضع الأطر المناسبة لسُبل توجيهها لتحقيق أقصى استفادة مُمكنة منها.