الإنتاج الداجني لازال يعاني من بعض المشاكل التي ساهمت في ارتفاع أسعار المنتج النهائي المطروح بالسوق المحلي، وهو الأمر الذي خلف أزمة كبيرة أمام شريحة لا يستهان بها من جمهور المستهلكين، للتعالى الأصوات المطالبة بتفسير الأسباب الحقيقية لتلك الأزمة، والعمل على إيجاد حلول لها، لتوفير هذه السلعة الاستراتيجية بأسعار في المتناول، دون الإضرار بأطراف المنظومة.
من جانبها، وضعت الشعبة الداجنة بالقاهرة عبر رئيسها الدكتور عبد العزيز السيد “النقاط فوق الحروف”، وحددت الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار الدواجن، والأزمة التي يعيشها قطاع الإنتاج منذ عدة أشهر.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبد العزيز السيد – رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة تجارة القاهرة – ملف أبرز أسباب الأزمة بالشرح والتحليل.
الإنتاج الداجني
5 أسباب أدت لارتفاع الأسعار
في البداية تحدث الدكتور عبد العزيز السيد عن الأسباب الأساسية التي أدت لارتفاع أسعار الدواجن، وصولًا لما نراه الآن بأغلب الأسواق المحلية، موضحًا أن انخفاض قيمة العملة المحلية يأتي على رأس قائمة أسباب هذه الأزمة.
وأوضح “السيد” أن تضاعف قيمة الدولار أمام الجنيه قفز بقيمة وتكلفة مستلزمات الإنتاج بنسبة 100%، وبخاصة في الصناعات والأنشطة التي يتم استيراد أغلب احتياجاتها من الخارج، وهو الأمر الذي ينطبق بشكل كبير على قطاع الإنتاج الداجني، الذي تضرر إلى حد بعيد من هذه الزيادة.
وتطرق “السيد” إلى نقطة أخرى بالغة الأهمية، ألقت بظلالها القاتمة على قطاع الإنتاج الداجني، موضحًا أن فترة الثلاثة أشهر التي استغرقتها أزمة الاعتماد المستندي، أدت إلى استنزاف الاحتياطي والمخزون الاستراتيجي الموجود فعليًا.
وأوضح أن هذه المعضلة لم تتوقف عند هذا الحد وإنما امتدت آثارها لما هو أبعد، حيث أدت لتحويل قطاع الإنتاج الداجني إلى آلية مختلفة، كما يقول المثل العامي تعيش “اليوم بيومه”، بما يتواكب مع حجم الإفراجات العلفية، ما يعني زيادة أبعاد الأزمة حال وجود أي تأخير في هذه المنظومة.
ولفت إلى أن بعض التجار ساهموا في مضاعفة الأزمة، بسبب استغلالهم لاحتياج السوق وشحية المنتج، للتلاعب في الأسعار بما يحقق مصالحهم الخاصة على حساب السوق المحلي وجمهور المستهلكين.
وأكد أنه بالرغم من الإفراجات العلفية إلا أن منظومة الإنتاج الداجني لازالت متأثرة، بالشكل الذي يجعل الشحية موجودة وتلقي بتداعياتها السلبية على النشاط، برغم ما تبذله الدولة من جهود.
الإنتاج الداجني
ترتيب الأولويات
سلط رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة تجارة القاهرة الضوء على القاعدة التي يتم التعامل وفقًا لها في ملف إدارة منظومة الإنتاج الداجني، نظرًا لكون مستلزمات الإنتاج “الأعلاف، الأدوية” أغلبها مستورد بالدولار، ما يفرض على العاملين بهذا القطاع ترتيب أولوياتهم بما يحقق التوازن المطلوب.
وأكد أن سعر الصويا حاليًا يصل إلى 34 ألف جنيه، رغم أن قيمته الاستيرادية الفعلية لا تتجاوز الـ20 ألف، والأمر عينه بالنسبة للذرة، التي وصلت إلى 19 ألف، رغم أن تكلفتها الأساسية لا تتجاوز حدود الـ10 آلاف، وهي فوارق رقمية تكشف ما يعانية جموع المنتجين.
الدولة تبذل قصارى جهدها
أوضح أن الدولة تبذل قصارى جهدها، للتحكم والسيطرة على ارتفاع الأسعار، لافتًا إلى أنها رغم ذلك لن تستطيع خفض أسعار الدواجن والوصول بها إلى 60% من قيمتها الفعلية الحالية، مُشيرًا إلى أن أقصى ما تستطيعه، هو توفيرها بهامش توفير لا يتعدى الـ5% بأي حال من الأحوال، وهو رقم يمثل فارق بالنسبة للمواطن البسيط.
وأكد أن الأزمة الحقيقية التي يتوجب العمل عليها، هي توفير مستلزمات الإنتاج بسعر زهيد، بما يعزز قدرة المنتجين على طرح السلعة بقيمة في متناول المواطن البسيط.
إقرأ أيضًا..
تربية الدواجن.. 4 توصيات و8 محاذير للحفاظ على الصحة العامة وسلامة القطيع
أمراض الدواجن.. خطأ فادح يفسد “اللقاحات” ودعوة خاصة لأصحاب “الحَضَّانَات”
أزمة الدواجن.. “هيئة الخدمات البيطرية”: روشتة العلاج في 5 خطوات